طارق صالح .. من شريك للانقلاب إلى أداة بيد الإمارات (فيديو خاص)
- خاص الخميس, 19 أبريل, 2018 - 08:19 مساءً
طارق صالح .. من شريك للانقلاب إلى أداة بيد الإمارات (فيديو خاص)

[ طارق كان أحد أبرز الشخصيات التي ساندت الحوثيين ]

بالأمس كان قناصا وقائدا لكتيبة القناصين الذين جندهم لاستهداف رجال المقاومة ورجال الجيش الذين خرجوا للدفاع عن صنعاء وتعز، بعد اجتياح جماعة الحوثي الانقلابية، للمدن اليمنية والسيطرة عليها بالقوة، وبالمشاركة والتنسيق والمساعدة من قبل الرئيس السابق علي صالح ومن قبل طارق صالح، الذي يجري تسويقه وتقديمه كمشروع تحرري وبطل عسكري، يقال إن مهمة تحرير الساحل والحديدة، ستسند إليه، بترتيب من دولة الإمارات، التي انقلبت على الشرعية اليمنية، وعلى الرئيس هادي، ولم تكتفِ بخلق مليشيات مسلحة، وقوات حزام أمني للتصدي له، ولحكومته، ولقواته وفرض واقع فوضوي يمنع عودته إلى عدن ليمارس مهامه كرئيس شرعي. بل إنها تقوم بتسليم المناطق المحررة والالوية العسكرية، لطارق صالح الذي كان بالأمس قاتلا للشرعية وقاتلا للوطن وقاتلا للإنسان اليمني.
 
تدوير في أرض لم تنتهِ من وجعها الأول
 
ويوما بعد آخر تظهر الإمارات بوضوح، بمشروعها إلى العلن، وبعد أن كانت محاولة الدفع بطارق صالح إلى الواجهة، مجرد إشاعات، ها هو اليوم يظهر إلى العلن، ويظهر طارق صالح، في إحدى معسكرات الجنوب، الجنوب الذي كان هو الآخر حتى الأمس يئن من ممارسات صالح ويرمي بكرة فشل الوحدة اليمنية إلى مربعه ويتهمه بأنه القاتل للجنوبيين، والقاتل لكل معنويات الجنوبيين الذين تم تسريحهم من الجيش والسطات الأمنية وسلطات الدولة.
 
وربما ليس ذلك فقط؛ بل إن صالح فجر حربا شرسة بأراضي الجنوب في صيف 94، وعلى إثرها قام بإقصاء شركاء الوحدة وطردهم من بلادهم، ساعيا إلى سيطرته على المقرات والمؤسسات التابعة للحزب الاشتراكي اليمني، ولكل من له دور فاعل وحاضر على هذه الأرض. الأرض التي يتم تسليمها اليوم لعائلة صالح ونظامه من جديد وسط جدل سياسي وشعبي وحالة من الغضب والرفض الواسعين.
 
الترتيبات وحجم القوة التي صارت بحوزة طارق
 
وتفيد مصادر عسكرية لـ "الموقع بوست"، بأن توترا عسكريا كبيرا كانت قد عاشته بعض مناطق الجنوب خلال الأسابيع الماضية على خلفية ترتيبات أبو ظبي لطارق صالح، وتسليمه المقاومة الجنوبية وألوية عسكرية، بعضها تابعة للمقاومة وبعضها الآخر تابعة للقوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي.
 
وأكدت مصادر عسكرية لـ "الموقع بوست"، أن الإمارات أكملت تجهيز ثلاثة ألوية عسكرية من قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة الموالية للرئيس اليمني السابق، والتي يقودها العميد طارق صالح"، مؤكدة أنه تم تجهيز أحد الألوية بقوة قوامها قرابة (1500) فرد من جنود وضباط المؤسسة العسكرية والأمنية، التي كانت سابقاً في ألوية موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
 
وأوضحت المصادر أن القوات الإماراتية، قامت بحجز مساحة أرض كبيرة، وسورتها وتقوم حاليا بتجميع كل الجنود والضباط والمقاتلين في صف صالح بداخل المعسكر"، مشيرة إلى أنه تم استقطاب عدد كبير من القيادات والمقاتلين الذين كانوا في صفوف صالح وحلفائه الحوثيين، بداية من زيد الخرج ونهاية بأصغر متحوث في المخا، والذين كانوا قد فروا من المخا أثناء دخول المقاومة إليها.
 
وكان ميناء ومدينة المخا قد شهدا على مدار الأسبوع الجاري عمليات إنزال يومية لقوات وعتاد وآليات عسكرية ضخمة، اتضح فيما بعد أنها قوات تابعة لـ "طارق صالح"، ويطلق عليها ألوية "حرس جمهوري" وقوات خاصة كانت سابقاً في ألوية موالية للرئيس الراحل علي عبدالله صالح.
 
وأثار ظهور قيادات عسكرية جنوبية، من بينهم هيثم قاسم طاهر، وأولاد قيادات عسكرية تاريخية، وهي تحيي طارق صالح في العرض العسكري الذي ظهر به طارق عفاش خلال أمس غضبا كبيرا في الوسط الجنوبي وفي الوسط اليمني بشكل عام.
 
كرمان: ستنتهي القوة العسكرية إلى حيث انتهت القوة التي كانت لدى طارق في صنعاء
 
ويشهد الوسط السياسي والوسط المجتمعي، منذ أيام، حملة رفض واسعة لهده الخطوة التي تقوم بها دولة الإمارات، وفرضها بالقوة على شرعية الدولة اليمنية، بل وعلى إرادة اليمنيين أجمع.
 
