المبعوث الأممي يبدأ تحركاته في اليمن.. ما إمكانيات النجاح؟ (فيديو)
- خاص الأحد, 25 مارس, 2018 - 08:44 مساءً
المبعوث الأممي يبدأ تحركاته في اليمن.. ما إمكانيات النجاح؟ (فيديو)

[ جهود دولية للدفع بتسوية سياسية في اليمن ]

تتجه الأنظار نحو المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن مارتن غريفيث، الذي بدأ بالعمل على إحلال السلام، بعد أن توقفت المشاورات التي تمت برعاية الأمم المتحدة منذ أواخر العام 2017.
 
في العشرين من الشهر الجاري، بدأ غريفيث أولى جولاته، واستهلها بزيارة المملكة العربية السعودية، للقاء الرئيس عبدربه منصور هادي ونائبه ورئيس الوزراء.
 
كما التقى المبعوث الأممي -كذلك- قيادات انقلابية مختلفة بصنعاء، التي زارها قبل أيام وفد دبلوماسي أوروبي رفيع، بالإضافة إلى رئيس الهيئة العليا لحزب الإصلاح محمد اليدومي.
 
وكان غريفيث أكد في تصريحات سابقة أنه سيعمل على العمل بجد لتسيير عملية سياسية شاملة، على أساس مرجعيات السلام وأبرزها قرار 2216، مُشيرا إلى أن الحل العسكري في اليمن غير ممكن.
 
وتزامنت تلك التحركات مع جهود مكثفة قام بها الاتحاد الأوروبي، الذي دعا إلى دعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى وقف الأعمال القتالية وإحياء مفاوضات السلام، والتأكيد على أن الحل للأزمة اليمنية سيكون سلميا، دون أن يركز على المرجعيات المتعارف عليها، كما يُبدي –كذلك- مخاوفه من أضرار استمرار العنف على المدنيين.
 
ومن المتوقع أن تمضي اليمن نحو تسوية سياسية تشمل مختلف الأطراف وبناء على المرجعيات الثلاث، لكن نجاح ذلك –وفق مراقبين- يرتبط بمدى جدية الانقلابيين بتنفيذ المرجعيات، واستعداد المجتمع الدولي للضغط على الطرف الذي يُعرقل عملية السلام.
 
إرادة القوى الفاعلة
 
في هذا الإطار، يقول الإعلامي عبدالله دوبله، إن أي مبعوث أممي إلى اليمن، يعتمد نجاحه بالخروج بحل للأزمة في البلاد، على اتفاق الدول الكبرى في مجلس الأمن على ذلك، وليس على شخصه ورؤيته.
 
ولفت في تصريحه لـ"الموقع بوست" إلى أن إيران الداعمة للحوثيين، تعاني من ضغوطات بسبب استمرار الحرب في اليمن، وأصبحت تبحث عن حل وتسوية سياسية.
 
ورأى أن أي حل سياسي في اليمن، لا بد أن لا يكون بمعزل عن المرجعيات الثلاث، وأبرزها قرار 2216.
 
وتوقع عدم خضوع مليشيات الحوثي الانقلابية للمرجعيات الثلاث، وهو ما يعني استمرار الحرب في البلاد.
 
وأكد دوبله أن استمرار رفض الحوثيين لتنفيذ مرجعيات السلام في اليمن، يعني أن الحل في البلاد لن يكون إلى بدحر الانقلابيين عسكريا.
 
حل سلمي للأزمة
 
بينما يعتقد الإعلامي توفيق الشرعبي أن السلام في اليمن أصبح قريبا، وهو الحل من وجهة نظر المجتمع الدولي بعد مرور ثلاث سنوات على الحرب، التي أدت إلى تزايد معاناة اليمنيين في الداخل، وانعدام الخدمات الأساسية، وانقطاع الرواتب في مناطق سيطرة الحوثيين.
 
وفي سياق تصريحه لـ"الموقع بوست" ذكر بأن التحركات المكثفة هي مؤشر على توجه المجتمع الدولي نحو التسوية السياسية في اليمن، لكنه رأى أن ذلك لا يعني أن السلام قد فتح أبوابه أمام اليمنيين؛ لأن الحوثيين لا يريدون ذلك، ولا يرغبون بأن تنتهي الحرب، كونها -بالنسبة لهم- مصدر للثراء الفاحش والسريع، إضافة إلى أن الأمر ليس بيدهم، بل بيد إيران التي عملت على دعمهم، على حد قوله.
 
ولفت إلى أن هناك فتور أو تراجع في المعارك في جبهات القتال، وجهود دولية لإنهاء الحرب، إضافة إلى رغبة بعض الأطراف باستمرار الحرب، لكن وبرغم ذلك–وفق الشرعبي- يصعب التكهن بإمكانية وقف الصراع.
 
ثمن باهظ
 
ومع استمرار تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن جراء استمرار الحرب، قال الصحفي محمد السامعي إن أطراف الصراع في اليمن باتت على قناعة أن الحل العسكري لم يعد مجديا بعد ثلاث سنوات من الحرب، التي سببت معاناة إنسانية كبيرة، وشكلت ضغطا حيويا على أطراف الصراع.
 
ويؤدي ذلك -بحسب السامعي الذي صرح لـ"الموقع بوست"- إلى تقديم مختلف الأطراف لنوع من التنازلات من أجل الوصول لحل وسط، يستفيد منه الجميع، ويخرج اليمن من المأساة التي تعيشها.
 
وأشار إلى أن الحوثيين استطاعوا الاستمرار بالحرب حتى اليوم، وقاموا بتجنيد العديد من الموالين لهم، وهم حاليا يثبتون أنهم قادرون على مواصلة الحرب حتى لفترة طويلة، وهو ما يجعل الحل العسكري يبدو بعيدا، كون الانقلابيين ما زال لديهم إمكانيات مادية وعسكرية تمكنهم من مواصلة القتال لفترة أطول.
 
وحول إذا ما كان الحوثيون سيشكلون خطرا على مستقبل اليمن بسبب عدم التزامهم بالمرجعيات المتعارف عليها، رأى السامعي أنه لا يوجد خطر يهدد اليمن أكثر مما تعيشه الآن في ظل الجوع والخوف وغياب الأمن والاستقرار.


- فيديو :


التعليقات