انهيار المؤسسات الخدمية في عدن يوفر بيئة خصبة لانتشار وتوسع الكوليرا (تقرير)
- عدن - أدهم فهد الاربعاء, 31 مايو, 2017 - 05:09 مساءً
انهيار المؤسسات الخدمية في عدن يوفر بيئة خصبة لانتشار وتوسع الكوليرا (تقرير)

[ أرشيفية ]

يعود وباء الكوليرا للظهور مجددا في المحافظات اليمنية، بسبب غياب مؤسسات الدولة، وتدهور الخدمات الرئيسية، حاصدا معه أرواح 476 مواطنا وإصابة 55 ألفا في 14 محافظة يمنية، حسبما أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
 
ولم تكن العاصمة المؤقتة عدن بمنأى عن هذا الوباء، والذي انتشر بسبب انهيار خدمات الكهرباء، مياه الشرب، ومياه الصرف الصحي، كون ذلك يشكل بيئة خصبة للانتشار والتوسع لحصد مزيد من الإصابات.
 
وبحسب مدير مكتب الصحة بعدن الدكتور عبدالناصر الوالي، فإن إجمالي الحالات المشتبه بإصابتها بوباء الكوليرا والتي تم تسجيلها في المراكز الصحية منذ بدء ظهور الوباء منتصف أبريل/نيسان الفائت وحتى 30 من مايو/أيار الجاري، بلغ 1370 حالة، بينما بلغت الوفيات 20 حالة.
 
وأضاف بأن مشافي العاصمة المؤقتة عدن عاينت خلال أمس الثلاثاء 153 حالة بدت عليها أعراض وباء الكوليرا، والمتمثلة في الإسهالات المائية الحادة، في حين توفيت 5 حالات.
 
وقال الدكتور الوالي -في حديث لـ"الموقع بوست"- "قمنا برفع طاقة العمل بالمراكز الصحية الأربعة (مشفى الجمهورية، الصداقة، مجمعا المعلا وصلاح الدين)، إلى الحد الأقصى، حيث تم تعزيزها بالأطباء والممرضين من طلبة الدراسات".
 
وبخصوص الإمكانيات المتوفرة أفاد "لدينا من الأدوية ووسائل الوقاية والعلاج ما يكفينا في الوقت الحاضر ولا زلنا نتلقى مزيدا من الدعم الذي يصل من مختلف المؤسسات والمراكز وفي مقدمتها مركز الملك سلمان، والهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسستا العون وحضرموت للتنمية، ومنظمة الصحة الدولية، والهيئة الطبية الدولية".
 
وتابع "تم اتخاذ عدد من الإجراءات الإدارية والتي من شأنها الرفع من الخدمات الصحية، وفي مقدمتها وقف أي إجازات للأطباء والممرضين، كون هذه الفترة بحاجة لتكثيف الجهود".
 
وتعليقا على الأمطار الغزيرة التي شهدتها عدن أمس الثلاثاء وتسببت في تكون عشرات البرك والبحيرات الراكدة والتي غطت الشوارع، قال بأنها "قد تكون مسببة للوباء وانتشاره، لكن يمكن التغلب على هذا الخطر من خلال الاهتمام بالنظافة وبشكل دقيق النظافة الشخصية ونظافة المحيط وعدم أكل الطعام المكشوف وغسل اليدين بالماء والصابون قبل الأكل".
 
وعن أبرز ما جعل الوباء ينتشر في عدن ذكر الدكتور الوالي بأن موجة النزوح العشوائية للقادمين من الساحل الأفريقي تسببت في نقل الوباء للمدينة وانتشاره على نطاق واسع.
 
تشخيص وباء الكوليرا
 
وفي هذا السياق يتحدث أستاذ الصحة العامة بكلية الطب بعدن خالد زين قائلا "الكوليرا هي عدوى معوية حادة تنجم عن إبتلاع بكتريا الكوليرا المنقولة بالمياه أو الأطعمة الملوثة بالبراز، وترتبط عدوى الكوليرا في المقام الأول بقلة توافر المياه المأمونة والإصحاح الجيد".
 
ويضيف -في حديث لـ"الموقع بوست"- أن أثر وباء الكوليرا قد يتفاقم في المناطق التي تعاني من تعطل أو خراب البنى التحتية البيئية الأساسية القائمة فيها، ويشتد التعرض لوباء الكوليرا في البلدان التي تمر بحالات طارئة صعبة، ومن عوامل الأخطار الأخرى نزوح أعداد كبيرة من المواطنين داخلياً أو من اللاجئين إلى البيئات المكتظة بالسكان، مما يؤدي إلى صعوبة توفير المياه الصالحة للشرب والإصحاح".
 
ويذكر أن حالات الكوليرا الشديدة تعرف بحدوث إسهال مائي حاد ومفاجئ يمكن أن يؤدي إلى الوفاة نتيجة للجفاف الشديد، ويساعد قصر فترة الحضانة، التي تتراوح بين ساعتين وخمسة أيام، على تأزم استشراء المرض بالنظر للتزايد السريع في عدد المصابين، وقد لا تظهر أعراض المرض لدى 75 بالمئة من المصابين بعدوى الكوليرا، مع ذلك فإن العوامل الممرضة تبقى موجودة في براز هؤلاء الأفراد لفترة تمتد بين 7 أيام و 14 يوماً، حيث تعاود ظهورها في البيئة مع احتمال تسببها في عدوى عدد آخر من الأفراد".
 
ويستطرد الدكتور زين "تتسم الكوليرا بكونها مرض شديد يؤثر في الأطفال والبالغين على السواء، وخلافاً لأمراض الإسهال الأخرى، فإنها يمكن أن تؤدي إلى وفاة البالغين الأصحاء في غضون ساعات قلائل، ويعتبر الأفراد ضعيفو المناعة مثل الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، أشد تعرضاّ لخطر الوفاة في حالة إصابتهم بعدوى الكوليرا".
 


التعليقات