الحوثيون والسلام.. مراوغة مستمرة منذ بداية الحرب (تقرير خاص)
- خاص الثلاثاء, 29 مايو, 2018 - 08:57 مساءً
الحوثيون والسلام.. مراوغة مستمرة منذ بداية الحرب (تقرير خاص)

[ يراوغ الحوثيون دائما في مفاوضات السلام ]

لم يكن الحديث عن جاهزية الحوثيين لعملية السلام بجديد على اليمنيين، وبالتالي لم يُحدث أي أثر كونهم سمعوه مرارا طوال فترة الحرب التي دخلت عامها الرابع.
 
هذه المرة جاءت التأكيدات على لسان وزير الخارجية خالد اليماني، الذي قال إن الأمم المتحدة تلقت رسائل من الحوثيين، تفيد بأنهم باتوا جاهزين لعملية السلام والانسحاب من المدن وتسليم السلاح إلى الدولة.
 
وأرجع ذلك -في حواره مع قناة الحدث- إلى أن الحوثيين باتوا في وضع صعب، وقبلوا التعاطي مع مقترحات المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة.
 
لكن المُتابع لمسار تحرك ونمو الحركة الحوثية، يدرك جيدا أن حديث الحوثيين عن السلام ليس سوى مراوغة، لتخفيف  الضغط عنهم الذي يواجهوه في الحديدة، بعد استمرار تقدم الجيش الوطني منذ أسابيع.
 
أجندة حوثية
 
وبرغم الحديث عن معادلة سياسية قادمة سيكون الحوثيون جزءا منها، إلا أن الكثيرين يستبعدون إمكانية موافقة الحوثيين على حل الأزمة اليمنية وفقا للمرجعيات المتعارف عليها، وأبرزها قرار 2216.
 
وهو ما يذهب باتجاهه الباحث توفيق السامعي، الذي قال إن مليشيات الحوثي الانقلابية لا تمتلك مشروعا سياسيا بل عقائديا، وأيديولوجيا متطرفة جذورها ليست في اليمن فقط بل في إيران الداعمة لهم.
 
وأكد -لـ"الموقع بوست" في تصريح سابق- أنه يجزم بكل قوة وثقة أنه لا يمكن الاتفاق مع جماعة الحوثي، مستدركا "وحتى لو تم الاتفاق سيكون على أساس التمكين لها فقط، لتكون المتحكم بالمشهد السياسي اليمني برمته".
 
وأضاف "تشعر المليشيات الحوثية أنها حققت مكاسب ومنجزات لمشروعها العام، الذي مضت فيه منذ عقود، وليس من السهولة بمكان التخلي عن هذه المكاسب".
 
وطالب بضرورة مراجعة أدبيات جماعة الحوثيين وأفكارهم ومشروعهم وواقعهم الميداني، الذي يكشف بأنهم لن يستسلموا حتى يقدموا آخر عنصر من مليشياتهم ثمنا لذلك.
 
ورأى السامعي بأنهم دفعوا الكثير من الدماء، وصاروا يسوقون عناصرهم إلى موت محقق، ومحارق على الأرض، دون أن يتنازلوا رغم خساراتهم الباهظة والتكاليف التي يدفعونها.
 
وفسر ذلك بالقول "إنهم لا يبالون بالقتلى فهم قبائل يحتطبونها ويقدمونها لمحارقهم لينضج مشروعهم، ولو أنهم كانوا كبقية الجهات السياسية الأخرى لارتدعوا واكتفوا ببعض الدماء التي سفكت منهم حفاظاً على دمائهم ودماء اليمنيين".
 
ولفت إلى أن ما يهم جماعة الحوثي هو الحفاظ على القيادات البارزة في جماعتهم لاستمرار مشروعهم، الذي تغذيه إيران، متوقعا أن لا يكون هناك أي سلام معهم على الإطلاق، ولا أي اتفاقات.
 
مراوغة
 
وكان اليماني قد أكد أن الحل في اليمن يبدأ بدفن الانقلاب، ثم الإجراءات الأمنية والعسكرية والترتيب السياسي، وأبرزها تسليم السلاح الثقيل والمتوسط وكافة الصواريخ للحكومة.
 
وتتمسك الحكومة والمجتمع الدولي بقرارات مجلس الأمن الدولي والمرجعيات المتعارف عليها، والتي تضمن استدامة الأمن والسلام في اليمن.
 
في صعيد ذلك، يؤكد الصحفي رشاد الشرعبي أن الحوثيون يتبعون إستراتيجية إيرانية في التلاعب السياسي، والحديث عن رغبتهم بالسلام، وموافقتهم على تنفيذ قرار 2216.
 
لكنه بيَّن أنهم في على الأرض يتموضعون عسكريا، ويغيرون الواقع ديمغرافيا وإداريا؛ لاستمرار سيطرتهم خاصة على المحافظات الشمالية، بعد انهيارهم في جبهات الساحل.
 
ودخلت اليمن في حرب شرسة بعد انقلاب سبتمبر/أيلول 2014، أدت إلى تدخل التحالف العربي في البلاد، ومقتل وجرح آلاف اليمنيين.


التعليقات