‏ما دلالات عودة الحديث عن مبادرة جديدة للحل السياسي في اليمن؟ (تقرير)
- خاص الأحد, 22 أكتوبر, 2017 - 09:27 مساءً
‏ما دلالات عودة الحديث عن مبادرة جديدة للحل السياسي في اليمن؟ (تقرير)

[ ولد الشيخ عرض علي هادي في الرياض أفكارا جديده لاستمرار المفاوضات - أرشيفية ]

في ظل الركود الذي تشهده الأزمة اليمنية في البلاد، هناك محاولات لحلحلة ملف السلام بعد أن أوشكت الحرب على الدخول في عامها الثالث.
 
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، قد زار يوم الجمعة 20 أكتوبر/تشرين الأول، المملكة العربية السعودية التي يتواجد فيها الرئيس عبدربه منصور هادي وعدد كبير من المسؤولين اليمنيين، في إطار جولة جديدة لإحياء مشاورات السلام في البلاد.
 
وصل ولد الشيخ الرياض حاملا أفكارا جديدة قال إنه يمكن البناء عليها في مواصلة لمحطات السلام والحوار المختلفة والتي آخرها مشاورات الكويت، دون أو يوضح أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.
 
لكن مصادر إعلامية تحدثت أن المبادرة تقوم على عدة عناصر من بينها إعلان وقف إطلاق النار لعشرة أيام من طرف الحوثيين والمخلوع صالح لإثبات حسن النية، على أن يقوم التحالف بعدها بيومين بوقف القصف الجوي والعمل على إيقاف الحرب الداخلية بإرسال اللجان العسكرية التي سيتم تشكيلها مباشرة إلى المحاور المحددة.
 
ويحذر مراقبون من خطورة الحديث عن الوصول لأي اتفاق سلام في اليمن في هذا التوقيت، إلا إذا لم يتم القفز على مرجعيات السلام المعروفة، وفرض مليشيا ستهدد أمن واستقرار البلاد لسنوات كثيرة.
 
تفاعل الشرعية
 
وتتهم الحكومة اليمنية مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، بالإصرار على خيار الحرب، فيما  تتمسك بموقفها الرافض لأي جهود لتسوية سياسية، خارج إطار الأمم المتحدة والمرجعيات.
 
وخلال زيارة ولد الشيخ للمسؤولين اليمنيين في السعودية، قال هادي خلال لقائه به "كنا ولا زلنا وسنظل دعاة سلام وصُناعه عبر محطاته المختلفة، بدءاً بمؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي تناول مختلف قضايا اليمن واستوعب كل مكونات الشعب اليمني وشرائحه المختلفة، من قوى سياسية واجتماعية ومنظمات مجتمع مدني والمرأة والشباب بما في ذلك الحوثيون أنفسهم".
 
من جانبه أكد نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن صالح، خلال لقائه بولد الشيخ، أن "السلام المبني على المرجعيات الثلاث، هو السلام الدائم الذي يرتضيه أبناء شعبنا اليمني، وهو بمثابة حل جذري لما تعانيه اليمن من أزمات متتالية بعد حدوث الانقلاب وسيطرة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران".
 
وكان مساعد وزير الخارجية الأمريكي، ديفيد ساتر، قد شدد خلال لقائه الرئيس هادي في الرياض، على إيجاد فرص السلام لتحقيق الأمن والاستقرار الذي يتطلع إليه الشعب اليمني، وأكد دعم واشنطن والمجتمع الدولي لليمن في  مواجهة تحديات ومخاطر الاٍرهاب والحوثيين وحلفائهم، ومواجهة تحديات الجوانب الإنسانية، بحسب ما ذكرت وكالة "سبأ" الحكومية.
 
واقع جديد
 
لم تتوقف بعد عجلة الحرب في اليمن، وما تزال بعض جبهات القتال -تحديدا في شمال البلاد- تشهد معارك متقطعة بين القوات الشرعية المسنودة من التحالف العربي والانقلابيين.
 
