"مؤتمر حضرموت" و"إعلان عدن" هدف واحد ونتائج عكسية.. جنوب اليمن إلى أين؟ (تقرير)
- علي الأسمر الخميس, 11 مايو, 2017 - 04:21 مساءً

[ حشود في عدن مؤيدة لعيدروس الزبيدي وبن بريك ]

آ تحركات سياسية زادت وتيرتها في الآونة الأخيرة في المحافظات اليمنية الجنوبية المحررة من الانقلابيين، بلغت أوجها بمؤتمر حضرموت الجامع، وإعلان عدن التاريخي، وهي التحركات التي أثارت جدلا واسعا في اليمن، بتوقيتها، والنتائج التي تمخضت عنها.
آ 
آ مؤتمر حضرموت وإعلان عدن، يعدان الحدث السياسي الأبرز، والذي بدوره سيؤثر على مستقبل الدولة اليمنية، بين الانفصال الذي يسعى إليه الحراك الجنوبي، أو اليمن الاتحادي الذي يسعى إليه الرئيس هادي، وهو مشروع مؤتمر الحوار الوطني.
آ 
نقاط الاختلاف والاتفاق
آ 
ففي حين أكد مؤتمر حضرموت -بحسب البيان الختامي- أن حضرموت إقليمًا مستقلاً بذاته وفق جغرافيتها المعروفة، ويتمتع بحقوقه السياسية السيادية كاملة غير منقوصة، وبدى واضحا -بحسب مراقبين- أن مؤتمر حضرموت كان واضحا في شقه السياسي بإعلانه حضرموت إقليما، دون أن يحدد في إطار الدولة اليمنية الاتحادية، بحسب مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، أو في إطار مشروع الحراك الانفصالي.
آ 
آ وفي المقابل، ركز "إعلان عدن التاريخي" على إعلان الحامل السياسي للقضية الجنوبية، كما أكد الإعلان في إحدى نقاطه على أهمية وجود الأداة السياسية لحماية القضية الجنوبية، ومشروعها السياسي، وتحقيق تطلعات شعب الجنوب للسيادة على أرضه، وقيام دولته الوطنية الفيدرالية الديمقراطية الحرة -بحسب البيان- والذي توج بتفويض اللواء عيدروس الزبيدي بإعلان قيادة سياسية وطنية (برئاسته) لإدارة وتمثيل الجنوب، وتتولى هذه القيادة تمثيل وقيادة الجنوب لتحقيق أهدافه وتطلعاته.
آ 
آ مع ملاحظة توضيح الإعلان عن شكل الدولة التي يسعى الحراك لإقامتها بكونها فيدرالية ديمقراطية.
آ 
آ الموقف من الشرعية والتحالف العربي
آ 
بحسب مراقبين، فإنه يحسب لـ"مؤتمر حضرموت" موقفه الواضح من شرعية الرئيس هادي، بينما كان موقف "إعلان عدن " من ذلك هلاميا، واكتفى برفض قرارات الرئيس هادي، دون أن يشير بوضوح إلى تمسك الحراك بشرعية الرئيس هادي.
آ 
توجيه الشكر والتأكيد على استمرار العمل مع التحالف العربي، في مواجهة المشروع الإيراني ممثلا بحلفي الانقلاب الحوثي والمخلوع صالح، كان أهم نقاط الاتفاق بين الإعلانين، إضافة إلى التأكيد على حرية التعبير والقبول بالآخر.
آ 
آ ترحيب متبادل
آ 
كان ملاحظا ترحيب "إعلان عدن التاريخي" بمؤتمر حضرموت، إذ حيا الإعلان أبناء محافظة حضرموت، في انعقاد ونجاح "مؤتمر حضرموت الجامع"، وقال إنه يُعتبر جزءاً أصيلاً من الحركة الوطنية الجنوبية، وحاملا مشعل حضارتها، حسب وصف البيان.
آ 
آ وفي المقابل، كان ملاحظا مهاجمة محافظ حضرموت لبيان إعلان عدن في مقطع فيديو حصل "الموقع بوست" على نسخة منه، ليعدل بعد أيام عن ذلك، ويعلن ترحيبه بإعلان عدن التاريخي، في كلمة ألقاها في جامعة الأحقاف.
آ 
آ ويعلل مراقبون ذلك بأن ثمة ضغوط أجبرت المحافظ على العدول عن رأيه، في سياق المشروع الذي تتبناه دولة الإمارات، صاحبة اليد الطولى في حضرموت وعدن.
آ 
العاطفة بمقابل التأني والدراسة
آ 
الإعلامي راضي صبيح، مدير تحرير موقع حضارم نت، يرى أن إعلان عدن يكشف عن حجم الهوة والتفكك والتشتت الذي يعيشه، الحراك الجنوبي منذ انطلاقه في 2007 وحتى اليوم.
آ 
آ وعما حدث بعدن مؤخراً، يقول صبيح إنه امتدادا لصراع الزعامة في الحراك، ويكشف ذلك أكثر توقيته الذي جاء عقب الإطاحة بمحافظة عدن، الذي فوضه إعلان عدن بتشكيل مجلس سياسي لقيادة الجنوب.
