تحرك جديد لولد الشيخ لإنقاذ المسار السلمي في اليمن خلال أسبوعين.. هل ينجح؟ (تقرير)
- وئام عبدالملك السبت, 13 مايو, 2017 - 09:00 صباحاً
تحرك جديد لولد الشيخ لإنقاذ المسار السلمي في اليمن خلال أسبوعين.. هل ينجح؟ (تقرير)

[ الرئيس هادي خلال استقباله المبعوث الأممي - سبأ ]

عاود المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، تحركاته المكثفة من أجل استئناف مشاورات السلام اليمنية المتعثرة منذ أغسطس/آب 2016، والتوقيع على اتفاق ينهي الأزمة، في ظل أجواء متوترة تسود جنوب البلاد، عقب إعلان ما يسمى بـ"إعلان عدن التاريخي" ثم تشكيل ما يعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي". 
 
وقال وزير الخارجية عبدالملك المخلافي في الخامس من مايو/أيار الجاري إن "الحكومة اليمنية تأمل العودة مجدداً إلى دولة الكويت بهدف التوصل إلى اتفاق سلام مع جماعة الحوثي، وإنهاء النزاع المستمر منذ أكثر من عامين".
 
وأعرب -في تصريح نقلته وكالة الأنباء الكويتية الرسمية "كونا"- عن أمله في أن تفضي الضغوط الدولية والخسائر التي مني بها الحوثيون وصالح إلى الاستجابة لجهود السلام، منتقدا رفض الحوثيين لتلك المساعي.
 
ودعا نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن الأحمر، خلال لقائه بولد الشيخ، المجتمع الدولي إلى الضغط على الانقلابيين والإسهام في وقف عمليات التهريب ونهب المساعدات وجباية الأموال وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.
 
وقبل يومين، زار ولد الشيخ العاصمة السعودية الرياض، التقى خلالها الرئيس  عبدربه منصور هادي، الذي أشار إلى تعاطي الحكومة الإيجابي على الدوام، اتساقا مع المرجعيات الثلاث وعلى رأسها قرار 2216.
 
وتحدثت مصادر لوكالة "الأناضول" عن وجود مساع تقوم بها الأمم المتحدة، من أجل استئناف المشاورات المتعثرة خلال شهر رمضان المقبل.
 
جاء هذا بالتزامن مع استعدادات تقوم بها الشرعية والتحالف العربي من أجل استعادة الحديدة، التي يقول مراقبون إنها ستقلب الموازيين في اليمن، ومن شأنها أن تعجل بإنهاء الانقلاب.
 
ومن المتوقع أن تستضيف الكويت أو سويسرا المشاورات اليمنية، إذا نجح ولد الشيخ في مهمته، واستطاع التقريب في وجهات نظر الشرعية والانقلابيين.
 
فشل المساعي
 
وطغت التعقيدات بشكل كبير على الملف اليمني، مما جعل إمكانية فشل جهود المبعوث الأممي إلى اليمن ممكنة، وحول ذلك يقول المحلل السياسي محمد المهدي إن ولد الشيخ أصبح يسير وفق روتين دائم، ويكلف برمي فقاعة المشاورات دون مراعاة حتى التوقيت.
 
وتوقع -في حديثه لـ"الموقع بوست"- أن يكون هناك طرف انقلابي ثانٍ ممثلا بما سمي بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، عقب الأحداث الأخيرة التي شهدها جنوب اليمن.
 
ويهدف تزامن تحركات الأمم المتحدة لاستئناف المشاورات، مع الاستعداد لخوض معركة استعادة الحديدة، من أجل بقاء اللعبة مستمرة في إطار المصلحة الدولية، كما يعتقد المهدي.
 
وتوقع أن تفشل أي جولة مشاورات مثلما حدث في الأشهر الماضية، بسبب عدم التزام الانقلابيين بالمرجعيات وحرصهم على إفشال المفاوضات، مؤكدا أن الحل العسكري هو الأنجع لحل الأزمة في البلاد.
 
ويرى المهدي أن المساعي الدولية للبدء بالمشاورات لن تثمر، بسبب طبيعة الحركة الحوثية القائمة على أيديولوجيا ترتكز على العنف، وهو ما يجعل القوة هي السبيل الوحيد لإفشال مشروعها.
 
محاولة إنقاذ
 
الصحافي السعودي يحيى جابر يؤكد أن "المفاوضات الجديدة لحل الأزمة اليمنية لن تكون مفيدة، بسبب عدم رغبة مليشيا الحوثي وصالح الانصياع الكامل وبفاعلية للمرجعيات الثلاث، فضلا عن استماتتهم في القتل والإجرام بحق الشعب اليمني، والانفساخ من الجلد العربي، ورمي البلاد في حضن إيران الصفوية التي تسعى لتمزيق العرب والمسلمين، لصالحها ومصالح دول استعمارية وصهيونية".
 
ويبدو لجابر أن ولد الشيخ أدرك أن تطهير الحديدة اقترب، بالإضافة إلى صنعاء التي باتت على وشك السقوط، هي وباقي المحافظات اليمنية، وهو ما جعله يقوم بتحركاته تحت مظلة السلام من أجل إعاقة استعادتها.
 
وبحسب جابر فإن القوات الشرعية تزداد قوة يوما بعد آخر، لافتا إلى أن التصعيد الأخير في جنوب البلاد، هو دافع قوي للالتحام، وإنهاء الانقلاب، وعودة الاستقرار لليمن، لتصبح ضمن دول مجلس التعاون الخليجي، لتبدأ بذلك مرحلة النمو والرخاء.
 
مراوغة
 
 وفي الوقت الذي لا يرى عديد من المتابعين أن هناك إمكانية لعقد مفاوضات على أرضية صلبة، يعتقد آخرون أن هناك أرضية لذلك خاصة في ظل المبادرات الأخيرة التي قدمتها بعض قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام جناح المخلوع صالح، بشأن السلام في تعز وإنهاء الحصار المفروض عليها، مذكرا بذلك باتفاقية ظهران الجنوب.
 
إضافة إلى ذلك، فقد أبدت وسائل إعلام خليجية -بينها سعودية وإماراتية- تعاطفا ملحوظا مع المخلوع صالح، بتناولها لخطة يعدها من أجل استعادة السيطرة على صنعاء التي يتقاسم نفوذها مع الحوثيين، إضافة إلى الحديث بأن صالح سمح لقناة "اليمن اليوم" بمهاجمة الحوثيين الذين باعوا اليمن لإيران بثمن بخس.
 
حتى آخر نفس
 
ويدرك ولد الشيخ -كما يؤكد المحلل السياسي محمد الغابري- أن الأفق مسدودا مالم يحدث ثقب في جدار تحالف الحوثي صالح ووجود مؤشرات على سعي صالح لفك الارتباط بالحوثيين.
 
ويبدو المخلوع صالح بالنسبة للغابري -الذي تحدث لـ"الموقع بوست"- شديد الشخصنة، وحلحلة تلك العقدة صعبة، وكل شيء عنده ممكنا إلا عودة هادي إلى صنعاء، وسيقاتل حتى آخر جندي لمنع ذلك.
 
الجدير بالذكر أن الخلافات تفاقمت مؤخرا بين حليفي الانقلاب (الحوثي - صالح)، وأبدى المخلوع مؤخرا رغبته بالحوار مع السعودية، للاتفاق على تعيين رئيس جديد بديلا عن هادي، ليستمر بذلك بالدوران في مربع التناقضات التي أدخلت اليمن في متاهات سفكت على إثرها دماء اليمنيين.
 


التعليقات