اليمن .. حديث عن السلام واستعدادات للحرب (تقرير)
- خاص الاربعاء, 04 أبريل, 2018 - 04:15 مساءً
اليمن .. حديث عن السلام واستعدادات للحرب (تقرير)

[ الرئيس هادي ونائبه ورئيس الوزراء خلال لقاء مع المبعوث الأممي إلى اليمن غريفيث ]

مع استمرار الصراع في اليمن ودخوله العام الرابع، يكثف المجتمع الدولي تحركاته من أجل السلام، في محاولة للخروج بحل للأزمة اليمنية التي ازداد معها الوضع المعيشي لليمنيين سوءا.
 
وذكرت مصادر سياسية يمنية رفيعة أن أطرافاً دولية والمبعوث الأممي الخاص باليمن، مارتن غريفيث، يناقشون مع الأطراف السياسية مقترحاً بتشكيل حكومة وحدة وطنية، تتولى تسلُّم الأسلحة والمدن من الميليشيا، وتحضّر لانتخابات خلال عامين.
 
وبيَّنت المصادر أن الأفكار المطروحة التي تم مناقشتها مع الحكومة اليمنية والانقلابيين، تضمنت مراجعة مسودة الدستور الاتحادي ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وإجراءات لبناء الثقة، وفقا لصحيفة "البيان" الإماراتية.
 
وأمس الثلاثاء، دعا وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي، إلى العودة لطاولة التفاوض لإنهاء الحرب في البلاد، والعودة إلى نظام مستدام يحظى بدعم الشعب اليمني.
 
ومؤخرا كثف الاتحاد الأوروبي في هذا الإطار، ودعا إلى دعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى وقف الأعمال القتالية وإحياء مفاوضات السلام، والتأكيد على أن الحل للأزمة اليمنية سيكون سلميا، دون أن يركز على المرجعيات المتعارف عليها، كما يُبدي –كذلك- مخاوفه من أضرار استمرار العنف على المدنيين.
 
ولا يبدي متابعو الشأن اليمني تفاؤلا كبيرا إزاء ما يمكن التوصل إليه في ملف السلام اليمني، نتيجة لعدم تعاطي مليشيات الحوثي –في وقت سابق- مع المرجعيات الثلاث، أبرزها قرار 2216.
 
المشروع الحوثي
 
ويبدو أن أي تسوية سياسية في اليمن يسعى إليها المجتمع الدولي، سيكون من الصعوبة بمكان أن تتم وفق المرجعيات المتعارف عليها، وأبرزها قرار 2216.
 
وحول ما إذا كانت البلاد تتجه بشكل جاد نحو تسوية سياسية، يقول الكاتب توفيق السامعي، إنه من لا يعرف المليشيات الحوثية الانقلابية سينجر وراء القول إنه يمكن أن يتم الاتفاق معها في إطار مبادرة سياسية.
 
لكنه أكد لـ"الموقع بوست" أن المليشيات الحوثية ليست مشروعاً سياسيا سيتم الاتفاق معها لتحقيقه، بل هي مشروع عقائدي أيديولوجي متطرف ليست جذوره في اليمن فقط، بل جذوره في إيران لأنهم مشروعها في اليمن.
 
واستطرد "سأجزم بكل قوة وثقة أنه لا يمكن الاتفاق معها، وحتى لو تم الاتفاق سيكون على أساس التمكين لها فقط، لتكون المتحكم بالمشهد السياسي اليمني برمته".
 
وأضاف "تشعر المليشيات الحوثية أنها حققت مكاسب ومنجزات لمشروعها العام، الذي مضت فيه منذ عقود، وليس من السهولة بمكان التخلي عن هذه المكاسب".
 
وطالب بضرورة مراجعة أدبياتها وأفكارها ومشروعها وواقعها الميداني، الذي يكشف بأنهم لن يسلموا حتى يدفعوا آخر عنصر من مليشياتهم.
 
ورأى السامعي بأنهم دفعوا الكثير من الدماء، وصاروا يسوقون عناصرهم إلى موت محقق، ومحارق على الأرض، دون أن يتنازلوا رغم خساراتهم الباهظة والتكاليف التي يدفعونها.
 
وفسر ذلك بالقول "إنهم لا يبالون بالقتلى فهم قبائل يحتطبونها ويقدمونها لمحارقهم لينضج مشروعهم، ولو أنهم كانوا كبقية الجهات السياسية الأخرى لارتدعوا واكتفوا ببعض الدماء التي سفكت منهم حفاظاً على دمائهم ودماء اليمنيين".
 
ولفت إلى أن ما يهم جماعة الحوثي هو الحفاظ على القيادات البارزة في جماعتهم لاستمرار مشروعهم، الذي تغذيه إيران، متوقعا أن لا يكون هناك أي سلام معهم على الإطلاق، ولا أي اتفاقات.
 
توتر على الأرض
 
ويبدو المشهد على الأرض أكثر تعقيدا اليوم من ذي قبل، برغم التفاؤل الكبير الذي يبديه المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن مارتن غريفيث، الذي التقي مسؤولين في الشرعية، وقادة حوثيين، قبل أيام.
 
فما تزال صنعاء والمحافظات الشمالية خاضعة حتى اليوم لسيطرة الحوثيين، ومثلها العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى، التي تحكم قبضتها عليها دولة الإمارات العربية المتحدة، ولم تستطع الحكومة اليمنية الاضطلاع بمهامها من هناك.
 
في الجانب الآخر، من الملاحظ أن مليشيات الحوثي صعدت وبشكل كبير ضد المملكة العربية السعودية، باستهدافها لأراضيها بعدة صواريخ، ولسفنها كذلك، وهو ما يدل على محاولة الانقلابيين الاستمرار بالضغط على الرياض للخروج بمكاسب سياسية أكبر.
 
بينما تشهد جبهات الجهات جمودا يتم كسره من وقت لآخر بمعارك متقطعة، اشتدت وتيرتها مع تحركات المبعوث الأممي الجديد الرامية للسلام، سعيا لتحقيق مكاسب على الأرض والتي ستنعكس بدورها الجانب السياسي.
 
فقد شهدت جبهات صعدة والجوف وبعض المناطق بالساحل الغربي وكذلك تعز معارك عنيفة شنتها القوات الشرعية، بينما صعَّد الحوثيون على الصعيد الداخلي في جبهة نهم، فضلا عن استهدافهم للسعودية بالصواريخ.
 
وبدأت الحرب في اليمن منذ مارس/آذار 2015، بعد إعلان التحالف العربي بقيادة السعودية تدخله في البلاد، لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، وعلى إثر ذلك سقط آلاف القتلى والجرحى ولم تحقق المملكة أهدافها المعلنة، فيما تدهور الاقتصاد اليمني بشكل غير مسبوق، وأصبح أكثر من 80% من السكان بحاجة لمساعدات إنسانية.
 
 فيما ذكرت شبكة معلومات الأمن الغذائي، أن أكبر حالة لانعدام الأمن الغذائي في العالم العام الماضي، كانت في اليمن التي تشهد حربا منذ ثلاث سنوات، مشيرة إلى أن المجاعة شكلت تهديدا مستمرا لحوالي 20 مليون شخص بشكل جماعي في اليمن والصومال وشمال شرق نيجيريا وجنوب السودان العام الماضي.
 


التعليقات