انفتاح يمني على الصين.. ما دلالة ذلك؟
- خاص الاربعاء, 14 مارس, 2018 - 09:56 مساءً
انفتاح يمني على الصين.. ما دلالة ذلك؟

[ الرئيس هادي مع القائم بأعمال السفير الصيني باليمن ]

أجرى القائم بأعمال السفير الصيني لدى اليمن جين خوي عدة لقاءات مع مسؤولين يمنيين في العاصمة السعودية الرياض أثارت العديد من التكهنات حول مستقبل العلاقة اليمنية مع الصين.

والتقى الرئيس عبدربه منصور هادي و نائبه الفريق الركن علي محسن صالح ووزير الخارجية لقاءات منفصلة مع القائم بأعمال السفير الصيني، تركزت جميعها على العلاقات بين البلدين، وتناول التطورات الراهنة.

وخلال لقائه مع الرئيس هادي أشاد القائم باعمال السفير الصيني بمستوى التعاون والعلاقة بين البلدين الصديقين، مجددا دعم بلاده لليمن وقيادته الشرعية حتى تحقيق السلام والأمن والاستقرار المنشود وفقا ومرجعيات السلام المحددة، لافتا - وفق وكالة سبأ الحكومية - إلى الاستحقاقات القادمة التي تشهدها بلاده خلال الشهر الجاري والتي سيكون لها الأثر الملموس في حاضر ومستقبل الصين.

أما في لقائه مع نائب الرئيس فقد جدد القائم بأعمال السفير الصيني التأكيد على موقف بلاده الداعم للشرعية والأمن والاستقرار في اليمن وحرصها على تعزيز مجالات التعاون بين البلدين الصديقين.


نائب الرئيس مع القائم بأعمال السفير الصيني لدى اليمن

وخلال لقائه بنائب رئيس الوزراء وزير الخارجية تمحور اللقاء حول المساعدات الإنسانية التي تقدمها الصين لليمن، وفي حين أكد المخلافي أن اليمن تسلمت الشحنة الثانية من المساعدات الغذائية المقدمة من الحكومة الصينية، قال المسؤول الصيني إن بلاده سترسل شحنتين إضافيتين من المساعدات الإنسانية في وقت قريب لليمن.


وزير الخارجية مع القائم بأعمال السفير الصيني لدى اليمن

لقاء آخر جمع القائم بأعمال السفير الصيني مع قيادات من الحراك الجنوبي السلمي في الرياض، تطرق أيضا للتطورات الجارية في مدينة عدن، ونُقل عن السفير قوله بأن بلاده ستنفذ مشروع عالمي في اليمن.

ونقلت مصادر صحفية تطرقت للقاء تأكيد السفير الصيني بوجود فرصة ذهبية لمحافظة عدن ضمن هذا المشروع وفق شراكة فاعلة و مصالح متبادلة.

وقال وكيل محافظة عدن لشئون الشباب عبدالروؤف زين السقاف إن لقاءه وقيادات جنوبية بالسفير الصيني باليمن هدفه البحث عن دور ريادي لعدن يمكنها من الخروج من أزمتها الحالية.

وأكد في تصريح لصحيفة  "عدن الغد" المحلية أن اللقاء ناقش إمكانية لعب الصين دورا إيجابيا واقتصاديا في عدن خلال المرحلة المقبلة.


قيادات من الحراك الجنوبي السلمي مع القائم بأعمال السفير الصيني لدى اليمن

أما التطور الآخر فهو التوقيع على اتفاق تعاون مشترك بين الغرفة التجارية والصناعية في محافظة لحج (جنوب اليمن) ومنتدى رجال الأعمال العرب في الصين.

وقضي التوقيع - وفق وكالة سبأ الحكومية - بالتزام كل طرف برعاية مصالح رجال الأعمال المنتسبين لديها حسب نطاق عمله وأهدافه وتقديم الدعم اللازم من خلال المشاركة في الأنشطة والفعاليات المختلفة.

