مباحثات سعودية حوثية.. هل تخلت الرياض عن الشرعية؟ (تقرير)
- خاص الخميس, 15 مارس, 2018 - 10:47 مساءً
مباحثات سعودية حوثية.. هل تخلت الرياض عن الشرعية؟ (تقرير)

[ مباحثات سعودية حوثية ]

تتجه الأزمة اليمنية نحو مزيد من التعقيد، مع وجود بوادر عن تخلي المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي عن الشرعية، برغم أن تدخلهم في البلاد جاء تحت ذريعة إعادة الشرعية ودحر الانقلابيين في اليمن.
 
وكشف دبلوماسيون يمنيون عن وجود مباحثات سرية تجري بين السعودية، ومليشيات الحوثي الانقلابية في سلطنة عمان، دون علم الحكومة الشرعية.
 
ووفقا لوكالة "رويترز" فإن المباحثات السرية في سلطنة عُمان، بدأت منذ أكثر من شهرين، ويعقد الطرفان لقاءات متواصلة لبحث وقف الحرب في اليمن، بعد فشل عقد جلسات مشاورة بين الشرعية والانقلابيين منذ أكثر من عامين.
 
جاء هذا بعد توسع الهوة بين الشرعية وقطبي التحالف العربي السعودية التي منعت الرئيس عبدربه منصور هادي من العودة لليمن، والإمارات التي قوضت شرعيته ونفذت انقلابا ضده في العاصمة المؤقتة عدن.
 
تهميش الشرعية
 
وأثار الحديث عن مفاوضات بين الحوثيين والسعودية، علامات استفهام كثيرة، عن أجندة السعودية التي أصبحت تعمل بعيدا عن أهداف التحالف العربي المعلنة والمتمثلة بإعادة الشرعية في البلاد.
 
وفي إطار ذلك يقول نائب رئيس تحرير موقع المصدر أونلاين علي الفقيه، إن معظم المحادثات التي كانت تجري بين الحوثيين والسعودية، لم تكن الحكومة الشرعية طرفا فاعلا فيها.
 
وأشار في حديثه لـ"الموقع بوست" إلى أن جلسات التواصل السابقة التي كانت تُعقد بين الشرعية والحوثيين في ظهران الجنوب عام 2016، اطلعت عليها الحكومة بوقت متأخر.
 
ورأى أن الملف اليمني بيد التحالف، الذي يدير المعركة عمليا، وهو ما يجعل تصرفاته طبيعية، بعد أن فقدت الحكومة اليمنية الكثير من أوراق فاعليتها، وبات وجودها هامشياً، حتى في المناطق التي تعتبر نظرياً تحت سيطرتها.
 
المساومة بالشرعية
 
ومنذ أشهر توقفت المعارك باليمن عند حدود معينة، فيما بدا غائبا دور التحالف العربي في دعم بعض المواجهات المتقطعة التي تحدث في عدد من جبهات القتال.
 
بدوره لم يستغرب سكرتير التحرير المساعد بموقع العربي الجديد صدام الكمالي، من وجود مباحثات مباشرة بين الحوثيين والسعودية منذ فترة طويلة.
 
لكنه أوضح في معرض حديثه مع "الموقع بوست" إلى أن تلك المباحثات الجارية بعُمان والتي وصفت بـ"السرية"، جاءت بعد تسليم كامل جنوب اليمن للإمارات، وتلاشي الحكومة الشرعية، فضلا عن تعطيل بقية الجبهات، والحديث عن إقامة جبرية يعيشها الرئيس وحكومته بالرياض.
 
وفي ظل تلك المعطيات يعتقد الكمالي بأن عقد المملكة مباحثات سرية مع الحوثيين دون علم الشرعية، يؤكد أن الرياض لم تتخلى عن الحكومة اليمنية فقط، بل إنها تساوم بها في صفقتها مع الانقلابيين، للتخلص من الحرب التي كلفتها الكثير.
 
أهداف الحوثيين والسعودية
 
وعن محاولات السعودية للتوصل إلى تفاهمات مع الحوثيين، فيعتقد الفقيه أنها ربما تُعد استجابة للمساعي الدولية لإنهاء الحرب المستمرة في اليمن منذ ثلاثة أعوام.
 
وتابع "أكثر من مرة هناك تصريحات لمسؤولين سعوديين على مستويات رفيعة، تؤكد حرص بلادهم على تحقيق السلام، وتؤكد للأطراف الدولية ان الحوثيين هم المتمسكون بخيار العنف".
 
واعتبر الفقيه تلك المساعي الرامية إلى التوصل لحل للأزمة في البلاد، بأنها تأتي كواحدة من نتائج تأخر الحسم العسكري في اليمن.
 
ولفت إلى استعداد الحوثيين لتقديم وعود بتهدئة جبهة الحدود، ليضمنوا التفرغ للحرب في الجبهات الداخلية، وفرض أنفسهم كقوة أمر واقع، ليتمكنوا بعدها من استئناف تنفيذ مهمتهم كجزء من المشروع الإيراني في المنطقة.
 
يُذكر أن رئيس وفد الحوثيين والناطق باسم المليشيات محمد عبدالسلام، وصل إلى مسقط أواخر شهر يناير/كانون الثاني الماضي.
 
وتأتي هذه التحركات، بعد تعيين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الدبلوماسي البريطاني مارتن غريفيث مبعوثا جديدا له لليمن، خلفا للموريتاني إسماعيل ولد الشيخ الذي أعلن عدم رغبته الاستمرار بمنصبه.
 


التعليقات