فيما يعيش شريكا الانقلاب (الحوثي-صالح) في ظل حالة من الصراع يتفاقم يوما بعد آخر، الذي يبدو أنه يأتي على حساب الأخير.
 
 إضافة إلى ذلك فإن هناك متغيرات جديدة في جنوب الجنوب أبرزها المشروع الانفصالي الذي يتم تغذيته خارجيا، ويمضي بهدوء نحو ذلك، خاصة بعد التصعيد الذي بدأ بتشكيل ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي".
 
وأثر كذلك على الملف اليمني الصراع الذي اندلع في دول الخليج، عقب إعلان دول مجلس التعاون الخليجي مقاطعة قطر ، إثر خلافات تزداد حدة يوما بعد آخر بين تلك الدول.
 
عدم جدية المجتمع الدولي
 
ويرى الكاتب الصحفي عبدالرقيب الهدياني، أن المجتمع الدولي يسعى للبحث عن مبادرة لإنهاء الحرب باليمن في إطار مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
 
لكنه أكد لـ"الموقع بوست" أن المجتمع الدولي نفسه غير جاد في ذلك، وإلا لاستطاع ممارسة ضغوط أكبر على الانقلابيين في صنعاء، والانتصار لقراراته المتخذة في هذا الشأن، وأبرزها قرار 2216.
 
وأضاف "هناك جملة من العوامل والظروف يراها المجتمع الدولي مواتية لطرح مبادرة جديدة للحل في اليمن، منها التجمد الذي أصاب جبهات الحرب وتفاقم الأوضاع الإنسانية والأحداث الأخيرة في عدن، فضلا عن تدهور قيمة الريال اليمني، وفشل خطة التحالف الأخيرة التي كان محورها إحداث تغيير من داخل صنعاء، عبر الرئيس المخلوع صالح، ومرض هذا الأخير وتدهورت حالته الصحية".
 
وجميع تلك المتغيرات يرى المبعوث الدولي إلى اليمن، أنها مناسبة لتحريك ملف الأزمة بمبادرة جديدة، ولهذا التقى اليوم في الرياض بالرئيس هادي، وفق الهدياني.
 
واستدرك "لكن المسألة تتعثر مثل كل مرة، وتصطدم بتعنت الانقلابيين، وهو ما يحتم على المجتمع الدولي ممارسة ضغوط أقوى حتى يعم السلام في اليمن".
 
تغيير آليات الشرعية
 
ويعتقد المحلل السياسي محمد الغابري أن السلطة توفر بيئة ملائمة للضغوط عليها، عبر فشلها في إدارة عدن ومحيطها، لعدم امتلاكها لرؤية لما بعد تحرير العاصمة المؤقتة، فوقعت فريسة لمليشيات.
 
وبيَّن في حديث مع "الموقع بوست" أن الرؤى الأمريكية تعتمد على ذلك الفشل، لكنها لن تؤدي في حالة الرضوخ لها إلى استقرار دائم، ففي مضامينها تنقل الحالة من شرعية فعلية، إلى شرعية مفترضة قابلة للسقوط، فضلا عن نقل الحالة من حرب لاسترداد الدولة بين شرعية وتمرد، إلى حرب أهلية بين مليشيات وأشخاص.
 
وذكر الغابري أن موقف السلطة لايزال قويا، مستندا للمرجعيات، وتقدم بطيء على الأرض، لكن ذلك لن يستمر طويلا، إن ظلت تسير بآلياتها التقليدية، ولم تُحدث تغيير فعلي في سلوكها كسلطة دولة مقنعة للمواطنين.
 
وتابع "لن يستطيع المجتمع الدولي فرض أي رؤية على الشرعية، لأنها تصطدم بالمرجعيات بالدرجة الأولى، لافتا إلى أن "إدارة الأزمة فيها غموض، والحلول السلمية، ستكون فاشلة بامتياز".
 
الجدير بالذكر أن جهود الأمم المتحدة تعثرت في الوصول إلى حل للأزمة اليمنية، وفشلت ثلاث جولات للمشاورات، وتوقفت منذ أغسطس/آب 2015.


التعليقات