محللون: إحراق مقر حزب الإصلاح في عدن إرباك للشرعية وتعطيل لمهمة هادي
- وئام عبدالملك السبت, 06 مايو, 2017 - 11:06 مساءً
محللون: إحراق مقر حزب الإصلاح في عدن إرباك للشرعية وتعطيل لمهمة هادي

[ إحراق مقر حزب الإصلاح في عدن ]

في الساعات الأولى من اليوم السبت، كان مكتب حزب التجمع اليمني للإصلاح بمديرية صيرة بالعاصمة المؤقتة عدن، على موعد مع عملية اقتحام، أعقبها إحراق المقر من قبل عناصر مجهولة، وهو ما أثار ردود أفعال غاضبة إزاء مثل تلك الممارسات.
 
حزب الإصلاح بمحافظة عدن ذكر في بيان صادر عنه أن مسلحين يرتدون الزي العسكري على متن ثلاثة أطقم عسكرية اقتحموا مقر الحزب وقاموا بإحراقه، مطالبا الجهات الأمنية بالتحقيق في الحادثة.
 
ووصف البيان ذلك العمل بالإجرامي البائس، والذي يعبر عن عقلية إجرامية لا تختلف عما تقوم به مليشيات الحوثي صالح الانقلابية، كما تعبر عن ضعف شخصية الفاعلين وهوسهم الجنوني بالعنف.
 
واعتبر الحزب تلك الواقعة أنها "نتيجة متوقعة لثقافة التحريض التي تكاد تخنق التعايش السلمي -ضد الأحزاب وضد الآخر- والذي تنتهجه ثلة من الجهات المأجورة غير مدركة لطبيعة عدن المسالمة، ولا لعواقب ذلك على النسيج الاجتماعي والسياسي الذي يُراد له أن يخضع لصوت واحد".
 
تزامن الفوضى
 
تزامنت هذه الحادثة مع الفوضى التي تعيشها عدن، عقب القرارات التي أصدرها الرئيس عبدربه منصور هادي، والتي أقال فيها محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي، وكذا وزير الدولة هاني بن بريك الذي أحاله كذلك للتحقيق.
 
لم تكن هذه الحادثة هي الأولى التي يتعرض لها مكتب الإصلاح، إذ سبق وأن تعرض لعديد من الاعتداءات سواء من قبل نظام المخلوع صالح إبان اندلاع ثورة فبراير/شباط، والحراك الجنوبي، وحتى عقب دخول الانقلابيين العاصمة عدن، وكذا بعد تحريريها من تلك المليشيا.
 
أواخر أبريل/نيسان الماضي، نشب حريق هائل في مقر حزب الإصلاح بمدينة الحوطة بلحج، تسبب بخسائر مادية كبيرة، ومع تكرار تلك الحوادث أصبح التساؤل واردا حول إمكانية وقوع جرائم كتلك.
 
القضاء على السند المجتمعي للشرعية
 
يرى نائب رئيس الدائرة الإعلامية بحزب التجمع اليمني للإصلاح عدنان العديني، في استهداف حزبه بأنه استهداف للشرعية التي يميل إليها الإصلاح، وباعتباره أكبر القوى الداعمة لها.
 
لا يخلو حديث العديني لـ"الموقع بوست" من السخط، كردة فعل على من يحاولون النيل من حزب الإصلاح.
 
يقول "يرفعون لافتة الإصلاح وهم يقصدون الشرعية تماما كما حدث في صنعاء وبمنطق واحد رغم تغير الأدوات".
 
ويعتقد نائب رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح أن من يمارسون تلك الأفعال ضد حزبه بأنها واحدة من الأدوات الانقلابية لإضعاف الحكومة الشرعية.
 
ويضيف "خطة الأدوات الانقلابية إخلاء الساحة من الأحزاب حتى لا يبقى للشرعية أي سند مجتمعي، ولن تجد حولها إلا عصابات ومليشيات وجماعات عنف فيسهل إسقاطها".
 
ويؤكد العديني أن الاستهداف للأحزاب هو حصار للمحافظ الجديد ووضع المشكلات أمامه، وهو ما يستوجب عليه أن يتحرك لفتح الشراكة مع المجتمع، حتى يتمكن من إدارة المرحلة.
 
إرباك الشرعية
 
ويتفق مع العديني المحلل السياسي ياسين التميمي الذي قال إن إحراق مقر الإصلاح في عدن يأتي في سياق مخطط لإرباك السلطة الشرعية وترتيباتها القادمة في عدن في ضوء مجيء المحافظ الجديد عبدالعزيز المفلحي، وانطلاق سلسلة من المشاريع الخدمية.
 
وبين لـ"الموقع بوست" أنه ليس المقصود من تلك الجريمة حزب الإصلاح لذاته، فقد أريد شيطنة الحزب وجعله هدفاً لغضب الحراكيين، لغايات لها علاقة بإعاقة أداء السلطة الشرعية، وتعطيل مهمة الرئيس هادي المقبلة، بالإضافة إلى تفريغ عدن من التعددية السياسية التي لها علاقة بمشروع الدولة الاتحادية.
 
وهناك دلائل -كما يشير التميمي- على أن الذي قام بذلك العمل قوة منضبطة عسكرية أو أمنية وتخضع بالضرورة لأوامر القوات التابعة للتحالف المتمركزة في عدن والتي تقودها الإمارات، وذلك يؤشر إلى تورط غير مقبول من قوة جاءت أصلاً لمساندة الشرعية وليس لمحاربتها.
 
واعتبر التميمي ذلك بأنه شكل من أشكال توظيف العنف لدوافع لها علاقة بتصفية حسابات سياسية، لافتا إلى أنه لا يمكن فصل هذا السلوك عن دوافعه الأساسية والمرتبطة بما بات يعرف بـ"صراع النفوذ في المحافظات الجنوبية المحررة".
 
ويعتقد المحلل السياسي التميمي أن الحراك الجنوبي بات قوة هامشية بعد فشله الذريع في مليونية البيان التاريخي المزعومة، وأصبح متشظياً أكثر من أي وقت مضى، الأمر الذي يستدعي تحري الانتباه من جانب من يسانده، بأنه لم يعد بالإمكان الرهان عليه بعد أن أصبح ينفصل شيئاً فشيئاً عن محيطه الاجتماعي.
 
يذكر أن مقرات الإصلاح الذي يعد ثاني أكبر الأحزاب اليمنية، للاعتداءات المتكررة خاصة عقب انقلاب سبتمبر/أيلول 2014، وما تلاه من حملات اعتقال واسعة لقيادات الحزب وأعضائه.
 


التعليقات