جرحى الحوادث الإرهابية في عدن يعانون الإهمال.. قصص تبرز حجم المعاناة (تقرير)
- عدن - أدهم فهد الإثنين, 10 أبريل, 2017 - 09:11 مساءً
جرحى الحوادث الإرهابية في عدن يعانون الإهمال.. قصص تبرز حجم المعاناة (تقرير)

[ الكازمي الأب لحق بابنه والاثنان استهدفا بحادث الصولبان ]

لا تزال مآسي الحادث الإرهابي الذي استهدف تجمعاً للمستجدين أمام معسكر الصولبان، في العاشر من ديسمبر من العام المنصرم، قائمة إلى اليوم، فقد تسبب الحادث بمقتل قرابة الخمسين بين مستجد ومجند، وإصابة أكثر من خمسة وثلاثين فردا.
 
صعدت أرواح الشهداء إلى السماء، شاكية لربها جور الإرهاب، فيما بقي عشرات الجرحى في المشافي يئنون، لعلهم بتلك الآنات يستعطفون الجهات المعنية في الحكومة الشرعية، لتقوم بواجبها تجاههم، وتسرع في عملية علاجهم وتسفير من هم بحاجة للعلاج في الخارج. 
 
وظلت إجراءات علاج الجرحى سارية في المشافي المحلية، والتي تفتقر للإمكانيات التي يحتاجها من كانت إصاباتهم بليغة، مما تسبب في وفاة عدد من الجرحى.

 
إبراهيم الكازمي أصيب هو الآخر بالحادثة

ناصر عوض الكازمي كان أحد الجنود الذين أصيبوا في التفجير الإرهابي، إلى جانب ابنه الوحيد، إبراهيم ذو الـ19 عاما، حيث أصيب الاثنان بإصابات بليغة، تلزم نقلهما للخارج، وهذا مالم يحدث.
 
استمرت حلقات مسلسل معاناة الأب وابنه لأربعة أشهر، لتنتهي بعدها بوفاتهما معًا نتيجة الإهمال الحكومي، الذي حال دون تسفيرهما إلى الخارج للعلاج.
 
الجريح الأب يلحق بابنه
 
وتوفي الجريح ناصر عوض الكازمي الجمعة الفائتة متأثرا بجراحه التي أصيب بها في العملية الإرهابية التي استهدفت معسكر الصولبان ليلتحق بابنه إبراهيم، والذي وافته المنية هو الآخر متأثرا بجراحه التي أصيب بها في الحادثة الإرهابية ذاتها.
 
 يقول محمد دعوس، وهو أحد أقارب الشهيدين "أصيب ناصر عوض الكازمي بإصابة بليغة في يده اليسرى ورجله اليسرى، ليخضع بعدها لعمليتين جراحيتين، و قام الأطباء في العملية الأخيرة بنزع وريد من فخذه الأيمن وزرعوه في ذراعه اليسرى المصابة، فيما بقيت شظية تحت سرته، لم يقم الأطباء باستخراجها كونهم أكدوا بأن وجودها لن يسبب أي خطر على حالة الجريح".
 
ويضيف دعوس -في حديثه لـ"الموقع بوست"- "مكث ناصر الكازمي قرابة الشهرين في مشفى الصليب الأحمر بالمنصورة، ليغادره بعدها، كون الأطباء أكدوا بأن صحته باتت جيدة".
 
وأضاف "وفي 28 مارس المنصرم، انتكست حالته الصحية، وازدادت سوءًا، ودخل إثرها في غيبوبة، لنقوم بعدها بإسعافه إلى مشفى عتق بشبوة، وهو الأقرب لمنزل أسرة الكازمي الكائن بمديرية المحفد في أبين".
 
ويتابع "مشفى عتق هو الآخر يخلو من الإمكانيات والكوادر الطبية اللازمة للتعامل مع الحالات الصعبة، مما حتم علينا نقله على سيارة إسعاف إلى مشفى البريهي بعدن، قاطعين مسافة تتجاوز 380 كيلو مترا".

ويشير إلى أن الأشعة المقطعية بمشفى البريهي بينت أن ناصر الكازمي يعاني من نزيف حاد في الدماغ، ليدخل على إثرها في غيبوبة استمرت لأسبوع قبل أن يتوفى ظهر الجمعة.
 
ويلفت إلى أن حالة ناصر الكازمي الصحية كانت بحاجة للعلاج في الخارج، إلا أن الإهمال الحكومي حال دون ذلك.
 
وقال محمد دعوس، وهو أحد أقارب الكازمي، بأن تدهور حالة الجريح ناصر الكازمي ووفاته كانت مشابهة لما حدث مع حالة ولده إبراهيم، والذي أصيب مع والده ناصر في الحادثة الإرهابية ذاتها.
 
