موافقة الحوثيين تسليم ميناء الحديدة لإشراف أممي.. تكتيك أم استسلام؟ (تقرير)
- الحديدة - خاص الاربعاء, 27 يونيو, 2018 - 10:10 مساءً
موافقة الحوثيين تسليم ميناء الحديدة لإشراف أممي.. تكتيك أم استسلام؟ (تقرير)

[ مقاتلون من الجيش اليمني في الحديدة ]

عقب رفضهم لتسليم ميناء الحديدة بحجة انتهاك السيادة اليمنية، وافق الحوثيون على وضعه تحت إشراف الأمم المتحدة، بعد أن أحرزت القوات اليمنية بدعم من التحالف تقدما كبيرا في مختلف جبهات القتال بالمدينة.

وأكدت مصادر يمنية -في تصريحات صحفية- أن المبعوث الأممي الخاص مارتن غريفيث أبلغ الرئيس هادي اليوم في عدن، قبول الحوثيين بمقترح إشراف الأمم المتحدة على ميناء الحديدة.

ولمح الحوثيون إلى استعدادهم لتسليم إدارة ميناء الحديدة إلى الأمم المتحدة، وهو ما تشجع الولايات المتحدة الأمريكية التحالف على القبول به، بحسب وكالة رويترز.

تبدو الحكومة ومعها التحالف العربي متمسكين بخيار الحسم العسكري بالحديدة، وهو ما يفسره إخفاف غريفيث في تحقيق أي تقدم، ومغادرته العاصمة المؤقتة عدن عقب ساعات فقط من وصوله.

اقرأ ايضا: ما هي خيارات جماعة الحوثيين للتعامل مع معركة الحديدة؟

الرئيس عبدربه منصور هادي خلال لقائه بغريفيث اليوم، أكد أن معركة الحديدة هي جزء من المعركة الوطنية مع الانقلابيين في صنعاء وصعدة وتعز وغيرها، حتى تحقيق تطلعات الشعب اليمني في السلام وتطبيق قرارات الشرعية الدولية.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر في الحكومة أن الرئيس هادي أصر على موقفه بضرورة انسحاب الحوثيين من الحديدة ومينائها الإستراتيجي، وتسليمها للسلطات الحكومية الشرقية "من أجل تجنيبها القتال والدمار".

تكتيك سياسي

وشهدت محافظة الحديدة معارك شرسة بين الجيش والانقلابيين، عقب الإعلان عن عملية عسكرية تهدف إلى تحريرها.

وفسر المحلل السياسي باسم الحكيمي قبول الحوثيين بتسليم الميناء للأمم المتحدة للإشراف عليه مع احتفاظهم بالسيطرة العسكرية على المدينة، بأنه  تكتيك سياسي وسقف مرفوع لا يتماشى مع المتغيرات العسكرية على الأرض، بعد أن أصبح الجيش الوطني على أبواب الحديدة.

ويهدف الحوثيون من ذلك التكتيك –بحسب الحكيمي في تصريحه لـ"الموقع بوست"-  إلى الدفع بالمبعوث الأممي الخاص لتبني ذلك العرض والضغط على الشرعية للقبول به.

وحول عن ما إذا كانت الشرعية ستوافق، توقع المحلل السياسي اليمني أن لا تقبل بذلك؛ لأن معطيات الميدان تجاوزته بكثير بعد التقدم الكبير للجيش.

وفي ظل تعنت الحوثيين، سيكون خيار الحسم العسكرية هو الخيار المتاح والوحيد بالنسبة للشرعية، وفق الحكيمي.

إطالة أمد الحرب

ولم يرَ الكاتب الصحفي محمد اللطيفي استعداد الحوثيين للقبول بالمقترح الأممي، سوى نوع من الرهان على إطالة الوقت، التي تعني استمرار فترة الحرب.

وأضاف لـ"الموقع بوست" كلما تأخرت عملية تحرير الحديدة، كان ذلك لصالح مليشيات الحوثي؛ حيث الضغوط الأممية ستكثف على التحالف، خصوصا كلما زادت التكلفة الإنسانية.

وبتقدير اللطيفي فإن المقترح الأممي يدعم مليشيات الحوثي، حيث سيجعل مدينة الحديدة تحت سيطرتهم بما يعني أن الميناء حتى ولو ذهب للإشراف الأممي، فسيظل عسكريا واقتصاديا تحت سيطرة الانقلابيين.

واستطرد "لقد بات من الواضح أن كل شروط النصر لصالح التحالف، لكن السياسات الخاطئة، هي من تؤخر تحرير الحديدة، وهذا لصالح الحوثي".

إقرأ أيضا: معركة الحديدة .. ضغط دولي وقلق إنساني وأسباب إستراتيجية وعسكرية تقف في وجه أبوظبي

وانتقد عدم استثمار التحالف للرضا الدولي غير المعلن عن عملية تحرير الحديدة، متوقعا أن يكرر التحالف سياساته الخاطئة، المتمثلة بقتاله تحت غطاء الشرعية، واعتماده في الوقت ذاته على قوات لا تدين بالولاء لها.

وتابع "يريد التحالف نصرا بشروطه، وليس بشروط الشرعية، ولذا يتحرك ببطء، والوقت يذهب منه، والعالم في النهاية يتعامل مع ما يحدث في الأرض".

أما عن تقييمه للموقف الرسمي للشرعية مما يجري بالحديدة، فوصفه اللطيفي بـ"القوي"، مؤكدا حاجته من التحالف للجدية في إكمال عملية التحرير وفق أجندة وطنية، واعتمادا على الخبرة العسكرية للجيش الوطني.

وكان المبعوث الأممي إلى اليمن، وصل اليوم إلى العاصمة المؤقتة عدن، وغادرها بعد ساعات، عقب لقائه بالرئيس هادي.

وسبقت موافقة الحوثيين على تحويل الميناء لإشراف أممي جدلا كبيرا حول مدى الخسائر التي قد تتسبب بها الحرب.


التعليقات