آ 
ويتساءل صبيح "من هي المكونات التي فوضت، ومن هي الشخصيات التي صاغت البيان بهذه السرعة الجنونية المتهورة يقررون مصير شعب؟".
آ 
آ ويعقب صبيح على ذلك بالقول "عقيلة الإقصاء والتسلط التى عانى منها الجنوب في الماضي لا تزال تعشعش في عقول الكثير من نخب الحراك".
آ 
وعن توقيت الفعالية، قال راضي صبيح -في حديثه لـ"الموقع بوست"- إن ذلك كشف أن الدافع هي العاطفة والفرد وليس القضية، ويعلل ذلك بالقول إن الزبيدي الذي أعلن قبل أكثر من عام سعيه لتشكيل كيان سياسي جنوبي لم يفلح، وعندما أٌقيل من منصبه جاء ليقول "فوضوني".
آ 
آ ويؤكد صبيح أن من فشل في توفير خدمات حتماً سيفشل في مهمة ومولود لم ينور منذ عشر سنوات، والواقع أكد ذلك من خلال التراشق والرفض من بعض مكونات الحراك لإعلان عدن.
آ 
وفي المقابل، يرى الإعلامي راضي صبيح أن إعلان حضرموت ومؤتمرها الجامع لم تكن العاطفة تقوده، بل التأني والدراسة.
آ 
ويدلل على ذلك بالقول إن مؤتمر حضرموت استغرق أكثر أربعة أشهر مناقشات ولقاءات وتقديم رؤى من جميع المكونات بالداخل والخارج، والحصيلة كانت مقبولة لدى الأغلبية إن لم نقول الجميع.
آ 
ويقول صبيح إن العقل والسمة الحضرمية كانت حاضرة، برغم وجود تباينات لكنها لا ترقى إلى حالة الحراك.
آ 
آ ويعتقد أن مخرجات مؤتمر حضرموت مثلت ضربة لمشروع الحراك، وجاء إعلان عدن ليسحب البساط، لكن الواقع اختلف، فحضرموت -كما يقول- لم تعد مشاريع الجرجرة والإلحاق تنفع معها لا شمالاً ولا جنوباً.
آ 
وبالمقارنة بين الاعلانين، يرى أن إعلان حضرموت كان مراعياً للمستجدات، بعكس إعلان عدن، ولم يغفل عن إدراك المتغيرات، وكان منسجماً مع التوجهات العامة للشرعية، والتحالف والمجتمع الدولي.
آ 
هدف واحد ونتائج عكسية
آ 
المحلل السياسي ياسين التميمي يرى أن بياني حضرموت وعدن مختلفان تماماً هذه المرة، يلتقيان فقط حول فكرة الابتعاد عن السلطة المركزية في حالة بيان حضرموت، وعن الدولة اليمنية في حالة بيان عدن.
آ 
ويضيف التميمي -في حديثه لـ"الموقع بوست"- أن بيان عدن جاء ركيكاً وفاقداً للمصداقية وللمشروعية الشعبية، بسبب ضآلة الحشد الذي تم في الرابع من مايو بساحة العروض، أما عن مؤتمر حضرموت فقد كان محدودا بثلاثة آلاف مشارك، وكان واقعياً.
آ 
ويتابع التميمي حديثه بالتأكيد أن الأعداد المتواضعة التي تجمهرت في عدن أظهرت أن الحراك الجنوبي بات أضعف عددا وأقل شعبية وأكثر تشظياً، خصوصاً وأن مؤتمر حضرموت الجامع كان قد وجه لهذا الحراك ضربة قوية عندما فصل نفسه عن الحراك الذي يعتمل في أجزاء من عدن والضالع ولحج.
آ 
آ ويرى التميمي أن ثمة من يقف وراء كل ما حدث في حضرموت وعدن، ويبين أن الهدف كان إضعاف السلطة المركزية، مؤكدا أن النتائج جاءت عكسية.
آ 
آ ويوضح التميمي ذلك بالقول إن قرارات الرئيس الأخيرة خلطت الأوراق، وأربكت المخطط تماماً، لذا كان رد فعل الحراك مرتبكا وعاجزاً، وسقط رهان الذين خططوا للمليونية الفاشلة، لذا لجؤوا إلى اللعب بالأوراق الخطرة، وهي العنف الذي بدأ بإحراق أحد مقرات التجمع اليمني للإصلاح في كريتر بمحافظة عدن.
آ آ 
قمة جبل الجليد
آ 
من جانبه، يرى الباحث ورئيس المركز العربي للدراسات الإستراتيجية نبيل البكيري أن إعلاني عدن وحضرموت تعبير مكثف عن حجم الإشكال السياسي الراهن جنوبا وانعكاس طبيعي لعمق الصراع شمالا.
آ 
ويشير البكيري لـ"الموقع بوست" إلى أن الأهم من هذا أن دلالة الإعلانيين أنهما يعبران عن إشكالية حقيقية تعتري المشهد السياسي اليمني منذ زمن، وبالتالي الإعلانان ليسا سوى قمة رأس جبل الجليد الذي ظهر.
آ 


التعليقات