التكافل الاجتماعي يخفف عنهم.. العيد على الأبواب واليمنيون بلا مرتبات
- متولي محمود السبت, 17 يونيو, 2017 - 11:22 مساءً
التكافل الاجتماعي يخفف عنهم.. العيد على الأبواب واليمنيون بلا مرتبات

[ يعيش الموظفون الحكوميون بدون رواتب للشهر العاشر على التوالي ]

يعيش الموظفون الحكوميون في اليمن الشهر العاشر بعد انقطاع مرتباتهم الحكومية، وسط معاناة شديدة صنعتها الحرب، وعززتها الفاقة.

وشكا موظفون لـ"الموقع بوست" المعاناة التي وصلوا إليها، خصوصا مع حلول الشهر الكريم بكل متطلباته، واقتراب موعد عيد الفطر.

وأضافوا أن أطفالهم يعيشون ظروفا صعبة وسط شحة في الغذاء وانتشار للأمراض، فضلا عن حرمانهم من ملابس ومتطلبات العيد، بينما يكتفون بانتظار الوعود العرقوبية بصرف مستحقاتهم.

وكانت رواتب الموظفين اليمنيين قد انقطعت منذ سبتمبر/أيلول الماضي، عقب نقل الحكومة الشرعية البنك المركزي إلى عدن، ليقع الموظفون الحكوميون بين فكي تنصل الانقلابيين وعجز الحكومة الشرعية.

يذكر أن البنك المركزي في عدن بدأ قبل أشهر صرف مرتب واحد لبعض المحافظات، غير أن الصرف توقف فجأة، في حين حرمت محافظات ومديريات عدة من ذلك الاستحقاق الهزيل.

ويعيش الموظفون ظروفا صعبة، خصوصا في ظل انعدام أي موارد دخل أخرى، فضلا عن انعدام فرص العمل نظرا للحرب الطاحنة في البلاد منذ عامين.

ما يغيب عن الخاطر وعن الجميع، تلك الفئة الكبيرة من الشعب الذين فقدوا أعمالهم بسبب الحرب، بينما يقفون بعيدا عن الأضواء يقتاتون الصبر والصمت.

ويغطي التكافل الاجتماعي بين اليمنيين بشكل عام وبين أفراد العائلة بشكل خاص، يغطي جانبا كبيرا من المعاناة، حيث إن بعض الأفراد إما مغتربون أو أنهم يعملون في بعض شركات القطاع الخاص التي أبت أن لا تتوقف.

التكافل الاجتماعي

في خضم الحرب التي تعيشها اليمن منذ أكثر من عامين تزداد على إثرها الأوضاع الإنسانية سوءًا، لاسيما وأن الرواتب مقطوعة منذ قرابة عام.

وقالت حورية وابل (ناشطة اجتماعية) "لقد انضمت شريحة الموظفين إلى قائمة الفقر، حيث شكل انقطاع الرواتب حصارا كبيرا يطبق على أنفاس اليمنيين نظرا للركود الحاصل".

وأضافت وابل لـ"الموقع بوست": "لقد بات الموظف والغير موظف بمستوى واحد، كلاهما يبحث عن عمل وأي مصدر رزق يسد به حاجته وحاجة عائلته، فضلا عن مشاكل صحية ونفسية واجتماعية داهمت جموعة الشعب".

وتابعت "لقد تنصلت الحكومة الشرعية عن القيام بدورها، كونها المسؤول الأول عن هذه الأوضاع، ومع ذلك فالوضع بحاجة إلى تكافل المجتمعات من الداخل والخارج، وخاصة ميسوري الدخل".

وأردفت "من الظلم أن تبقى متفرجا ومن أوائل العمل الإنساني الشعور بالمسؤولية على حال الناس الذين أصبحوا بلا راع ولا بديل يعوض عن انقطاع رواتبهم، كل هذا الوقت والذي لم يحدث في أي مكان أو زمان".

واستطردت "التركيز على جانب التكافل هو الأمل الباقي للناس بعد أن تخلى عنهم الجميع، ولا أقول إنه حل وإنما تخفيفا من المعاناة".

هوة الفقر المتسعة

الناشط وضاح محمد يرى أن التكافل صفة من الصفات التي حث عليها الإسلام وهو عمل جميل ويخفف عن المعدمين والفقراء.

لكنه في ذات الوقت يرى أن التكافل في مثل هكذا ظروف لا يستطيع ردم وإن جزءا بسيطا من هوة الفقر الموجودة في كل شرائح المجتمع اليمني.

غير أنه -بحسب وضاح- يستطيع ردم هوة شريحة المسؤولين، الذين لو استطاعوا أن يسلبوا الناس ملابسهم لما تأخروا في ذلك.

معاناة ولا اكتراث حكومي

(م. س) معلم، يرى أن المسؤولية تقع على عاتق الحكومة الشرعية، خصوصا بعد نقل البنك المركزي إلى العاصمة عدن.

وأضاف لـ"الموقع بوست": "نحن لا ننتظر من الانقلابيين صرف مرتباتنا، فقد سطوا على الدولة، لكن الحكومة الشرعية خيبت آمالنا".

أما (س. ب) مواطن، فيقول: "رمضان جاءنا بطقوسه وها هو يغادرنا، ومعاناتنا لم تعد تطاق، في حين أعضاء حكومتنا في الرياض يعيشون في رفاهية ويستلمون مخصصاتهم الباهضة، ولا يدرون أين نحن".

وتابع "العيد على الأبواب، وأطفالنا بلا ملابس، بل هم في الغالب بدون طعام أو شراب، سنشكو لله وحده، هو حسبنا وهو أعلم بالسر وأخفى".
 


التعليقات