نفوذ صالح يختفي في صنعاء وبضاعته ورثها الحوثي (تقرير)
- صنعاء - خاص الجمعة, 08 ديسمبر, 2017 - 09:04 مساءً
نفوذ صالح يختفي في صنعاء وبضاعته ورثها الحوثي (تقرير)

[ اختفت شبكة الولاء لصالح بينما كسب الحوثي الموقف ]

كشف رحيل الرئيس السابق، رئيس المؤتمر الشعبي العام، كثير من الحقائق، والكثير من المعطيات التي كان جزءا من الشعب اليمني يسير معها ويصدق ما يقال ويطرح في اطارها، ولعل أهمها الورقة الشعبية، والولاء المطلق لصالح، وان الرجل يمتلك ملايين من الأنصار، حيث كان يتوقع بان تلك الملايين ستدافع عن صالح حيا او ميتا، والى جوارهم ولاء مطلق من الجيش والحرس الجمهوري، حسب اعتقادات الكثيرين. 
 
ولكن كل هذه المؤشرات ظهرت حقيقتها وظهر ما كان يدور في ذهنية الناس بان ذلك ليس سوى مجرد وهم، واتضح ان المصالح فقط هي من تحرك الناس وتجعلهم يصيغون مواقفهم، ويغيرونها ما بين الحين والأخر.
 
اليوم قتل صالح، واحتجزت جثته، من قبل جماعة الحوثي، في حين اختفى الأنصار واختفت الجموع، ومعهم اختفى الحرس الجمهوري وكل القوات التي كان يقال ان ولائها لصالح مطلقا، وأنها ستدافع عنه حيا او ميتا.
 
عشرات من النسوة هي من تبقت لصالح، استطعن ان يخرجن بعد يوم من مقتل صالح للتظاهر في ميدان السبعين للمطالبة بجثة صالح، في حين غاب رجال القبائل وغاب المناصرون الذين كانوا يرفعون شعارات تفدي صالح بالدم.
 
ليس ذلك فقط، بل ان أقرب الناس واكثرهم حبا لصالح، وولاء ظهروا بعد مقتله يرقصون في احتفالات القتل وبعضهم ظهر على شاشات التلفزيون وهم يكيلون التهم والشتائم له بعد مقتله، كما فعل الصحفي احمد الحبيشي المقرب من صالح ومن كانوا يتغنون بصالح.
 
ويذهب ناشطون يمنيون بالقول: "عندما كان "صالح" حيا كانت الحشود تملأ ميدان السبعين، ومواكب مشايخ الطوق تتوافد تباعا الى منزله، وبعد ان قتل واحتجزت جثته لم يبقى له من تلك الحشود والشعبية الواسعة لحزبه سوى العشرات من النساء اللواتي اثبتن تمسكهن بمبدأ الولاء في السراء والضراء؛ فيما الرجال ومشائخ الطوق تنكروا لصالح ونسوا انه كان يغدق عليهم بالخيرات، ولم يبقى لصالح سوى نسوة لاحول لهن ولا قوة".
 
طبقة المصالح
 
في حديثه لـ "الموقع بوست"، يقول الناشط عصام محمد: "ظهور رجالات صالح في الحشد الذي دعا له الحوثيون في صنعاء بعد مقتله بيوم، يؤكد أن الرجل كان محاط بطبقة من رجال المصالح، لم يكن أحد من رجالات صالح فيما يبدو يحبه لشخصه، بل للمصلحة لا دون ذلك". 
 
ويضيف "خلال فترات حكم علي عبدالله صالح، أستخدم الجميع للمصلحة، واشتراهم بالمال، أحاط نفسه بثلة من الاقطاعيين، الذي راعو مصلحتهم وذهبوا عنه عندما بدأ يتقلص اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، فمنذ اندلاع الثورة التي عصفت بنظام صالح انشقت الكثير من الشخصيات المقربة للرجل.
 
