هل ينجح الجيش الوطني في استغلال صراعات طرفي الانقلاب بالتقدم العسكري؟
- خاص الإثنين, 28 أغسطس, 2017 - 05:24 مساءً
هل ينجح الجيش الوطني في استغلال صراعات طرفي الانقلاب بالتقدم العسكري؟

[ أفراد من الجيش الوطني ]

تعصف الخلافات بشريكي الانقلاب (الحوثي - صالح)، خاصة بعد الاشتباكات التي اندلعت بينهما مؤخرا في صنعاء وأسفر عنها مقتل أربعة، بينهم نائب رئيس دائرة العلاقات الخارجية وعضو الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام خالد الرضي، وقابلها تقدم الجيش الوطني في عدة جبهات مهمة.
 
يوم أمس الأحد، تمكنت القوات الشرعية من تحرير الأحياء الشرقية بالكامل لمدينة ميدي شمالي محافظة حجة، وأكد المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة أن الجيش الوطني توغل في أحياء المدينة وسيستمر حتى تطهيرها بالكامل، والانتقال إلى باقي المديريات الأخرى.
 
تزامنت تلك الانتصارات مع تقدم آخر شهده محور البقع بمحافظة صعدة شمالي البلاد، اليوم الاثنين، بعد أن شنت القوات الشرعية هجوما واسعا سيطرت فيه -بحسب مصدر ميداني تحدث لـ"سبتمبر نت"- على سوق البقع، وسلسلة جبال العليب، وتمكنت خلاله من قطع خطوط إمداد المليشيا الانقلابية الممتدة حتى جبل أم العظم في معقل الحوثيين.
 
ويعتقد مراقبون أن القوات الشرعية المسنودة من التحالف العربي، يمكنها أن تحرز تقدما كبيرا في أكثر من جبهة، في هذا التوقيت الذي تتصدع فيه الجبهة الداخلية للانقلاب.
 
فرصة ذهبية.. ومخاوف
 
وفي هذا الصعيد يرى المحلل العسكري علي الذهب، أن تفاقم الخلاف بين تحالف الحوثيين وصالح قد يلقي بظلاله على أداء قواتهما في جبهات القتال المختلفة، سواء من حيث نقص المقاتلين أو العتاد أو ما يتعلق بتماسك القوات.
 
ولفت في تصريحه لـ"الموقع بوست" إلى سحب الحوثيين بضع مئات من مقاتليهم إلى صنعاء بسبب الأزمة الحاصلة مع حليفهم المخلوع صالح، الأمر الذي قد يضعف موقفهم الدفاعي، ويسمح بتقدم الجيش الوطني في إطار خططه القتالية.
 
وتساءل الذهب: هل سيستغل الجيش الوطني تلك الخلافات، أم أن هنالك ما يؤخره أو يمنعه، خاصة في جبهة نهم والساحل الغربي، في ظل تباين قوى الشرعية؟
 
وتطرق إلى مخاوف القوى التابعة للشرعية من الدخول في معركة لا نهاية لها باستمرارها بالتقدم، وإمكانية انفصال الجنوب وسط هذا الانشغال.
 
جبهتان إستراتيجيتان
 
وتقع ميدي على مقربة من المياه الإقليمية السعودية، وهي محاذية للمملكة باعتبارها إحدى مديريات حجة الحدودية معها، وباتت تشكل ورقة ضغط مهمة بالنسبة للحوثيين خاصة أثناء المفاوضات، فهم يستطيعون عبرها تهديد الرياض بصواريخهم لوجود العديد من المرتفعات الجبلية فيها، بالإضافة إلى قصف المناطق الحدودية بين البلدين.
 
تمتلك ميدي موقعا إستراتيجيا جعلها محط اهتمام الانقلابيين، إذ يوجد بها جزيرة "ذو حراب" التي تقع على الممر المائي في البحر الأحمر، وجزيرة "بكلان"، وجزيرة "الدويمة" الموازية للشريط الساحلي للبحر الأحمر، والتي تبعد عن شاطئ ميدي مسافة قدرها 300 متر فقط، بالإضافة إلى ميناء "ميدي" الذي تستفيد منه محافظات حجة والمحويت والجوف وصعدة.
 
يستميت الحوثيون في ميدي التي يوجد بها ميناء ميدي، خشية أن يفقدوا هذا المنفذ الأقرب إلى معقلهم في صعدة، لأن لديهم يقين أنهم لن يستمروا في صنعاء ولا في غيرها -كما يقول متابعون- لذا يحاولون الإبقاء على خط يربط صعدة بالعالم الخارجي، وبالتالي يتحقق طموحهم بالحصول على منفذ بحري يشكل رئة حقيقية لهم مستقبلا.
 
وشكل ميناء ميدي بالنسبة للحوثيين -منذ فترة ما قبل انقلاب 2014- أهمية بالغة، إذ تلقوا عبره الأسلحة المهربة التي تأتيهم من ميناء عصب الأرتيري، ليتم نقلها إلى صعدة، فضلا عن كونه الطريق الآمن لذهاب المقاتلين الحوثيين إلى المعسكرات الإيرانية في أرتيريا.
 
في حال استطاعت القوات الشرعية المسنودة من التحالف العربي إحكام قبضتها على ميدي، فإن ذلك سيساهم في تأمين خطوط الملاحة الدولية، والحدود السعودية، وستبسط قوات الجيش يدها على باقي مديريات حجة الواقعة شمال غرب صنعاء، وهو ما سيؤثر إيجابا بشكل كبير فيما يتعلق بمسألة استعادة صنعاء، بالإضافة إلى قطع خطوط الإمداد البحرية والبرية عليهم.
 
استعادة ميدي وباقي مديريات حجة، ستشكل -كذلك- أهمية بالغة، حيث ستكون صعدة تحت طائلة القوات الشرعية، بالإضافة إلى إسهام ذلك في تحرير ما تبقى من مناطق الساحل الغربي في البلاد.
 
أما البقع فهو منفذ حدودي مع السعودية ويقع في محافظة صعدة التي تعد المعقل الرئيسي لمليشيا الحوثي والتي تشكلت فيها الحركة الحوثية، تمتلك حدودا مع محافظة حجة، وعمران، والجوف التي تقول الشرعية في اليمن إنها حررت أكثر من 80% من أراضيها، ما يعني أن الطريق صار سالكا نحو صعدة،  فضلا عن أنها خاصرة السعودية الجنوبية، وحدودية مع ثلاث مدن، هي عسير، وجيزان، ونجران.
 
ويشكل دخول "صعدة" في خط المواجهات أهمية بالغة ستغير مسار الحرب في اليمن إن استمرت، وسيخسر الانقلابيون ما تبقى من قوة لديهم، خاصة بعد إنهاكهم بالغارات الجوية التي استهدفت أسلحتهم وقياداتهم، وكذا فتح أكثر من جبهة قتال ضدهم، وستتمكن الشرعية من بسط يدها على كل أو أجزاء من تلك المحافظة التي ظلت لفترة طويلة خارجة عن سيطرة الدولة.


التعليقات