أسلحة الجيش والمقاومة بجبهة مريس بالضالع في مرمى النقاط المسلحة (تقرير)
- علي الأسمر الأحد, 06 أغسطس, 2017 - 11:00 مساءً
أسلحة الجيش والمقاومة بجبهة مريس بالضالع  في مرمى النقاط المسلحة (تقرير)

[ تعرضت أسلحة جبهة مريس للاحتجاز في نقاط أمنية بالضالع أكثر من مرة ]

بعد احتجاز استمر لخمسة أيام تم الإفراج عن شحنة ذخائر تابعة للجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبهة مريس كانت محتجزة في نقطة مسلحة جنوب مدينة الضالع.

القصة منذ البداية

 لم يكن احتجاز نقطة مسلحة جنوب مدينة الضالع لسلاح الجيش والمقاومة بجبهة مريس منذ أيام هي المرة الأولى، فمنذ أكثر من عامين وسلاح المقاومة في مرمى النهب والاحتجاز من قبل نقاط تابعة للحراك الجنوبي والحزام الأمني والجيش، ولا تحصى عدد المرات التي تم فيها احتجاز ونهب شحنات سلاح أو ذخائر المقاومة في نقاط متعددة في شبوة وعدن ولحج والضالع.

يذكر مصدر خاص في المقاومة بمريس لـ"الموقع بوست" أن نقطة للحزام الأمني بمحافظة لحج استمرت في احتجاز سلاح المقاومة لعدة أشهر، غير أن الشكر كان لهم واجبا، فبرغم طول مدة الاحتجاز سلم السلاح كاملا ولم يتم نهب أي شيء منه.

لأكثر من مرة تعرض سلاح المقاومة ومستلزمات عسكرية للنهب الجزئي، يتحدث المصدر عن نهب نقطة بمحافظة شبوة لشاحنة سلاح بأكملها، دون أن تحرك السلطات ساكنا لاستعادتها، وكثير ما يساوم مسلحو النقاط للإفراج عن الأسلحة أو الذخائر  بأخذ أجزاء منها، وليس لدى الجيش خيارا أحيانا إلا الرضوخ، في ظل نقاط مسلحة لا تتبع الدولة ولا تخضع لسلطة أحد.

أما الطريف في الموضوع فما حدث ذات مرة من أخذ السلطة المحلية والعسكرية في محافظة الضالع بحسب تصريحاتها آنذاك لعدد من قذائف المدفعية التي كانت في طريقها للجيش بجبهة مريس استخرجت بعد عناء متابعة من محافظة مأرب، لتستخدمها قيادة اللواء 33 مدرع لتدريب كتيبة دبابات تخرجت من معسكر الجرباء في منطقة سناح، في وقت كانت ولا زالت جبهة مريس بحاجة لقذيفة دبابة لمواجهة المليشيا التي تقصف بشكل متواصل مواقع الجيش والقرى الآهلة بالسكان.

معضلة السلاح

مأساة الحصار المفروض على جبهة مريس باستمرار احتجاز السلاح في اوقات متفاوتة -بحسب ناشط ميداني- ليست إلا ما ظهر من مأساة حقيقية تعيشها جبهة مريس منذ أكثر من عامين.

بحسب مسؤولين في الجيش والمقاومة فالجبهة للعام الثالث على التوالي يستمر صمودها بسواعد أهلها، فلا تزال المقاومة للعام الثالث تقوم بشراء السلاح من ذات نفسها، ولم تتلقى دعما من قبل التحالف والشرعية عدا فتات قليل انقطع ولم يعد يأتي.

لماذا الاحتحاز؟

يرى القيادي في الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية العقيد فضل العقلة أن سبب التقطعات يعود لغياب الدولة وعدم سيطرتها على الأرض.

