ما وراء استهداف التحالف للجيش الوطني؟
- خاص الإثنين, 26 فبراير, 2018 - 11:10 مساءً
ما وراء استهداف التحالف للجيش الوطني؟

[ التحالف يستهدف الجيش الوطني ]

عادت مجددا الغارات الجوية التي يشنها طيران التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، على مواقع تابعة للجيش الوطني الذي يخوض معارك ضد الانقلابيين من أجل استعادة الدولة.
 
واستهدفت طائرات التحالف اليوم الاثنين، اجتماعا لقيادات اللواء 133 في الجيش الوطني بمديرية نهم بصنعاء، أدى إلى مقتل سبعة من قيادات الجيش، وإصابة 16 آخرين.
 
وسبق أن استهدف طيران التحالف مواقع الجيش والمقاومة الشعبية في عدة محافظات، منها صنعاء، وصعدة، ومأرب، فضلا عن تعز التي نفذت المقاتلات العديد من الغارات التي راح ضحيتها مؤيدو الشرعية.
 
ويرى متابعون للشأن اليمني أن تكرار تلك الغارات التي تستهدف الجيش، تؤكد عدم جدية التحالف في عملية استعادة الشرعية، وقتالهم في اليمن من أجل تحقيق أهدافهم الخاصة، خاصة أن بعض تلك الغارات كانت تأتي في مناطق محررة، كالعروس بجبل صبر بتعز.
 
إعاقة استعادة الدولة
 
وأثارت هذه الوقائع العديد من علامات الاستفهام، حول أهداف التحالف من وراء القصف المتكرر لمواقع الجيش الوطني في عدة محافظات.
 
 في هذا الصعيد يؤكد المحلل السياسي عبدالغني الماوري، أن استهداف الجيش الوطني من قِبل التحالف العربي مقصودا.
 
وبيَّن لـ"الموقع بوست" أن ذلك يهدف إلى منع قوات الجيش من تحقيق أي انتصارات حاسمة، معللا ذلك بالقول "ربما يريد أن تستمر الفوضى لفترة أطول حتى يحقق أهدافه الخاصة".
 
وقال إن استهداف التحالف للجيش الوطني، يؤكد أن علاقة الطرفين على الأرض تتسم بالاستخفاف، لافتا إلى أن التحالف أهم ما سيفقده هو المال الذي هو أهم بكثير بالنسبة لهم من أرواح اليمنيين سواء كانوا عسكريين أو مدنيين.
 
وتوقع الماوري أن تستمر مثل تلك الغارات التي تستهدف مواقع الجيش الوطني، خاصة أنها سبق وأن تكررت في عدة محافظات.
 
ضربة معنوية
 
وتحت مبرر "الخطأ" الذي يزعمه التحالف، كان يذهب ضحية تلك الغارات العديد من أفراد القوات الشرعية، الذين كان الطيران يقصف مواقعهم أثناء احتدام المعارك بينهم ومليشيات الحوثي الانقلابية.
 
واعتبر المحلل السياسي عبدالرقيب الهدياني، أن ما حدث اليوم بنهم يشكل ضربة معنوية قاسية لمؤيدي الشرعية والقوات التابعة لها.
 
وتابع لـ"الموقع بوست" طوال سنوات الحرب كنا نعزو تلك الغارات بأنها خاطئة، لكن تكرارها يؤكد أن ذلك متعمدا.
 
وتحدث عن عدم إسناد التحالف العربي للجيش الوطني، خلال معارك الأخير ضد مليشيات الحوثي، في جبهة نهم المستمرة منذ ثلاث أيام، مشيرا إلى أن استهداف التحالف للقوات الشرعية جاء بعد تقدمهم في تلك المديرية التي تبعد عن صنعاء قرابة 40 كلم.
 
وفي معرض حديثه، لفت الهدياني إلى حديث وزير النقل صالح الجبواني، عن ضرورة مراجعة علاقة الحكومة بالتحالف، وتجاوز أخطائها في المناطق المحررة، وجبهات القتال التي يتم عرقلة تحريرها من قبل التحالف بعدم تقديم الدعم لها.
 
وطالب الشرعية بالوقوف بجدية أمام تلك الحوادث، ومعالجة أسبابها وعدم التغاضي عنها، مؤكدا أن السكوت يشكل بوابة عبور لتكرار مثل تلك الغارات.
 
وانتقد صمت التحالف والشرعية حتى الآن تجاه الغارة التي استهدفت الجيش بنهم، مُعتبرا ذلك دليلا قويا على إمكانية تكرار مثل تلك العمليات العسكرية.
 
استياء شعبي
 
وكانت الغارة الجوية التي استهدفت الجيش الوطني اليوم، قد أُثارت موجة من السخط الشعبي إزاء تلك الحادثة.
 
وعبر نشطاء وكتاب وصحفيون ومواطنون في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، عن خيبة أملهم من تحول أهداف التحالف العربي، الذي زعم أنه جاء لدحر الانقلاب.
 
كما انتقدوا وبشدة عدم استهداف التحالف لاجتماعات أو تحركات المليشيات الانقلابية، خاصة أن رئيس ما يُسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى" صالح الصماد، شارك اليوم باحتفال تخرج دفعة جديدة من قوات الأمن المركزي بمدينة الحديدة.
 
ودعوا الشرعية إلى التحقيق مع القيادات في القوات المسلحة، والكشف عن ملابسات تلك الحوادث، وتوضيح ذلك للرأي العام.
 
كما اعتبر آخرون أن التحالف تعمد استهداف الجيش، منذ أن قصف معسكر العبر بحضرموت، الذي أدى إلى مقتل وجرح العشرات من القادة العسكريين والجنود.
 
يُذكر أن التحالف العربي كثيرا ما استهدف المدنيين في عدة محافظات، وهو الأمر الذي أدى إلى فرض بعض الدول عقوبات على السعودية بمنع تصدير السلاح إليها.


التعليقات