توظيف الدين في فعاليات المجلس الانتقالي.. خطاب يفخخ مستقبل جنوب اليمن (تقرير - فيديو)
- علي الأسمر الثلاثاء, 11 يوليو, 2017 - 04:44 مساءً
توظيف الدين في فعاليات المجلس الانتقالي.. خطاب يفخخ مستقبل جنوب اليمن (تقرير - فيديو)

[ استنكار واسع لتوظيف الفتاوي الدينية في فعاليات المجلس الانتقالي الجنوبي ]

"من يعارض المجلس الجنوبي الانتقالي فهو خائن لوطنه"، "دم الجنوبي على الجنوبي حرام إلا من خان".

بهاتين الجملتين نصا أصدر خطيب ساحة المعلا في ما سميت بمليونية رفض الاحتلال، التي دعا إليها المجلس الانتقالي الجنوبي في العاصمة المؤقتة عدن، فتوى غير معهودة بإباحة دماء المعارضين للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يقوده محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي، والذي يدعو إلى انفصال جنوب اليمن عن شماله.

كان حديث الخطيب واضحا لا يحتمل اللبس في إباحة دم من يعارض المجلس الانتقالي، في تطور خطير أثار ردود فعل واستنكارا واسعا لدى الشارع.

ردود الفعل التي لاقتها فتوى خطيب ساحة المعلا الشيخ محمد رمزو دفعته للرد والدفاع عن نفسه، حيث أراد نفي إباحته لدماء المعارضين للمجلس، فأكد في معرض دفاعه صحة ما قال، وهو ما يثبته تسجيلا مصورا للخطبة كان واضحا.

وفي رد له مطول شن فيه هجوما لاذعا على قناة الجزيرة، متهما إياها بالكذب،  قال الخطيب رمزو في تصريحه نصا "أنا قلت في خطبتي إن دم الجنوبي على الجنوبي حرام إلا من خان"، وحاول تبرير ذلك بالقول إنه يقصد "من خان أي أنه عاد لسفك الدم وبدليل أنني قلت بعدها إننا صنعنا مبدأ التصالح والتسامح ولن نسمح لأحد أن يخرقه".

 دعوة للمجلس للاعتذار

وتحت عنوان إقحام الدين بالسياسة في خطبة الجمعة أمر خطير، كتب الخبير في القانون الدولي الدكتور محمد علي السقاف ووصف فتوى الخطيب بالأمر المزعج والمؤسف.

وأضاف السقاف في مقال له وزعه على عدد من وسائل الإعلام "أن يقال مثل هذا الكلام في يوم فرح جماهيري واسع بأن استخدم الخطيب الدين في السياسة لإرهاب من يخالف برأيه المجلس الانتقالي الجنوبي".

وتابع بالقول "هذا يذكرنا بفتاوى بعض رجال الدين في صنعاء الذين قال ذات مرة أحدهم إن الوحدة هي الركن السادس من أركان السلام الخمسة".

وأشار إلى أن ما قاله الشيخ محمد رمزو يتطلب من المتحدث باسم المجلس الانتقالي إن وجد أن يعتذر عن ذلك ويعتبرها زلة لسان، وأن ماجاء على لسان الخطيب يعبر عن رأيه كرجل دين ولا يعكس رأي المجلس.

وأضاف "إن لم يتم الاعتذار عن ذلك سيرفع البعض شعار المجلس الانتقالي أو الموت على نمط الوحدة أو الموت".

واختتم الخبير في القانون الدولي مقاله بالإشارة إلى أنه على المستوى الدولي قد تحلل مثل هذه العبارات إذا لم تدان أو يوضح موقف المجلس إزائها، بأن تثير تساؤلات حول مفهوم الدولة المدنية وسيادة القانون لدي قيادة المجلس الانتقالي.

خطاب إرهابي

السياسي الجنوبي عبدالرقيب الهدياني وصف ما صدر عن خطيب ساحة المجلس الانتقالي بالمعلا بالخطاب الإرهابي الأرعن، وقال إنه صادم وكارثي على عدن والجنوب واليمن عموما.

وأضاف "مثل هذه الأصوات هي الإرهاب بعينه، وتهدد مكتسبات الدولة الشرعية والمقاومة والتحالف العربي الداعم للشرعية".

وتابع الهدياني حديثه لـ"الموقع بوست" بالقول "عدن والجنوب والمناطق المحررة تحتاج خطاب سلام يجمع المجتمع ويرص صفوفه في معركة تطبيع الحياة وتحقيق الاستقرار، وإيجاد بيئة موائمة لإنعاش الخدمات التي يفتقدها الناس من ماء وكهرباء ونظافة، وعودة مؤسسات الدولة إلى العمل والخدمة".

 وأشار إلى أن خطابات التهديد والوعيد وتقسيم المجتمع وتمزيقه، هي ممارسات هدامة، واصفا إياها بالخدمات المجانية لصالح الانقلابيين، وضرب لكل أهداف الشرعية والمقاومة والتحالف العربي.

ودعا الحكومة الشرعية لتحمل مسؤولياتها القانونية في حماية السلم الأهلي ممن وصفهم بالمسؤولين المقالين من مناصبهم، والذين قال بأنهم يمارسون الفوضى في عدن والمناطق المحررة كنوع من الانتقام وتخريب مهمام الدولة سواء بفتوى غبية أو مجلس انقلابي، على حد قوله.

لوثة عامة ودعوة هدامة

الباحث والكاتب محمد الغابري يرى أن خطبة رمزو تأتي في إطار الثقافة السائدة هذه الأيام، وهي ثقافة الإقصاء للمختلف في الرأي والتخوين وتصل إلى إباحة القتل.

وأضاف الغابري -في حديثه لـ"الموقع بوست" تعليقا على خطبة ساحة المعلا- "دخول الخطبة والفتاوى على هذا النحو هو الأخطر والأكبر إجراما".

فالخطيب -بحسب الغابري- "يلصق الإجرام بالإسلام، ويجعل المجرمين يتصرفون وكأنهم يقربون إلى الله تعالى بقتل عباده"، واصفا إياها بلوثة عامة أصابت بعض الخطباء والوعاظ وطرحتهم في مستنقع.

ويختتم حديثه بالقول إنها "دعوة هدامة لكل معاني الوحدة والإخاء".

خطاب يفخخ به الجنوب

من جانبه قال يسلم البابكري، وهو ناشط سياسي جنوبي، إن من يحاول التهرب من مسؤولية الخطاب التكفيري في فعالية المعلا باعتبار أنه غير مسؤول عن خطبة "رمزو" فهو يغالط نفسه والناس.

موضحا أن رمزو لم يقل كلامه في منبر مسجد حتى يتحمل المسؤولية الشخصية عنه، بل قال كلامه في فعالية سياسية، يتم تنظيمها من جهة محددة، هي التي حددت مكانها وزمانها وبرنامجها وخطباءها، وبالتالي -بحسب البابكري- فخطاب التكفير واستباحة دماء الناس الذي جاء في الخطبة يعد وثيقة من وثائق الفعالية ومعبرا بالضرورة عنها.

وأضاف البابكري "معيب أن تتحدث عن الإرهاب والتطرف وأنت تدعو إليه، وتعتمده خطابا رسميا لك".

وختتم حديثه بالقول "رمزو ليس شخصا، بل هو ظاهرة لخطاب التطرف والكراهية، الذي يفخخ به الجنوب".
 


- فيديو :


التعليقات