وبخصوص إصابة الولد إبراهيم ناصر الكازمي، يفيد دعوس بأن إصابته كانت بليغة، حيث استقرت مجموعة شظايا في بطنه، وخضع لعمليتين جراحيتين في الأمعاء ليستخرج منها عدة شظايا.
 
ويضيف دعوس -في حديثه لـ"الموقع بوست"- أن حالة إبراهيم تحسنت نسبيا بعد مرور شهرين على إصابته، حيث تم إخراجه من المشفى ونقله لمنزل الأسرة بمنطقة المحفد في أبين.
 
ويذكر "عادت حالة إبراهيم الصحية لتسوء مرة أخرى، حيث شعر بآلام حادة  في المعدة، قمنا بنقله على إثرها لمشفى عتق بشبوة، والذي هو الآخر يفتقر لأدنى الإمكانيات، مما حتم علينا نقله إلى مشفى البريهي بعدن في نفس الوقت".
 
وتابع "وصلنا إلى مشفى البريهي في منتصف ليل يوم 28 من شهر فبراير، ليقرر بعدها الأطباء إجراء عملية جراحية، إلا أنها جاءت متأخرة وتوفي خلالها".
 
ويرى دعوس أن وفاة ابن عمه ناصر وولده إبراهيم جاءت نتيجة للإهمال الحكومي لضحايا العملية الإرهابية، مستغربا من عدم نقلهما إلى الخارج لتلقي العلاج، بالرغم من أحقيتهما كون حالتهما الصحية كانت متدهورة، وإصاباتهما كانت بليغة، مطالبا قيادة الحكومة الشرعية بمحاسبة المتسببين في وفاة الجرحى وعدم نقلهم للخارج.
 
ويفيد بأن إبراهيم كان الابن الوحيد لناصر من بين أربع بنات، مؤكدا على ضرورة دعمهم واهتمام الحكومة الشرعية بهم، وذلك كأقل واجب تجاههم وأبسط تعويض للأسرة التي تعرض معيلها وابنها الوحيد للإهمال مما أدى إلى وفاتهما.
 
واختتم حديثه لـ"الموقع بوست" بمناشدة الحكومة الشرعية لإنقاذ ما تبقى من جرحى العمليات الإرهابية، والاهتمام بأسر الشهداء.
 
جرحى بين سندان الإرهاب ومطرقة الإهمال
 

أحمد البعلة هو الآخر جريح يعاني الإهمال

أحمد ناصر البعلة، أحد جرحى التفجير الإرهابي الذي استهدف تجمعاً للمستجدين أمام معسكر الصولبان وقتل على إثره شقيقه الأكبر محمد.
 
وكغيره من عشرات الجرحى، يعاني أحمد الإهمال في المشافي المحلية، بدلا من تسفيره إلى الخارج للعلاج، كما جاء في المذكرة التي رفعها المشفى الذي يتلقى فيه العلاج.
 
وحصل "الموقع بوست" على نسخة من المذكرة التي رفعها المشفى، حيث تحدثت عن إصابة أحمد بشظايا في الرأس وشلل في الجزء الأيسر من الجسم، ونزيف دموي غير مستقر، إضافة إلى أن العلامات الحيوية غير مستقرة، مع كسور في الجمجمة، ووعي مشوش.
 
وطالبت أسرة البعلة بنقل ابنها للعلاج في الخارج، وعدم تركه يموت ببطء في المشافي المحلية والمفتقرة للإمكانيات.
 
ويقول ناصر البعلة بأن الحالة الصحية لنجله أحمد متدهورة، حيث بات طريح الفراش دون أن يلقى الرعاية الطبية اللازمة من الحكومة الشرعية.
 

التقرير الطبي لأحمد أظهر إصابات بالغة فيه

ويضيف والد الجريح -في حديثه لـ"الموقع بوست"- بأن الحادث الإرهابي الذي استهدف تجمعاً للجنود والمستجدين أمام معسكر الصولبان تسبب في استشهاد نجله الأكبر محمد وإصابة الأصغر أحمد.
 
ويذكر "طرقنا كل الأبواب وتواصلنا مع كل المسؤولين والجهات المعنية لكن دون فائدة"، مستغربا من طريقة التعامل مع ضحايا العمليات الإرهابية، حيث يضطر أهاليهم للمطالبة بعلاجهم بالرغم من كون العلاج حق شرعي وقانوني وليس مكرمة أو صدقة.
 
واختتم حديثه لـ"الموقع بوست" بتحميل الحكومة الشرعية والمسؤولين ملف جرحى العمليات الإرهابية، ومسؤولية أي تدهور قد يطرأ على الحالة الصحية لنجله أحمد، مطالبا إياهم في الوقت ذاته بالإسراع في نقله إلى الخارج للعلاج وإنقاذ حياته.                        
 


التعليقات