معركة الحديدة.. بين مراوغة الحوثيين وضغوط المجتمع الدولي (تقرير)
- خاص الجمعة, 20 يوليو, 2018 - 07:04 مساءً
معركة الحديدة.. بين مراوغة الحوثيين وضغوط المجتمع الدولي (تقرير)

[ تتمسك الحكومة بضرورة انسحاب الحوثيين من الحديدة بالكامل ]

بعد أن أعلنت الشرعية عن بدء معركة الحديدة قبل أسابيع، وافق زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي على تسليم ميناء الحديدة وإشراق الأمم المتحدة عليه، مشترطا وقف التحالف العربي عملياته العسكرية.
 
تزامن هذا مع الحديث عن مبادرة تهدف لخروج شامل لمليشيا الحوثي من جميع مناطق الساحل الغربي، وإحلال وزارة الداخلية والشرطة لإدارة المناطق، بما في ذلك ميناء الحديدة والصليف ورأس عيسى، إضافة إلى تحويل كل موارد الدولة إلى البنك المركزي بعدن.
 
برغم تصريحات المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين بخصوص دعم بلدانهم للسلام في اليمن بناء على المرجعيات، إلا أنها تمارس ضغوطا على الشرعية والتحالف أدت إلى تباطؤ العمليات العسكرية هناك.
 
وهو ما كشف عنه وزير الخارجية خالد اليماني، الذي قال إن المبعوث الأممي مارتن غريفيث، مارس ضغوطاً شديدة على الحكومة والتحالف، منذ اللحظات الأولى لتوليه الملف اليمني، وتمثل ذلك في الجانب الإنساني، بهدف الوصول إلى نتائج في الملف السياسي، مؤكدا أن تقييم الأمم المتحدة في الجانب الإنساني غير منصف.
 
وتخشى الأمم المتحدة من تضرر الأوضاع الإنسانية في البلاد بشكل أكبر، نتيجة لمرور قرابة 70% من المواد الأساسية لليمن عبر ميناء الحديدة.
 
وتتمسك الحكومة اليمنية بضرورة انسحاب الحوثيين من الحديدة ومينائها وميناء الصليف ورأس عيسى، وتسلميهم للسلطات، أو مواجهة رفض الجماعة بالحسم عسكريا.
 
شرعنة الانقلاب
 
وكيل وزارة الإعلام فياض النعمان، كان قد أكد في تصريحات صحفية أن مزاعم عبدالملك الحوثي حول تقديمه مبادرة حول الحديدة هي محاولة للبحث عن شرعنة للانقلاب.
 
وأوضح أن الهدف من ذلك هو ترتيب صفوف مليشياته المنكسرة والمهزومة، مؤكدا أن محاولات الجماعة إرسال إِشارات إيجابية إلى المجتمع الدولي حول قبولهم بإشراف الأمم المتحدة على ميناء الحديدة أصبحت غير مجدية، كون الشرعية تسعى لاستعادة كل المحافظات.
 
وذكر أن الحكومة الشرعية تعاملت بشكل مسؤول مع كل ما طرح من قبل الأمم المتحدة ومبعوثيها، وفق المرجعيات الأساسية الثلاث، لكن الميليشيا الانقلابية أكدت للعالم أجمع أنها ليست شريكا حقيقيا للسلام.
 
تحرك إماراتي
 
مؤخرا قامت الإمارات بتحركات تبذلها وزيرة التعاون الدولي ريم الهاشمي، رأى المحلل السياسي ياسين التميمي أنها تهدف إلى سيطرة أبوظبي على الحديدة التي تحتكر المشهد العسكري والسياسي فيها.
 
ورأى التميمي في مقال له أن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، يتسابق مع الإماراتيين على إحراز نجاح في تغيير القناعات الأمريكية بشأن معركة الحديدة.
 
فرض السلام
 
في سياق متصل، يعتقد الكاتب الصحفي عبدالله دوبلة أن من المستحيل إنجاز سلام من الحوثيين، وحتى وإن تحدثوا عنه فهو يأتي في إطار المراوغة.
 
وأضاف لـ"الموقع بوست" الحديث عن السلام هو مجرد إجراء يتم اللجوء له في أي أزمة حول العالم وهو ما يحدث باليمن.
 
وأكد أن الحوثيين لا يفهمون إلا لغة السلاح، ولا يمكن إحراز أي تقدم في ملف السلام وإنهاء الأزمة اليمنية إلا بفرضه بالقوة.
 
التميمي من جهته توقع فشل مهمة المبعوث الأممي بشأن الحديدة وخطة السلام التي تقتضي عودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات، وهو ما دفعه للذهاب إلى واشنطن.
 
ضغط حوثي
 
يعمل الحوثيون على الضغط على السعودية التي تقود التحالف، ويستهدفوا أراضيها بالصواريخ خاصة في التحركات الدولية الرامية للسلام.
 
أمس الخميس أعلنت جماعة الحوثي قصفها مطار جيزان جنوب السعودية بصاروخ باليسيتي من طراز بدر 1، والذي تصدت له دفاعات السعودية.
 
ومنذ العام 2015، استهدف الحوثيون الأراضي السعودية بـ161 صاروخا باليستيا، بحسب المتحدث باسم قوات التحالف العربي تركي المالكي. يقابل ذلك تصعيد الشرعية والتحالف في جبهات القتال أبرزها بالساحل الغربي وصعدة معقل جماعة الحوثي.
 
المدنيون يدفعون الثمن
 
منذ أن تم الإعلان عن بدء تحرير الحديدة ومينائها من قِبل الحكومة الشرعية، بدأت موجة نزوح كبيرة شهدتها المحافظة، فاقمت معاناة المدنيين.
 
تشير الإحصائيات إلى نزوح أكثر من ثلاثين ألف أسرة من الحديدة، وهي تواجه ظروفا صعبة في مناطق النزوح بعدن وصنعاء وغيرها من المحافظات.
 
وكثفت جماعة الحوثي استهدافها للمدنيين بالحديدة، فيوم أمس الخميس ارتكبت مجزرة بحق المواطنين بمدينة التحيتا ذهب ضحيتها قرابة 14 قتيلا بينهم نساء وأطفال.


التعليقات