العمال اليمنيون في عيدهم.. معاناة مستمرة منذ بداية الحرب (تقرير)
- خاص الإثنين, 30 أبريل, 2018 - 10:36 مساءً
العمال اليمنيون في عيدهم.. معاناة مستمرة منذ بداية الحرب (تقرير)

[ فقد قرابة 80 % من الشباب اليمني وظائفهم في ظل الحرب ]

تحتفل مختلف دول العالم اليوم بعيد العمال الذي يصادف الأول من مايو/أيار، تقديرا للدور الذي يقومون به، فيما يستغله آخرون للمطالبة بحقوقهم.
 
ويصادف الاحتفال بهذا العيد، واليمن تعيش في ظل ظروف اقتصادية صعبة منذ أكثر من ثلاث سنوات، نتيجة الحرب التي أدت إلى انهيار الاقتصاد وتردي الأوضاع المعيشية.
 
وتضررت مختلف جوانب الحياة باليمن جراء الحرب، وفقد قرابة 80% من الشباب العاملين وظائفهم، بعد أن تم تسريح 70% من العمال لدى شركات القطاع الخاص، وفق تقرير صادر عن الأمم المتحدة العام الماضي.
 
فيما تشير إحصائيات أخرى إلى حاجة 82% من السكان في اليمن، لمساعدات إنسانية، نتيجة تدهور الأوضاع جراء استمرار الحرب.
 
على قارعة البطالة
 
ومنذ ثلاث سنوات يجلس محمد إسماعيل في منزله، على قارعة البطالة، بعد أن فقد عمله في مصنع للإسفنج نهاية عام 2015.
 
وقال لـ"الموقع بوست" إن المصنع الذي يعمل فيه قام بتسريح عدد من زملائه بعد إفلاسه وقرار صاحب العمل إغلاقه والسفر للعمل خارج البلاد.
 
 وأكد أنه لم يستطع الحصول على مستحقاته المتأخرة من المصنع، وغرق بالديون منذ أول شهر لتركه العمل.
 
وحاول إسماعيل البحث عن عمل لكنه فشل في ذلك، إلى أن وجد فرصة للعمل كحمَّال في أحد محلات الجملة، واستطاع أن يوفر بعض متطلبات أسرته المكونة من 5 أطفال.
 
ويأمل أن تتوقف الحرب وتعود الحياة إلى وضعها الطبيعي، ليعيش بسلام، ودون أن يكون توفير الغذاء أكبر اهتماماته.
 
حياة صعبة
 
ومع استمرار ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق في اليمن، نتيجة انهيار الاقتصاد ووصول وتجاوز سعر الدولار الواحد 500 ريال في وقت سابق، وجد عبدالله ناجي -الذي كان يملك محلا لبيع الملابس بتعز- نفسه عاجزا عن شراء الدواء لابنه الذي يعاني من الروماتيزم.
 
وروى لـ"الموقع بوست" أنه كان يعيش في حالة رخاء، لكن الحرب أدت إلى تدهور أوضاع الناس الاقتصادية، وضعف القدرة الشرائية، فاضطر لإغلاق محله التجاري لمدة عام ونصف نتيجة لقلة السيولة.
 
"عشت مع أبنائي الثلاثة وزوجتي ظروفا صعبة للغاية، برغم أن والدي المغترب ساعدني بمبالغ مالية من وقت لآخر، واستلفت الكثير من المال من أقربائي وأصدقائي"، يضيف ناجي.
 
وتابع: عشنا حياة صعبة لم أتصور أن أعيشها، وأنا اعتبر نفسي محظوظا، فهناك أسر أخرى تعاني كثيرا، ولا تجد حتى منزلا تسكنه.
 
مخاطر الانهيار الاقتصادي
 
وانهار الاقتصاد اليمني بشكل كبير وألقى بظلاله على كثير من الجوانب، بعد أن وصلت نسبة الفقر في اليمن إلى نحو 85%.
 
في صعيد ذلك، يقول الباحث بالشأن الاقتصادي نبيل الشرعبي، إن ارتفاع نسبة البطالة فتحت أبواب التجارة الممنوعة والمحرمة وفق القوانين والشرع، كالدعارة، وتجارة الأعضاء، والإتجار بالبشر الذي قد يقود إلى عودة تجارة الرقيق التي ستكون الحديدة الساحلية بوابة لها.
 
وذكر لـ"الموقع بوست" -في تصريح سابق- أن مخاطر الانهيار الاقتصادي تتمثل كذلك بتهدم كل اللبنات التي كانت بدأت تتشكل وتؤسس لاقتصاد فعلي في البلاد، وبالذات ما يخص المشروعات الصغيرة والأصغر.
 
وأضاف الشرعبي أن المدخرات الشخصية والفردية والأسرية تآكلت، حتى عجز كثير من الناس عن توفير كثير من مقومات الحياة العادية.
 
وتتوسع قاعدة التسرب من التعليم وتفشي الأمية بشكل حاد، إضافة إلى الدخول في خارطة الأمراض والأوبئة جراء العجز عن مواجهة النفقات الصحية، وكذا هجرة العقول إلى الخارج، نتيجة لمعاناة المواطن جراء انهيار اقتصاد البلد، كما أردف الشرعبي.
 
وأشار الباحث الاقتصادي إلى هجرة رأس المال الوطني، وإفلاس شركات وعديد من المشروعات والدخول في حالة من العجز عن سداد حقوق الغير، وفقدان البنوك للمنح والقروض التي قدمتها خلال السنوات الماضية.
 
ونوه الشرعبي في ختام حديثه إلى أن استمرار الوضع الاقتصادي في اليمن بالانهيار، سيؤدي إلى تجميد أنشطة البنوك وكذا شركات التأمين.
 
يُذكر أن الاحتفال بهذه المناسبة، بدأ في أستراليا في أبريل/نيسان 1856، لكن الأمم المتحدة أقَّرت الأول من مايو/أيار من كل عام عيدا للعمال وبشكل رسمي.


التعليقات