ما وراء تصاعد الاختلالات الأمنية في الضالع؟ (تقرير)
- الضالع - خاص الإثنين, 07 مايو, 2018 - 11:17 صباحاً
ما وراء تصاعد الاختلالات الأمنية في الضالع؟ (تقرير)

[ قوات أمنية في الضالع ]

شهد الأسبوع الفائت في محافظة الضالع تصاعدا لحالة الانفلات الأمني، تمثل في محاولات اغتيال تعرض لها عدد من قيادات الجيش والمقاومة، واستهداف بتفجيرات لمقرات حكومية وعسكرية.
 
وبرغم استتباب الوضع الأمني وإنهاء مسلسل التقطعات المتكررة على الخط العام، ووقف أعمال الجباية على امتداد الخط العام الرئيسي في الضالع، بعد فرض قوات الحزام الأمني سيطرتها على معظم النقاط التي كانت منتشرة على طوال الخط العام، إلا أن تصاعد حوادث الاغتيال والتفجيرات، سببت قلقا لدى المواطنين، وأثارت كثيرا من التساؤلات.
 
محاولات اغتيال

وخلال الأسبوع الفائت شهدت المحافظة ثلاث محاولات اغتيال لقيادات في الجيش الوطني والأمن والمقاومة، كانت اثنتان منها عبر تفجير عبوات ناسفة.
 
ففي مريس نجا أركان حرب اللواء 83 مدفعية من محاولة اغتيال من قبل مسلحين مجهولين، استهدفوا موكبه بتفجير عبوة ناسفة، انفجرت على بعد أمتار من سيارته.
 
وفي مدينة الضالع أقدم مسلحون مجهولون على استهداف مدير شرطة مديرية الضالع رأفت علي خالد، بوضع عبوة ناسفة وضعت في إحدى نوافذ منزله، وفيما لم يصب انفجار العبوة الناسفة أحدا فقد خلف أضرارا في المنزل.

 وفي ذات الأسبوع تعرض القيادي في المقاومة الجنوبية علي الشيبة لمحاولة اغتيال بعد خروجه صلاة الفجر في المسجد الحصين.
 
استهداف مؤسسات حكومية

وشهد الأسبوع ذاته استهدافا من قبل مسلحين مجهولين ولأول مرة في المحافظة، لمؤسسات حكومية ومعسكرات.

فقد أقدم مسلحون مجهولون على استهداف مبنى فرع هيئة التأمينات والمعاشات وسط مدينة الضالع، بتفجير عبوة ناسفة وضعت في سور المبنى، وتمكنت الأجهزة الأمنية من تفكيك عبوة أخرى وضعت في بوابة المبنى بحسب ما أفاد بذلك مصدر أمني في شرطة الضالع للموقع بوست.

ومساء السبت الفائت أقدم مسلحون مجهولون على استهداف بوابة اللواء 33 مدرع بالضالع بقذيفة آر بي جي.

وقال حينها مصدر عسكري في اللواء للموقع بوست إن مسلحيْن مجهوليْن كانا على متن دراجة نارية قاما بإطلاق قذيفة آر بي جي ولاذا بالفرار.

ونقل المكتب الإعلامي لمحافظة الضالع عن مصدر عسكري تعليقا على الحادثة بأن المسلحين ينفذون أجندة لصالح أطراف خارجية وداخلية، تهدف لزعزعة الأمن والاستقرار في المحافظة.
 
والملاحظ في السياق غياب الدور الشعبي والنخبوي فقد مرت كل محاولات الاغتيال والتفجيرات، دون إدانة من أي الكيانات المجتمعية والسياسية، وهو أمر غير معهود من قبل، ويطرح كثيرا من التساؤلات.

فعدا إدانة يتيمة لمحاولة اغتيال القيادي في المقاومة الجنوبية علي الشيبة من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي بمديرية الحصين، لم تسجل أي إدانة كما لم يقم أي كيان بنشر بيان إدانة وتضامن.

الناشط والقيادي في الحراك الجنوبي عبدالرقيب الجعدي عبر عن إدانته واستنكاره لما وصفها بهذه الأعمال الجبانة.

وعن الهدف من هذه الأعمال قال الجعدي إن هناك أطرافا تريد إغراق الضالع في مستنقع الفوضى، موجها تنبيهه للسلطات المحلية والأمنية لضرورة التنبه لذلك.
 
صراع سيطرة

الصحفي والكاتب عبد الرحمن الفهد قال إن "الوضع الأمني المستقر نسبيا في الفترة السابقة في محافظة الضالع، لم يكن ناتج عن جهاز أمني ناجح، وإنما لأن الضالع كان فيها لاعب سياسي واحد يسيطر على الضالع ولا ينازعه أحد الحراك".

وأضاف الفهد في حديث لـ"الموقع بوست"، أنه مع دخول قوات الحزام الأمني، وُجد لاعب جديد على الساحة، ليس على وفاق مع بعض فصائل الحراك، التي تسيطر على الضالع.

وأشار إلى أن الحزام حاول انتزاع المدينة من تحت سيطرتها، من خلال إظهار تلك الفصائل المعارضة لنفوذ الإمارات، بمظهر العاجز عن تأمين المدينة وحمايتها، وتارة أخرى بإظهارها بالمظهر الذي أضر بالمواطن وأساء للضالع.

ولفت إلى أن الاختلالات الأمنية، وعمليات الاغتيال، التي تشهدها الضالع ناتجة عن ذلك الصراع والتنافس الشديد، بين الحزام الأمني، وفصائل الحراك المسيطرة على الضالع.


التعليقات