وبحسب الأطراف الموقعة على هذه الاتفاقية فستساهم الاتفاقية في تنظيم اللقاءات المشتركة وإيجاد فرص عمل بين الطرفين وذلك على مدى ثلاث سنوات من تاريخ التوقيع.

وأحدثت تلك اللقاءات العديد من التفاعل، وسلطت الضوء من جديد على العلاقات اليمنية الصينية، والمعروفة بقدمها بين البلدين.

وقالت صحيفة عدن الغد المحلية إن الرئيس هادي عرض على الحكومة الصينية توقيع عقد استثمار وإدارة ميناء عدن الذي يقع الآن تحت سيطرة دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعرض للتعطيل والتدمير.

ووفقا للصحيفة فقد رحب السفير الصيني بهذا العرض، ووعد بعرضه على قيادة بلاده للرد عليه.

وأجرى الصحفي فتحي بن لزرق استفتاء على صفحته التي يتابعها أكثر من 195 ألف متابع بموقع فيسبوك لقياس مدى تأييد اليمنيين لتولي الصين إدارة ميناء عدن، وأظهرت النتيجة تأييد 84% لتولي الصين مهمة تشغيل ميناء عدن، مقابل 16% يرفضون ذلك.

وتمتاز العلاقة بين اليمن والصين بأقدميتها، حيث نفذت الصين مشاريع تنموية في اليمن منذ وقت مبكر يعود إلى خمسينيات القرن الماضي.

وتنفذ شركة هواوي الصينية حاليا مشروع إنشاء بوابة دولية للاتصالات والإنترنت في عدن، ضمن مشروع الكابل البحري الدولي الذي يمر بـعدن، وتهدف من خلاله الحكومة اليمنية الشرعية  إلى إيجاد خط إنترنت جديد ينهي هيمنة حكومة الحوثيين في العاصمة صنعاء.

ويأتي الانفتاح اليمني على الصين، وطرح تشغيل ميناء عدن عليها في ظل توتر العلاقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة التي تتهم بتعطيل ميناء عدن والسيطرة عليه، وحرمان الحكومة اليمنية من العوائد الاقتصادية التي يمكن أن تشكل رافدا اقتصاديا مهما لها في ظل الظروف التي تعيشها في الوقت الراهن.

وكانت الحكومة اليمنية في العام 2012م ألغت اتفاقية تشغيل شركة موانئ دبي التي كانت المشغل لميناء عدن، وفتحت الباب أمام تطوير الميناء من جديد.

وقال وزير النقل واعد عبدالله باذيب الذي جرى في عهده إلغاء الاتفاقية مع ميناء عدن إن وزارة النقل كانت أنجزت أثناء حكومة محمد سالم باسندوة المعروفة بحكومة الوفاق الوطني توقيع عقد تمويل بقرض ميسر قيمته أكثر من نصف مليار دولار لمشروع تطوير وتأهيل ميناء عدن مع شركة صينية حكومية تضمنها الدولة الصينية.

وأوضح باذيب في منشور له على صفحته بفيسبوك أنه جرى التوقيع على عقد التمويل أثناء زيارة الرئيس هادي للصين، وأكد بأنه كان من المفروض أن يتم الشروع بالتنفيذ مطلع العام 2015 لكن البلاد دخلت في ظروف الحرب، وحال ذلك دون تنفيذ المشروع.

وتشير هذه التطورات وفق متابعين- إلى علاقة متوترة بين الحكومة الشرعية والتحالف العربي، خصوصا دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تسيطر بالكامل على ميناء عدن، ودفع قلق الحكومة اليمنية سوء استخدام الإمارات للميناء للبحث عن بدائل أخرى.

كما لا يستبعد آخرون أن يكون هذا التطور جزءا من ورقة ضغط تمارسها الحكومة اليمنية على التحالف العربي للرضوخ لمطالبها في جوانب أخرى، ومن المتوقع أن يؤدي هذا التوجه الحكومي إلى تصعيد حدة الصراع بين الحكومة والتحالف العربي.


التعليقات