الإمارات تدعم انقلاب ثانٍ في عدن ضد الشرعية (تقرير)
- خاص الأحد, 28 يناير, 2018 - 09:35 مساءً
الإمارات تدعم انقلاب ثانٍ في عدن ضد الشرعية (تقرير)

[ أرشيفية ]

واصل ما يُسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتيا، تصعيده بالعاصمة المؤقتة عدن ضد الشرعية، ومطالبا بإسقاطها بمزاعم فساد، إلى أن نفذ انقلابه بالقوة اليوم الأحد تحت تلك الذريعة.
 
واندلعت اليوم الأحد معارك عنيفة بين ألوية الحماية الرئاسية من جهة، وقوات أخرى موالية لما يُعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي، أسفر عنها سقوط العديد من القتلى والجرحى.
 
ووصف رئيس الحكومة الشرعية أحمد عبيد بن دغر، ما يجري بمدينة عدن من اشتباكات بين قوات الحماية الرئاسية التابعة للرئيس عبد ربه منصور هادي، من جهة والقوات العسكرية وقوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من دولة الإمارات من جهة أخرى، بأنه انقلابا على الشرعية، ويمس بأمن واستقرار اليمن ووحدته.
 
وإزاء ذلك، دعا التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم الشرعية في اليمن، كافة المكونات السياسية والاجتماعية في العاصمة المؤقتة عدن إلى التهدئة وضبط النفس والتمسك بلغة الحوار الهادئ، دون أن يحدد الجهة التي تسببت بالتصعيد، ومساويا بين الشرعية التي جاء لإعادتها، والانقلابين بعدن.
 
بينما رحبت الحكومة اليمنية بالبيان الصادر، عن قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن، وقالت بأنه أكد أهمية استشعار الجميع للمسؤولية الوطنية وتوجيه دفة العمل المشترك مع التحالف، لاستكمال تحرير كافة الأراضي اليمنية.
 
وكانت عدة مكونات في الحراك الجنوبي مساء أمس السبت، أكدت رفضها للدعوات التي أطلقها ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي"، الذي قالت إنه يستخدم القضية الجنوبية في صراعات باطنها حب السلطة، وظاهرها شعارات الحراك الجنوبي.
 
انقلاب ثانٍ
 
واعتبر عضو مؤتمر الحوار الوطني منير الوجيه أن ما يحدث في عدن، هو الفصل الثاني من انقلاب متكامل بدا في صنعاء، ويتكرر في عدن، وخاصة بعد ظهور طارق أهم أحد القادة المتمردين على الدولة والشرعية.
 
وأكد لـ"الموقع بوست" أن الرئيس هادي قرر أن يواجه الانقلاب، وأن لا يسمح لأحد بتركيع سيادة الدولة وتهديد مصالحها وأمنها.
 
وأفاد أن ما يجري اليوم هو معمل اختبار لحقيقة أهداف التحالف العربي، التي جاءت من أجل إسقاط الانقلاب وإعادة الشرعية، ومن مسؤوليتهم الأخلاقية والسياسية أمام العالم والشعب اليمني، الحفاظ على ما تم إنجازه، وعلى وحدة اليمن وسيادة أراضيه، وحفظ الأمن والوقوف بصف الشرعية، واستعادة الدولة.
 
واستطرد "ما لم فإن الشعب اليمني سيفهم غير ذلك، وسيتحول الشارع من مؤيد للتحالف إلى معارض، وسيدب الفشل في قلوب شعوبهم، لصالح المشروع الإيراني الذي سيتمدد في ظل هذا الصراع وهذا الفشل".
 
وقال إن مظلتنا جميعا هي شرعية الرئيس هادي، فلنحافظ عليها وعلى مؤسسات الدولة، مطالبا المجتمع الدولي بإنزال العقوبات على كل جماعة مسلحة، تحاول السيطرة على مؤسسات الدولة، إضافة إلى تطبيق القرارات الدولية بشأن مرجعيات السلام في اليمن.
 
الغطاء الإماراتي
 
واتهم المحلل السياسي ياسين التميمي، الإمارات بتوفير الإمارات غطاء فضفاضا للمواجهة المناطقية التي تدور في عدن، مؤكدا أن ذلك الغطاء سينحسر؛ وسيظهر الجميع هوياتهم المناطقية البائسة، وسيمضون في طريق الدم، وسيأتي اليمنيون كعادتهم ليجففوه ويضمدوا جراحاً انفتحت من جديد في جسد الجنوب.
 
وبحسب التميمي فإن أي شخص يبرر لما يفعله الانفصاليون اليوم في عدن؛ ويقبل النقاش الآن حول فساد الحكومة، فهو ليس مع الشرعية ولا مع المشروع الوطني بل مع أعدائهما.
 
ورأى في منشور بموقع "الفيسبوك" أن ما يحدث في عدن ليس هبة جماهيرية ولا رغبة شعبية في الخلاص، فقد أثبت المجلس الانتقالي أنه معزول شعبيا، وهو الآن يصعد بسلاح الإمارات، لافتا إلى أن أي تطور سلبي في العاصمة المؤقتة سيكرس التحالف كقوة احتلال يستوجب المقاومة.
 
سيناريوهات نجاح إسقاط الشرعية
 
ووضع رئيس مركز أبعاد للدراسات والأبحاث عبدالسلام محمد، عدة سيناريوهات ستحدث فيما لو نجح سيناريو إسقاط الشرعية بعدن.
 
وبيَّن أن ذلك سيرفع الغطاء القانوني عن التحالف العربي في اليمن، كون أحد أطرافه دعم انقلاب آخر، وبالتالي مشروعية التحالف لإكمال إسقاط انقلاب صنعاء لم يعد مبررا.
 
وأضاف في منشور له بموقع "الفيسبوك" أن سيطرة إيران على الجنوب وعلى باب المندب بواجهة قواتها، التي درب أفرادها الزبيدي في بيروت ستعود، لافتا إلى أن تلك القوات لم تستنزف بعد ولم تدخل حرب مواجهة الحوثي.
 
وتوقع كذلك أن تعود القاعدة وداعش إلى عدن، وستسيطر على مناطق فيها، لأن مقاتليها موجودين بالأساس ومندمجين مع الحزام الأمني.
 
وتتحرك إيران –وفق محمد- بانتظام في عدن وصرواح، وفق أهداف استراتيجية، بينما يتحرك التحالف وفق أهداف تكتيكية متناقضة في تعز ونهم. مستدركا بالقول: "لا أعتقد أن السعودية لم تدرك الخطر بعد ولكنها لم تدرك فعلا عامل الوقت، أما الإمارات فقد حققت هدفها ولا يهمها غرق الجيران".
 
يذكر أن رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، وجه اليوم، وزير الداخلية المهندس أحمد الميسري، وقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الركن فضل حسن، ومدير أمن عدن اللواء شلال شائع، وقادة الألوية والوحدات العسكرية والأمنية، بوقف إطلاق النار وعودة جميع القوات إلى ثكناتها.
 
وهي ذات الدعوات التي صدرت أيضا من المتحدث الرسمي باسم ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" سالم ثابت العولقي، الذي دعا إلى تجنب الاحتكاك العسكري وأية مظاهر مسلحة في الجنوب، مع الحرص على عدم المساس بمؤسسات الدولة.
 


التعليقات