أحداث عدن تثير التساؤلات عن تقسيم اليمن ودور السعودية والامارات (رصد خاص)
- خاص الاربعاء, 31 يناير, 2018 - 12:01 صباحاً
أحداث عدن تثير التساؤلات عن تقسيم اليمن ودور السعودية والامارات (رصد خاص)

[ موجهات مسلحة بعدن ]

أثارت الأحداث المتسارعة في العاصمة المؤقتة عدن، بين قوات الحماية الرئاسية التابعة للشرعية وقوات الحزام الأمني والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعومين من الإمارات، تساؤلات اليمنيين على شبكات التواصل الاجتماعي.
 
وشهدت العاصمة المؤقتة عدن اشتباكات طاحنة منذ يومين زادت وتيرتها فجر اليوم الثلاثاء، انتهت بسيطرة  الفصائل المدعومة من الإمارات على مقر اللواء الرابع حماية رئاسية التابع للشرعية، بعد تدخل الطيران الإماراتي.
 
وفي وقت سابق اليوم، سيطرت قوات "الحزام الأمني" التابعة للمجلس الانتقالي المدعومة من "أبوظبي"، على مقر معسكر قوات اللواء الرابع حماية رئاسية في عدن.
 
وقال قائد معسكر اللواء الرابع حماية رئاسية في بيان له، العميد مهران القباطي، إن الطرف الداعم للانقلاب مصر على إسقاط الشرعية في إشارة إلى "الإمارات العربية المتحدة".
 
مخطط تقسم اليمن
 
وفي السياق أشار وزير الثقافة اليمني الأسبق خالد الرويشان إلى أن ما يحدث في عدن هو بداية لمخطط تقسيم وتفتيت اليمن من قبل دولة الإمارات.
 
وقال الرويشان " إذا تمّ تقسيم اليمن ستهرب أُمّ القوين"، بإشارة منه لدولة الإمارات، واستغرب من صمت السعودية تجاه ما تمارسه الإمارات في جنوب اليمن، وقال "ردّة الفعل الباردة من التحالف على معارك عدن شجّع على استمرارها حتى اللحظة".
 
وأضاف "لم يتعلم التحالف الدرس ولا يريد، سقطت صنعاء قبل ذلك تحت سمعه وبصره، ويتم اليوم جرجرة عدن وسحبها لنفس الحفرة، لنفس النهاية، تحت سمعه وبصره أيضًا".
 
وتساءل الرويشان "من البداية.. لماذا تم السماح بإنشاء الأحزمة الأمنية كجيشٍ في مواجهة جيش الشرعية؟ وقال "لماذا فعلت الإمارات ذلك؟".
 
وتابع الرويشان "تكافئون الانقلاب الحوثي بالانفصال، يا لها من جائزة كبرى، ينتظرها متربّصًا فاتحًا فاه، ينتظر التفاحة حتى تسقط في فمه، بينما تهزّون الشجرة بلا أدنى مسؤولية" وقال "أنتم تقتلعون الشجرة ولا تهزّونها فحسب يا عديمي المسؤولية".
 
وخاطب السعودية قائلا "تتفرّجون وهم يحاصرون القصر الرئاسي الليلة"، مضيفا "ستندمون"، وقال "ثقوا إذا تم تقسيم اليمن، ستهرب أمّ القوين وسيهرب رأس الخيمة ويطير، حتى الدمّام ستسيل دمًا!.

دفن كيان الدولة
 
من جهته قال المفكر السعودي مهنا الحبيل، "مهم جدا فهم سحق أبوظبي للشرعية اليوم في عدن، ودفن أي ما تبقى لكيان الدولة وقانونيتها الدولية، فهو مساعد كبير -حسب قوله-  لزج اليمن وخاصة في الشمال، في حرب أهلية طاحنة، لتأمين ضم الجنوب إلى علم إمارة أبوظبي وسيادتها الإقليمية".
 
وأضاف الحبيل "الغريب أن أبوظبي قدمت ذلك بأنه تأمينا للحدود السعودية".
 
وقال "فشلت محاولات أبوظبي، لزج حزب الإصلاح كقوة عسكرية مقابلة للحوثيين، حتى تكون المواجهة يمنية طائفية، وتمسك الإصلاح بقوات الشرعية وواجهتها الرسمية، رغم اختراق السلفية الطائفية كتلة إصلاحية تحت رداء الصحوة الخليجية، فاضطرت أبوظبي لسحق الشرعية، قبل أي تقدم ضد الحوثيين يفسد مخططها".
 
لعبة تدميرية
 
الكاتب الصحفي مصطفى راجح ذهب برأيه إلى أن ما يحدث في عدن، هو بموافقة  السعودية، وقال إن "مسقط هي الهدف التالي". كما توقع راجح أن تبدأ عمان في تحالفات مع أطراف داخل الشرعية وداخل الجنوب استعدادا للمرحلة القادمة المفتوحة على صراعات متداخلة.
 
وقال إن "انقلاب انفصاليي الضالع، ولحج بداية وليس نهاية" مؤكدا أن الرياض ستدفع ثمنا باهضا للعبتها التدميرية".
 
تصفية للقضية الوطنية
 
الكاتب والسياسي عبدالعزيز المجيدي، غرد قائلا "لم يعد هناك من تفسير لصمت القوى السياسية حيال ما يجري، سوى أنها باتت تقبض المال لقاء التواطؤ لتصفية القضية الوطنية، وضرب كل ما كانوا يتشدقون به عن مخرجات الحوار الوطني.
 
وأضاف "إذا كانت كل هذه الحرب المدمرة قامت من أجل استعادة "الشرعية" المزعومة، فماذا تبقى من هذه الخرقة المسحوقة في عدن؟
 
وأكد أنه لا خيار أقل كلفة أمام اليمنيين الآن، سوى البحث عن طريقة لإيقاف الحرب بعيداً عن تدخلات التحالف، وقال "هذا هو المتاح والقريب، تمهيداً لتسوية عادلة تحفظ للجميع وجودهم ومواجهة الأخطار الوجودية التي تحدق ببلدهم".
 
وقال "يجب أن تتوقف لُعبة الدم وأن لا يستمر اليمنيون في إراقة دم بعضهم لمصالح خارجية".
 
انتحار
 
السفير اليمني لدى بريطانيا والأمين العام السابق للحزب الاشتراكي ياسين سعيد نعمان بدوره قال "إن ما يحدث في عدن اليوم من اقتتال هو انتحار لكل ما يشهر من أهداف ومن شعارات في مواجهة بعضها البعض".
 
وأشار ياسين  إلى أن القضية الجنوبية ليست مستفيدة من تلك الفوضى وقال "فلا القضية الجنوبية مستفيدة من هذه الفوضى، ولا قضية التحرير التي تحمل لواءها الشرعية ستتوفر لها الشروط لمواصلة استكمال المهمة".
 


التعليقات