الاحداث الأخيرة عصفت بالكثير من التوقعات حول ان الرجل لديه من الرجال والنخب العسكرية والنفوذ القبلي ما سيحموا الرجل من اي خطر، لكن أتضح أن من كانوا يضحكون له ويطرزون الكلمات الجميلة المنمقة أمامه، لم يكونوا محبين للرجل بقدر ما هم يسايرونه لتحقيق مصالحهم فحسب، فجميع القيادات والرجال والحرس والقبائل حتى خطيب جامع الصالح، جميعهم خلعوا الاقنعة وظهروا بوجههم الحقيقي، وبأقنعة جديدة تمكنهم من المضي مع الراهن اللحظي، وبالتأكيد كما باعوا صالح سيبيعون الواقع، للقادم الجديد".
 
الناشط السياسي، محمد المقبلي يقول لـ "الموقع بوست": "يندرج الامر ضمن ذهنية الصفقة التي ممكن ان تبرم صفقة مع اي طرف باعتبار وجودها السياسي والاعلامي قائمة على البيع والشراء، وعرفت هذه الظاهرة بظاهرة الطيور المهاجرة التي هاجرت نحو نظام صالح لأجل العش الدافئ، وغادرت لعش جديد لذات الغرض بالرغم من اختلاف تركيبتها بين الدينية والاعلامية الا ان التكوين النفسي والذهني واحد".
 
ويضيف المقبلي: "صالح كان يعتقد انه من الذكاء شراء الولاء السياسي بالمال، وهذه بدوره ينتج طبقة تندرج ضمن خانة البيع والشراء، وتذهب مع من يدفع أكثر ويقفز من المراكب التي على وشك الغرق لمراكب تالية وتستعد للقفز مجددا".
 
صور صالح تختفي
 
اليوم لم تعد صور صالح حاضرة على الجدران ولا على السيارات، ولا تباع في الشوارع، الجميع تخلى عنه تقريبا بسبب او باخر. 
 
يقول الدكتور عادل الشرجبي في منشور له على صفحته في الفيس بوك: "من علامة المنافقين انهم يلصقون صور وشعارات الحاكم على سياراتهم ويزيلونها عند سقوطه".
 
وهذه هي حقيقة واقعية على الأرض، الكثيرون ذهبوا نحو إزالة صور صالح من على سياراتهم ومنازلهم.
 
وعن الحرس الجمهوري، يقول الناشط عبد العليم الحاج: "الحديث عما يسمى الحرس الجمهوري هو نفس الحديث عن خطيب جامع الصالح، سنوات من التمجيد لولي نعمته صالح، وعند مقتله خرج يحتفل ويرقص بالمناسبة موليا وجهه لولي آخر وسيد جديد العبيد لا يصنعون الحرية".
 
ومن وجهة نظر الصحفي عبد العزيز الصبري، فان "المؤتمر كان حزب الرئيس الحاكم، واجتمعت له السلطة والمال، وبرحيل الحكام تنتهي احزابهم وتتلاشى ككتلة سحب يعبث بها الرياح، وسيذوب كقطعة ثلج في صحراء؛ وبالتالي الحديث عن قيادات وقواعد حديث سمج ولا قيمة له، فالمؤتمر لا يحمل رؤى او افكار ولم يكون لديه او لدى رئيسه مشروع وطني او فكري، ولم يقدم خلال سيطرته على السلطة نموذجا لمفهوم الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة يمكن اتباعها او استكمال مشوار البناء للدولة المنشودة، ولذا فان الاحزاب التي تبنى على اساس السلطة والمال وتصبح حزب الحاكم اكثر منه حزب وطني يمتلك مشروع وطني وقومي بمرجعيات فكرية وايدلوجية لا تستمر بعد انتهاء الحاكم. 
 
ولعل حزب مبارك بمصر الحزب الوطني والذي كان قوام عضويته قرابة الثمانية مليون عضوا تلاشى بل كما يقال فاص ملح وذاب، وكان في عضويته الكثير من السياسيين المعتقين والصحفيين الكبار والمثقفين والادباء والشعراء المرموقين ومع ذلك انتهى برحيل وسجن حسني مبارك فما بالك بحزب مثل المؤتمر الشعبي".


التعليقات