بائعو الثلج يبددون صيف عدن الساخن في رمضان (تقرير)
- عدن - أدهم فهد الثلاثاء, 13 يونيو, 2017 - 10:12 مساءً
بائعو الثلج يبددون صيف عدن الساخن في رمضان (تقرير)

[ تجد المأكولات الشعبية إقبالا من سكان عدن خلال شهر رمضان ]

ينتشر باعة الثلج، وباعة المأكولات الشعبية، في شوارع العاصمة المؤقتة عدن بكثافة، خلال شهر رمضان، ليضفوا بذلك لونا خاصا يميز الشهر الفضيل عن بقية أشهر العام.

ويعود انتشار باعة الثلج والمأكولات الشعبية واتجاه المئات من محدودي الدخل نحو العمل بهذا المجال، نظرا للإقبال الكبير من المواطنين، وكون هذه الأعمال البسيطة قادرة على توفير مصدر رزق معقول، في ظل الأزمة الاقتصادية الجاثمة على البلاد، بفعل انقلاب ميليشا الحوثيين والمخلوع صالح على الشرعية.

ويعد عمل بيع المأكولات الشعبية في العاصمة المؤقتة عدن خلال شهر رمضان، موسما رائجا تستغله عشرات العائلات محدودة الدخل، إلا أنه وخلال العامين الأخيرين واللذين أعقبا اجتياح ميليشا الانقلابيين، زاد عدد الباعة بشكل ملحوظ.

تأثير أزمة الكهرباء 

يأتي شهر رمضان في العاصمة المؤقتة عدن هذا العام، في ظل صيف ساخن وأزمة كهرباء حادة تمثلت في انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي تجاوزت 17 ساعة في اليوم الواحد، مما أثر بشكل كبير على حياة المواطنين ونشاطاتهم.

وترتفع درجات الحرارة بعدن لتصل إلى أربعين درجة مئوية، مقابل 92 درجة مئوية للرطوبة، حيث تزداد حاجة المواطنين للمياه الباردة، والتي لم تعد الثلاجات المنزلية قادرة على توفيرها، بفعل الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، مما جعل المواطنين يقبلون على شراء الثلج بشكل يومي.

"أشتري يوميا الثلج بمقدار لا يقل عن أربعمئة ريال"، يفيد المواطن سليمان المنصوري.

ويضيف -في حديثه لـ"الموقع بوست"- "أصبح شراء الثلج لتوفير المياه الباردة للشرب في المنزل، أمرا روتينيا فرضته علينا أزمة الكهرباء، واعتدنا عليه في عدن، خصوصا في شهر رمضان".

ويذكر "نحتاج للمياه الباردة لصنع العصائر والمشروبات الباردة التي نتناولها في الإفطار، وكذلك لصنع مياه باردة مناسبة للشرب طيلة فترة الإمساك".

ويشير إلى أنه يشتري يوميا كمية من الثلج تقدر بأربعمئة ريال يمني، لتقوم أسرته بالاقتصاد في استخدامها لتكفي حتى وقت السحور، مرجعا ذلك إلى كونه غير قادر على شراء كميات أكثر.

بيع الوجبات الشعبية هو الآخر شهد انتعاشا ملحوظاً، فربات البيوت لم يعدن قادرات على طبخ كل المأكولات الخاصة بالإفطار، نظرا للارتفاع الشديد في درجتي الحرارة والرطوبة والمتزامن مع انقطاع الكهرباء.

تفيد أم مروان بأنها لم تعد قادرة على طبخ مائدة الإفطار كاملة، فالمطبخ بات أشبه بالتنور من شدة الحر وارتفاع الرطوبة.

"طيلة الأعوام الماضية، كانت مائدة الإفطار من إعدادي بالكامل، أما الآن فالبكاد أكمل إعداد النصف، والنصف الآخر اشتريه من الخارج"، تضيف أم مروان في حديثها لـ"الموقع بوست". 

عمل موسمي

ويعد عمل بيع المأكولات الشعبية والثلج في شهر رمضان، من أكثر الأعمال الموسمية إقبالا، وازداد عدد العاملين فيها بشكل ملحوظ هذا العام.

ويقوم عمل بيع المأكولات الشعبية والثلج على رأس مال محدود، مما جعل هذا العمل قبلة لمحدودي الدخل، والذين باتوا يملؤون الشوارع والأسواق.

يقول نجيب صالح، وهو بائع وجبات شعبية، "يمثل شهر رمضان بالنسبة لنا موسما يزداد فيه الإقبال على منتجاتنا، على عكس بقية أشهر السنة والتي يكون فيها الإقبال محدودا بالشكل الذي يوفر الحد الأدنى من الحاجيات الأساسية للأسرة".

ويضيف -في حديثه لـ"الموقع بوست"- "تشهد سوق المأكولات الشعبية تنافسا كبيرا خلال شهر رمضان، فهناك مئات الباعة ممن يعملون في موسم رمضان فقط".

 


التعليقات