لقاءات جنوبية للمجلس الانتقالي .. تأسيس لحوار جنوبي أم محاولة لتحسين الصورة؟ (تقرير)
- علي الأسمر الاربعاء, 23 مايو, 2018 - 09:00 مساءً
لقاءات جنوبية للمجلس الانتقالي .. تأسيس لحوار جنوبي أم محاولة لتحسين الصورة؟ (تقرير)

[ لقاءات لقيادات جنوبية مع المجلس الانتقالي - أبوظبي ]

شهدت الأيام الماضية لقاءات جمعت قيادة المجلس الانتقالي  الجنوبي المطالب بانفصال جنوب اليمن والمدعوم إماراتيا بقيادات جنوبية احتضنتها العاصمة الإماراتية أبوظبي،  وكان آخر تلك اللقاءات اللقاء بالرئيس الجنوبي الأسبق علي سالم البيض يوم أمس الأول.
 
وكانت الأيام الماضية قد شهدت لقاءات جمعت قيادة المجلس الانتقالي، بالرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد، ورئيس حزب رابطة أبناء الجنوب عبدالرحمن الجفري، وتحدثت مصادر إعلامية عن لقاء مماثل برئيس الوزراء اليمني الأسبق خالد بحاح.
 
تصريحات أحادية
 
وفيما لم يصدر أي تصريح عن اللقاءات من قبل القيادات الجنوبية، فقد حرصت قيادة المجلس الانتقالي على إظهار اللقاءات في وسائل الإعلام، وتحدثت بعض قيادات المجلس عن تلك اللقاءات.
 
وفي تصريح صحفي اعتبر الأمين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي أحمد حامد لملس، لقاء قيادة المجلس بالرئيس ناصر خطوة مهمة ومشجعة، تبشّر بنتائج إيجابية لمشروع الحوار الجنوبي الجنوبي، الذي أطلقه المجلس الانتقالي الجنوبي على حد قوله، وعن فحوى اللقاءات قال لملس إنها تصب جميعها في تعزيز وحدة الصف الجنوبي.
 
فيما علق عضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، جمال بن عطاف، عبر تغريدة له على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر) قائلا: "إن اللقاء بالقيادي الجنوبي عبدالرحمن الجفري يأتي في إطار تعزيز وحدة الصف الجنوبي للاستحقاقات التاريخية القادمة، وقد ساد التوافق على مجريات اللقاء”.
 
محاولة لتحسين الصورة الكالحة
 
الكاتب والمحلل السياسي الجنوبي عبدالرقيب الهدياني قال إن نشاط المجلس الانتقالي ولقاءاته بقيادات جنوبية، هي لقاءات عادية الغرض منها إحداث جلبة، كنشاط تحاول قيادة الانتقالي أن تظهر من خلاله، أمام جمهورها، كعادتها في ترويج الوهم للناس.
 
وأشار الهدياني في حديث خاص للموقع بوست إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي خلال الفترة الماضية، عانى من حرج شديد أمام أنصاره والمتابعين وعموم اليمنين، من خلال دعمه أو صمته وتواطؤه مع الممارسات الإمارتية الخاطئة.


 
وقال بأن ما وصفها بالصفعات التي تلقتها الإمارات مؤخرا ذهب المجلس الانتقالي إلى الإمارات وعقد لقاءات مع قيادات جنوبية، قال إنها اصلا متواجدة هناك كعلي ناصر والجفري، إضافة إلى كونها محسوبة على المجلس الانتقالي.
 
وبالتالي - بحسب الهدياني - اللقاء معها ليس جديدا فهي  لقاءات اعتيادية، ومحاولة لإيجاد نشاط ليوهموا أنصارهم أنهم يسعون لتحقيق الهدف الذي يعدونهم به .
 
وتساءل الهدياني ما الذي أضافه لقاء قيادة المجلس بالبيض والجفري وعلي ناصر؟ وأجاب بالقول لا جديد غير إحداث جلبة لن تقدم ولا تؤخر.
 
وأكد الهدياني أن اللقاءات أتت على خلفية ما وصفها بالصحوة وحالة السخط وتغير المزاج العام للمواطنين في الشارع الجنوبي، والذي تبدى في مظاهرات سقطرى التي هتفت بالروح بالدم نفديك يا يمن، وفي محافظة المهرة وفي جدران عدن التي قال إنها خرجت عن صمتها وأعلنت رفضها للاحتلال الإماراتي، وهي الرسالة الواضحة، والمباشرة للمجلس الانتقالي، والتي جعلته في ورطة وأزمة، وهي التي جعلته يخرج  بهذه اللقاءات لتدارك ما يمكن تداركه.
 
وأوضح أن المجلس الانتقالي لم يصنع شيئا، بل هو صنيعة وأداة بيد الإمارات التي لم تقدم شيئا للمواطنين، مدللا بصحة القول بمحافظة عدن التي قال إنها تعاني للسنة الثالثة من انفلات أمني مريب، وهي تحت سيطرة الإمارات وأذرع عسكرية تابعة للمجلس الانتقالي، ولم تقدم شيئا على مستوى الخدمات للناس.
 
واختتم الهدياني تصريحه للموقع بوست بالإشارة إلى أن الإمارات ظهرت في ورطة، ولأول مرة يتحرك الشارع شعبيا ورسميا من خلال موقف الحكومة، وبالتالي ما أصاب الإمارات سيصيب بجزء كبير منه المجلس الانتقالي، الذي هو صناعتها، وبالتالي فالمجلس الانتقالي بهذه الأنشطة الفارغة واللقاءات المكررة، يحاول أن يجمل الصورة الكالحة المسودة، التي تساقطت عنها كل أوراق التوت وباتت عارية، أمام المواطن في المحافظات الجنوبية على حد وصفه.
 
مطلب جنوبي
 
من جانبه قال الكاتب والسياسي الجنوبي صلاح السقلدي إن الدعوة التي أطلقها المجلس الانتقالي الجنوبي، لإجراء حوارات جنوبية جنوبية هي مطلب جنوبي شامل.
 
  وأضاف السقلدي في حديث خاص للموقع بوست أن المجلس الانتقالي شرع بتبني هذه الدعوة على الواقع وبدأ بلقاءات مكثفة في الداخل والخارج، لإنجاح الدعوة.
 
 وأشار إلى أن هذه الدعوة  تأتي في ظرف بالغ التعقيد والخطورة، على مستقبل الجنوب في ظل تسارع الأحداث على مستوى المنطقة والداخل.
 
 وعن اللقاءات الجنوبية  التي تمت بالخارج مع قيادات جنوبية كان منهم الرئيس علي ناصر و عبدالرحمن الجفري وغيرهم من القيادات قال السقلدي إنها فاتحة أمل وبشارة خير.
 
وتوقع السقلدي أن يكون لها تأثيرها الإيجابي على الساحة والشأن الجنوبيين،  معبرا عن أمله أن لا تكون هذه اللقاءات كاللقاءات السابقة التي تبخرت وذرتها الرياح، بعد أن أثبت الجميع تقريبا أن القرار الوطني ليس بأيديهم بل بأيدي الآخرين حد قوله.
 
وعبر السقلدي أيضا عن أمله أن يكون المجلس  الانتقالي  أكثر انفتاحا ومصداقية مع الآخرين، ويترجم الدعوة إلى فعل عملي، وليس  مجرد دعوة لإسقاط الواجب والهروب من الحرج، وأن يقدّم نموذجا لمعاني الإيثار بعيدا عن عقلية الاستحواذ.


التعليقات