صورة من اليمن.. العقيد عبدالحافظ.. وصية حزينة قبل الرحيل
- خاص السبت, 07 أكتوبر, 2017 - 11:10 مساءً
صورة من اليمن.. العقيد عبدالحافظ.. وصية حزينة قبل الرحيل

[ الشهيد العقيد عبدالحافظ نور قائد جبهة هيلان ]

أثارت صورة للعقيد في الجيش الوطني عبدالحافظ نور، قائد جبهة هيلان بمأرب، الذي استشهد بعد تركه رسالة لزوجته بساعتين، موجة ردود واسعة في أوساط السياسيين والناشطين اليمنيين، على شبكات التواصل الاجتماعي.
 
وتداول ناشطون صورة للشهيد عبدالحافظ نور مع طفلته، كما أعادوا نشر الرسالة التي بعثها لزوجته قبل ساعتين من الهجوم الأخير، الذي استشهد فيه.
 
ويأتي استشهاد نور في الوقت الذي يخوض فيه اليمنيون والوسط السياسي معركة تعيين مسؤولين في الشرعية لأبنائهم وأقاربهم مناصب في الدولة.
 
وفي السياق قال الكاتب والمحلل السياسي فيصل علي "ذهب العقيد الشاب إلى الجنة تاركا دمه وتاريخه ونضاله للوطن، وتاركا لحلمه طفلتين يتيمتين وزوجة مكلومة، الله الوطن الثورة فقط، أما الشرعية فهي للأقاب والأبزياء والمقربين والمتحزبين وتجار الفساد والوظائف والمناصب للسفلة".
 
وأضاف علي "عهدا علينا أن نكمل مشروع جيشنا الوطني ومقاومتنا الباسلة، وأن لا نتركهم بدون غطاء سياسي ثوري يليق بهم ويليقون به، يحفظ كرامة شعبنا وجيشنا وقبلهم شهدائنا وجرحانا وأطفال وأهالي شهدائنا الأبرار".
 
من جانبه قال الناشط توفيق المخلافي "عظماء في حياتهم عظماء في رحيلهم"، فيما اكتفى الكاتب والصحفي عبدالله دوبلة بالقول "رجال نادرون".
 
الناشط ماجد السنبلي قال "يا الله.. أي أرض ستقلّنا وأي سماء ستظلنا لو خنا هذه الدماء الطاهرة الزكية.. رحماك ربي بهم وبنا".
 
من جهته قال الناشط صلاح محمد مالك الوشاح "ضحوا بدمائهم الزكية من أجل الوطن ولكن الوطن بين أيدي الفاسدين"، في إشارة إلى الوزراء الذين عينوا أقاربهم في مناصب بالدولة.

 أما الناشطة ريم هاشم فعلقت بالقول "هذا بطل وسيخلد في ذاكرة الناس، والتحية لزوجته نسأل الله أن يعصم قلبها وجميع أهله بالصبر".
 
بدوره علق الناشط زياد الدبعي عن الرسالة وقال "كلمات تشق القلب نصفين وتبكي الحجر الأصم وتعجز اللسان التعبير عن الكلمات".
 
أما الناشطة أم أحمد الخياط تساءلت قائلة "أليس حرام يقتل خيرة الشباب، وأشجع الرجال، بينما أولاد المسؤولين في الخارج مرفهين بفنادق الرياض ويتم تعيينهم في مناصب الدولة".
 
نص الرسالة التي بعثها قائد جبهة هيلان الشهيد عبدالحافظ النور لزوجته قبل ساعتين من الهجوم الأخير ننشرها كما وردت:

زوجتي الحبيبة يامن وقفتي إلى جانبي دائما، تحملتي غيابي، لا اعلم كيف سيكون خبر وفاتي عليك لكنني كما عهدتك مدرسة لي في الصبر فقد تعلمت منك الكثير.
 
غاليتي كنت نعم الزوجة لي فأنتي أغلى ما املك، لكن الدين والوطن له واجب علي، ذهبت لأتركك مع زهرتين ما زالتا في المهد وهما بناتي كنت لهم الأم والأب لكثرة غيابي عنهن، ربيتيهن وعلمتيهن ليكونا مثلك تماما، فنعم ما خترت لهن من أم.
 
عزيزتي: إن سألت طفلتي شهد عني فقولي لها إني ضحيت بدمي لتعيش في هدوء واطمئنان ، وإن كبرت عهد التي لم أسمع منها كلمة بابا، وسألت عني فقولي لها إني أحبها هي وأختها شهد ، وإني كنت أتمنى أن أراهم يكبرون أمام عيني لكن الشهادة هيا أمنيتي الكبرى.

أنا ذاهب للجهاد دفاعا عن الدين والوطن، وأخذ بثأر شهدائنا الكرام، فإن كتب الله لي النصر والعودة فاالحمد الله، وإن كتب الله لي الشهادة فالحمد الله، لا أريد منك البكاء والنحيب، لكن اريد منك الدعاء اعذريني على كل تقصير تجاهك، اعذريني إن لم أكن الزوج المثالي.
 
لكي هذه الأسطر غاليتي، أكتبها على عجالة من أمري فقد حان وقت الهجوم استودعك الله الذي لا تضييع ودائعه وحفظك االله أنتي وصغيراتي من كل مكروه وفي الجنان لنا القاء إن شاءالله دعواتك لي بالنصر أو الشهادة.
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زوجك/ عبدالحافظ النور


التعليقات