الضالع .. أوضاع متردية تسرق فرحة المواطنين بقدوم شهر رمضان (تقرير)
- الضالع - خاص الخميس, 17 مايو, 2018 - 09:57 مساءً
الضالع .. أوضاع متردية تسرق فرحة المواطنين بقدوم شهر رمضان (تقرير)

[ غابت مظاهر الاحتفاء في الضالع بشهر رمضان - أرشيفية ]

هو رمضان للعام الثالث يأتي وقد تحررت الضالع من مليشيات الحوثي، وتنفس المواطنون الصعداء وعم الأمن والأمان،وبرغم ذلك فإن تردي الأوضاع المادية مع استمرار الحرب في أطراف المحافظة تكاد تكون قد سرقت فرحة المواطنين بقدوم شهر رمضان.
 
مظاهر الاستقبال تختفي
 
على غير ما جرت العادة هنا في محافظة الضالع، ككل عام من منتصف شهر شعبان كانت الأسواق تشهد إقبالا كبيرا وازدحاما للمرتادين، وحركة المرور.

كل ذلك استعدادا لشراء متطلبات شهر رمضان التي عادة تكون هنا في الضالع مميزة عن أشهر العام، فالأكلات غير أيام السنة.



لكن هذا العام كما رصدت عدسة "الموقع بوست" على غير الأعوام السابقة، فالحركة تبدو اعتيادية، والأسواق خالية من المرتادين، ومظاهر الاستعداد لشهر رمضان تكاد تكون قد اختفت.
 
أوضاع مأساوية
 
كل ذلك مرتبط بضعف الحالة المادية للمواطنين التي ضاعفت الحرب من شدتها، يقول محمد جمال وهو تاجر إن "الإقبال ضعيف من قبل المواطنين هذا العام"، ويعيد الأسباب إلى ضعف الحالة المادية للمواطنين فبالكاد يحصلون على لقمة العيش.

ويرجع صالح ناصر أحد المعلمين، أسباب ضعف إقبال المواطنين، وخلو الأسواق إلى "الحالة المادية الصعبة للأهالي، وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، الأمر الذي قال إنه بسببه لم يعد الكثير من المواطنين قادرون على توفير احتياجات شهر رمضان المبارك".
 
ويضيف لـ"الموقع بوست" أنه إلى اليوم لم يقم بشراء احتياجات شهر رمضان، بانتظار وصول الراتب.
 
غلاء فاحش

وتشهد الضالع كغيرها من محافظات اليمن، ارتفاعا جنونيا في الأسعار يعيده مختصون بسبب ارتفاع سعر الدولار الذي بدوره انعكس على كل شيء.

ولا ينسى عبدالرحمن قاسم  خريج كلية الاقتصاد، "جشع التجار اللامحدود الذي ضاعف أسعار المواد الغذائية على وجه الخصوص، في ظل انعدام دور الرقابة من الجهات المختصة، ومن آمن العقوبة أساء الأدب مستشهدا بالمثل الشعبي".



وطالب عبدالرحمن التجار، "بمراعاة شهر رمضان ومراعاة حالة الناس فحرام عليهم أن يزيدوا من معاناة الناس فما فيهم يكفيهم"، حد قوله.

نار الأسعار
 
المواطن أحمد عبدالله صالح الذي كان منهمكاً بشراء احتياجات رمضان من سوق سناح، بدت عليه علامات الغضب حين كان يعد نقوده ليسلمها لأحد المحلات التجارية.

وأشار نحو سيارته ردا على تساؤل الأيام عن الوضع والأسعار قائلا "انظر بضعة أشياء بمئة وعشرة آلاف ريال يمني، الأسعار نار".
 
لمن استطاع إليه سبيلا
 
 غالبية المواطنين هنا في الضالع ليس حالهم ميسورا كحال المواطن أحمد عبدالله، فنسبة كبيرة منهم لم يعد بمقدورهم توفير احتياجات شهر رمضان في ظل ازدياد أعداد الفقراء والمعوزين وانقطاع المرتبات.
 
علي أحمد الجبل  مزارع قال "إن رمضان هذا العام يأتي والناس في حالة يرثى لها من الفقر المجاعة".
 
وأضاف "بأن هذا العام رمضان حتى أهل الخير والناس الذين كانوا يساعدون الكثير من الفقراء قد ضعف اقتصادهم، ودخلهم وهو ما سبب حالة الفقر المدقع لبعض الناس، الذين فقدوا حتى المساعدات التي كانوا يحصلون عليها في رمضان بالسابق".
 
أوضاع مأساوية ونزوح مستمر
 
الناشط الحقوقي محمد أبو طلعة بدوره قال للموقع بوست إن رمضان يأتي في ظل أوضاع مأساوية. وأشار إلى أن رمضان هذا العام، هو الثالث على التوالي يأتي على الضالع، ولازال هناك العديد من المواطنين مشردين ونازحين أجبرتهم مليشيات الحوثي على ترك منازلهم بالقوة، وطاردتهم وهناك من فجروا منازلهم ونهبوها وتركوهم بلا مأوى.

وأضاف يأتي رمضان والله بشكل عام يشهد  غلاءً فاحشا واوضاعا متردية للغاية، علاوة على أزمة انقطاع المرتبات والخدمات الأساسية، في معظم مناطق اليمن.



وعرج الناشط الحقوقي محمد أبو طلعة على أوضاع النازحين في مريس، موضحا أن أكثر من ألفي أسرة مشردة ونازحة في مريس وقعطبة والضالع، وبعضهم لم يجدوا إلا الكهوف والحوانيت والزقازيق الضيقة مأوى لهم.
 
وتابع بالقول يأتي رمضان وأكثر من عشر  قرى في مريس هي (رمة،والرحبة،وسون، والصلول، والبيض، والجدس، وحجلان،ويعيس، وجبل الشامي، والقهرة، والحيافي ) تحت القصف المباشر وإصابات  يومية لمن تبقى فيها من المواطنين، وترويع مستمر للأطفال والنساء .
 
وأضاف يأتي رمضان وأكثر من خمسمئة مزرعة قات، كانت تعول أكثر من ألف أسرة في قرى غرب مريس ويعيس، تالفة بسبب الحصار المطبق من قبل المليشيات الحوثية.


التعليقات