تصعيد سياسي للحكومة الشرعية في وجه الإمارات ما دلالات ذلك؟ (تقرير)
- خاص الثلاثاء, 08 مايو, 2018 - 10:37 مساءً
تصعيد سياسي للحكومة الشرعية في وجه الإمارات ما دلالات ذلك؟ (تقرير)

[ دلالات التصعيد السياسي للحكومة الشرعية في وجه الإمارات ]

بعد التوتر الذي حدث في محافظة أرخبيل سقطرى بين اليمن والإمارات، بعد إرسال الأخيرة لقوات عسكرية تابعة لها أُثناء تواجد الحكومة، بدأت الشرعية بتصعيدها السياسي ضد أبوظبي.
 
وكانت الحكومة قد اعتبرت ما قامت به أبوظبي غير مبرر، كون تواجدهم فيها منذ ثلاث سنوات كان بصفة مدنية وليس عسكرية، وأن ما حدث يأتي انعكاسا لخلل شاب العلاقة بين الشرعية وأبوظبي.
 
كما قالت -في بيان صادر عنها- إن استمرار الخلاف وامتداده إلى كل المحافظات المحررة وصولاً إلى سقطرى أمر ضرره واضح لكل ذي بصيرة، وهو أمر لم يعد بالإمكان إخفاؤه، وإن آثاره قد امتدت إلى كل المؤسسات العسكرية والمدنية وانتقل أثره سلبياً على الشارع اليمني.
 
أما الإمارات فردت بالقول إن إرسالها للقوات العسكرية إلى سقطرى، يأتي ضمن مساعي التحالف لدعم الشرعية، مبدية استياءها من الحكومة، التي لم تنصف الجهود الكبيرة التي يبذلها التحالف.
 
تبدو الحكومة بأنها جادة في إيقاف انحراف الإمارات عن أهداف التحالف، وهي تحاول بأن تبسط سيطرتها على مختلف المحافظات المحررة، من أجل تطبيع الحياة فيها.
 
استمرار التصعيد
 
واستمر التصعيد السياسي من قبل الحكومة ضد الإمارات، فقد صدر بيان عن الأحزاب المؤيدة للشرعية استنكرت فيه التدخل العسكري للإمارات بسقطرى.
 
ووصفت ما جرى بسقطرى بـ"الخطير"، مؤكدة أن ما أقدمت عليه الإمارات يأتي خارج سياق الأعراف والقوانين الدولية، وخلافا لأهداف التحالف.
 
واعتبرت الأحزاب في بيانها تلك الأعمال  محاولة للزجّ بالجزيرة الآمنة والمستقرة في أتون حسابات غير ذات صلة بمواجهة الانقلاب واستعادة الشرعية، ومن شأنها المساس بالسيادة الوطنية للجمهورية اليمنية.
 
من جانبها، أعلنت الأحزاب السياسية بمحافظة أرخبيل سقطرى عن تأييدها المطلق لكل القرارات الصادرة عن رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي بما يحمي اليمن الاتحادي وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه، معتبرة أن المظاهر المسلحة في الجزيرة لها تبعات سياسية وخلق بيئة لم تألفها من قبل.
 
وصدرت ذات المواقف من المواطنين بسقطرى، الذين خرجوا بمظاهرات مؤيدة للشرعية، ورافضة لسلوك أبوظبي بالجزيرة
 
منعطف في تاريخ العلاقات بين البلدين
 
وطوال العقود الماضية، كانت العلاقات بين اليمن والإمارات تتسم بنوع من الاستقرار المتذبذب، نتيجة لخلافات بين الدولتين خاصة بعد قضية توقيع الحكومة لعقد مع أبوظبي بشأن ميناء عدن، نتيجة للأضرار التي لحقت به جراء ذلك.
 
وفي قراءته لموقف الأحزاب المؤيدة للشرعية، رأى المحلل السياسي محمد الغابري أنه كان موفقا برغم تأخره، كون صدور بيان يعكس موقفها جميعا يقتضي بعض الوقت.
 
 وتعليقا على ما جرى بسقطرى من إنزال عسكري واحتلال المطار والميناء، فأفاد لـ"الموقع بوست" بأنه منعطف ونقطة تحول في العلاقات اليمنية مع الإمارات العربية المتحدة.
 
فلأول مرة عبرت الحكومة عن نزاع مع الإمارات في ممارسة السيادة، بعد أن أرادت أبوظبي توظيف وجودها في التحالف العربي لإسناد الشرعية، في ممارسة السلطة على الأرض اليمنية وعلى السلطة اليمنية ذاتها.
 
ولفت الغابري إلى رفض اليمنيين شعبيا ورسميا لممارسات أبوظبي، وهو ما سيجعلها تكيف سلوكها مع حق السلطة اليمنية في السيادة.
 
وتابع: وفي حال استمرار تصعيد الإمارات، فقد تضطر السلطة لاعتبارها طرفا غير مرغوب فيه، وتطالب بالكف عن التصرفات الراهنة أبو بمغادرتها البلاد.
 
وأكد في ختام حديثه، بأن بيان رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر والحراك الشعبي والجماهيري الرافض لممارسات الإمارات، كلها مؤشرات على تحول في العلاقات مع الإمارات، حيث لا تجتمع سلطتان في دولة واحدة في زمن واحد.
 
مواقف مُغايرة
 
وكانت مختلف أحزاب الشرعية قد اتخذت موقفا مؤيدا لشرعية الرافض لسلوك الإمارات بسقطرى، إلا أن حزبي التنظيم الوحدوي الناصري، والحزب الاشتراكي لم يوقعا على ذلك البيان، وهو ما أثار العديد من الأسئلة.
 
حول ذلك، أوضح المحلل السياسي فيصل علي بأن موقف الحزب الاشتراكي متوقعا، كونه الوجه الآخر لما يُسمى بـ"المجلس الانتقالي الانفصالي".
 
أما التنظيم الناصري بقيادة عبدالله نعمان، فهو وفق علي الذي صرح لـ"الموقع بوست" يغرد خارج السرب، فهو يريد تغيير الحكومة والإطاحة بدولة رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر.
 
وأشار إلى وجود شراكة بين التنظيم مع دولة الإمارات، وهو يرشح نفسه كبديل لبقية الأحزاب اليمنية الأخرى.
 
توتر ملحوظ
 
وكان التحالف العربي قد أقرَّ بوجود خلاف بين الحكومة والإمارات بشأن سقطرى، بعد أن أكد ذلك المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف تركي المالكي.
 
وقال إن هناك "بعض الاختلافات التي كانت موجودة في وجهات النظر بين الأشقاء الإماراتيين والحكومة المحلية في طريقة التعامل مع بعض المسائل بالجزيرة"، لافتا إلى أنه تم الاتفاق على وضع آلية للتنسيق الشامل والمشترك بين التحالف والحكومة.
 
وبدا التوتر لافتا بين الحكومة وأبوظبي، بعد أن بدأت الأخيرة بتقويض دورها في مختلف المحافظات المحررة، عبر تشكيل قوات تابعة لها، ونتج على إثر ذلك اشتباكات حدثت قبل أشهر بين الجانبين في العاصمة المؤقتة عدن.
 
وتتمتع سقطرى بموقع إستراتيجي، فهي تمثل نقطة التقاء المحيط الهندي مع كلٍّ من باب المندب وبحر العرب.


التعليقات