ويضيف العقلة سببا آخر للنهب والاحتحاز المتكرر الذي يتعرض له سلاح الجيش الوطني والمقاومة بجبهة مريس، فيؤكد أن يد المخلوع صالح وأجهزته الأمنية ما زالت صاحبة اليد الأقوى في الجنوب وإعلاميا وعلى الأرض.

وصمة عار

الناشط وعضو المركز الإعلامي للجيش الوطني بجبهة مريس محمد صالح المريسي قال إن استمرار احتجاز شحنة الذخائر التابعة للجيش الوطني والمقاومة في جبهة مريس من قبل نقطة أمنية في جنوب محافظة الضالع وصمة عار في وجه من قاموا بذلك وقبلهم في وجه الجهات الرسمية.

 وأضاف المريسي في حديثه لـ"الموقع بوست" أن الشاحنة تحمل تصاريح رسمية من المنطقة الرابعة ومن قيادة التحالف في عدن، ولم تأتِ من حدود المهرة في طريقها لصنعاء وصعدة.

وتابع "كيف يسمح عقلاء ومناضلو الضالع أن تتكرر مثل هذه التصرفات بحق أحرار وشباب صنعوا كل جميل مع الضالع أثناء حصار المليشيات لها".

عمل مخزي

الناشط في الحراك الجنوبي محمد أبو غمدان خواجة قال إن "هذا العمل مخزٍ إذ المفترض مساندة مريس والوقوف إلى جانبها إرجاعا للجميل لما لها من موقف أثناء الحرب بالضالع" 

وأضاف محمد أن من وصفهم بقطاع الطرق أرادوا مكافأة مريس بشد الخناق عليها ومحاصرتها.

 وتابع بالقول "مثل هذه الأعمال يجب عدم السكوت عليها"، موجها دعوة لأبناء المناطق الجنوبية المحادة لمريس أن يكون لهم موقفا إذ لو حدث شيء لمريس وانهارت جبهتها سيكون الخطر على هذه المناطق.

ويتفق مع خواجة الإعلامي نبيل الجنيد إذ يصفه بالعمل المرفوض وغير مدروس العواقب.

ويضيف الجنيد -في حديثه لـ"الموقع بوست"- "من يمارس هذا العمل لا يفكر بخط النار الذي تلعبه تلك المناطق فهم الوطنيون حقا إذ لم يتركوا الانقلابيين يعودون إلى سناح لندفع الضريبة من جديد".

ويؤكد القيادي في الحراك الجنوبي والمقاومة بالضالع عبدالغني الخطيب أن هذا العمل لا يستفيد منه إلا مليشيات الحوثي وصالح فقط، واصفا التقطع لسلاح المقاومة في مريس بالعمل البلطجي.

حلول

البحث عن حلول لتجاوز معضلة الاحتجاز والنهب الذي يتعرض له سلاح المقاومة، إضافة إلى عرقلة وصول الجرحى إلى مشافي مدينة عدن، ومنع بعضهم أحيانا من دخول المدينة، استدعى قيادة الجيش والمقاومة للبحث عن حلول لتجاوزها.

وكان في مقدمة تلك الحلول التواصل مع قيادات السلطات المحلية والعسكرية والمنطقة العسكرية الرابعة والتحالف العربي، وبرغم جدوى تلك الحلول، إلا أن مخاطبات وتصريحات التحالف والمنطقة العسكرية الرابعة لم تغير من واقع الحال مع بعض النقاط، كحال نقطة السيلة الواقعة جنوب مدينة الضالع التي قامت باحتجاز شحنة الذخائر لخمسة أيام.

ويرى القيادي في الجيش الوطني العقيد فضل العقلة أن الحل بأن تقوم الدولة بواجبها بتامين الطرقات، وكذلك بتحمل مسؤوليتها بدعم الجبهة أُسوة بالجبهات الأخرى في كرش والمخأ ومأرب.

فمريس -كما يقول العقلة- إلى الآن ما زالت جبهة يتيمة.


التعليقات