تقول القيادية توكل كرمان، الحاصلة على نوبل للسلام، في تعليقاتها على تسليم الملف العسكري لطارق صالح في الجنوب، بالقول: "هذه غنيمة الحوثي القادمة سيسلمها طارق لثلاثة طقوم حوثية في أول مواجهة كالعادة كما فعل حين سلم، معسكر الملصي، ومعسكر ريمة حميد، معسكر السواد خلال 12 ساعة".
 
وتضيف كرمان: "المبتهجون بطارق عفاش يعملون بعلم أو بدون علم على تقديم تعز له على طبق من ذهب، وهم بذلك لا يقدمون وجهة نظر خاطئة فحسب بل يقعون في جريمة الخيانة، خيانة الثورة والوحدة والجمهورية وكل شيء عظيم ضحى من أجله اليمنيون".
 
من جهته يقول الناشط السياسي، محمد المقبلي، لـ "الموقع بوست": "طارق صالح كائن غريب الأطوار قاتل الحوثيين يوم ونصف، ثم مات وصلوا عليه، وبعث من شبوة ثم ظهر مجدداً من المخا يشبه كثيراً البهلوانات التي تصنعها دوائر خارجية من الفراغ".
 
رهان خاسر
 
والرهان على طارق صالح، يقول عنه ناشطون وسياسيون يمنيون إنه رهان خاسر، كما كانت كل الرهانات لقوات التحالف العربي خاسرة طوال فترة الحرب.
 
يقول الناشط السياسي وهاج المقطري: "واهم من لا يزال يظن أن بإمكان طارق القيام بأمر ما قد يغير فيه من مجريات الأحداث كثيرا، وبعيدا عن ماضي الرجل وعن انتمائه لنظام يتحمل المسؤولية كاملة عن كل كارثة واختها حلت باليمنيين ونظام مثل أكبر لعنة حلت على اليمن على طول وعرض تاريخها الحديث، وبعيدا أيضا عن أحداث ديسمبر الماضي أقول بغض النظر عن كل ذلك لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتصور أحد أن يقوم طارق بأمر ما يغير فيه مجرى الأحداث على أرض الواقع ولسبب يضاف الى كل تلك الاسباب التي ذكرناها سابقا وهو أن طارق لا يحمل مشروعا وطنيا قط في ذهنه بل لا يحمل أي مشروع ثابت حقيقي يوجه مساره فهو اليوم أكثر من أي وقت مضى ليس إلا أداة تتبع الإمارات وما سيقاتل لأجله ليس سوى تجسيد لرؤية الإمارات في اليمن".
 
ويضيف المقطري: "طارق لا يختلف كثيرا عن عيدروس في الجنوب ذلك العيدروس الذي لم يجيد فعل أي شيء قدر إجادته ربطة العقال فوق رأسه على الطريقة الإماراتية سيقاتل طارق في مسار المشروع الإماراتي بعيدا عن أي مسار وطني يعتقد البعض أنه يؤمن به".
 
ويشير المقطري، في منشور له على صفحته في الفيس بوك، إلى أن طارق لم يؤمن قط بشرعية هادي حتى اللحظة ولم يكن مؤمنا قط أيضا بدولة الأمر الواقع التي كان عمه جزءا منها إلا بما اقتضته ضرورة المرحلة فحسب وسرعان ما انضوى تحت مظلة الإمارات ومشروعها بعد أحداث ديسمبر الفائت ليس لمشروع وطني يسعى لتحقيقه وإنما لما تقتضيه ضرورة مصلحته هو أيضا ولمن سيدفع له بالمال والسلاح أيا كان مشروعه. طارق يتخبط كثيرا لكن يتخبط في إطار البحث عن مصلحته هو فقط ولا يفلح المتخبط حيث أتى".
 
عهر سياسي
 
ويذهب الناشط السياسي، أحمد عبد الله ناجي بالقول: "إن تقبل بالتحاق قائد عسكري خرج مهزوما لا بطلا في صفوفك ممن شارك وعائلته في قمع انتفاضات الشعب بدء من 2007 مرورا بـ 2011، وممن شارك وعائلته في انقلاب سبتمبر 2014 والحرب وقصف المدن وحصارها وسفك الدماء حتى يوم أمس. فهذا ليس تكتيكا سياسيا، بل هو عهر سياسي بامتياز".
 
وأعتبر الكاتب اليمني مروان الغفوري، بأن "طارق يحارب، ويمضي. هو ليس النظام القديم بل عصابة جوالة تبيع سلاح الكتفين، لا تؤيد أحداً طوال الوقت ولا تقاتل آخراً على مر الأيام. سيتقافز من جوار منتصر إلى جوار آخر، وسيجد نفسه في نهاية المآل وقد أصبح جوار الشيطان".
 
لنفترض ماذا لوكنت ضحية هذا القناص؟
 
ومن زاوية إنسانية بحتة، يقول الصحفي اليميني خالد العلواني: "لنفترض أن طارق صالح تاب من جريرة الدماء التي سفكت والأطراف التي بترت، والبيوت التي هدمت، ومعاناة الأسر التي نزحت -وهذا أمر بينه وبين الله- فهل من الحكمة، أن نطالب الضحايا وأسرهم وجيرانهم في تعز باستقباله في الأحضان وكأن شيئا لم يكن".
 
 ويضيف: "إن من يقول بإمكانية ذلك كمن يرى أنه لا ضير في إقامة عرس قاتل في بيت المقتول، وتجريم الضحية إن هو رفض هذه المعادلة الظالمة".
 
وينهي حديثه على صفحته في الفيس بوك متسائلا: "ماذا لو كنت أنت الجريح ووالدك الشهيد، وطفلك بدون أطراف، وأمك ماتت حسرة، وجارك نازح، هل كان تفكيرك سيتغير؟ أم أنه يحق لأسرة صالح ما لا يحق لغيرها".


- فيديو :


التعليقات