اليمنيون في ذكرى 26 سبتمبر يستمرون بالنضال لحماية ثورتهم
- خاص الاربعاء, 26 سبتمبر, 2018 - 09:38 مساءً
اليمنيون في ذكرى 26 سبتمبر يستمرون بالنضال لحماية ثورتهم

[ مهرجان كرنفالي وعرض عسكري في تعز بمناسبة ذكرى ثورة سبتمبر ]

يحتفل اليمنيون اليوم بالذكرى السادسة والخمسين لثورة 26 سبتمبر 1962 التي كانت في شمال اليمن، وقضت على الإمامة في البلاد، التي عانى خلالها المواطنون من الفقر والجهل والمرض.
 
بهذه المناسبة، شهدت العديد من المحافظات احتفالات حاشدة، بينها مدينة تعز التي أقامت مهرجانا كرنفاليا حاشدا، وقدمت وحدات الجيش الوطني خلاله عرضا عسكريا، شارك فيه المئات من العسكريين ورجال المقاومة والشباب.
 
مأرب هي الأخرى قدمت عرضا عسكريا شاركت فيه وحدات رمزية من مختلف الألوية والوحدات العسكرية والأمنية، والذي حضره جمع كبير من القيادات العسكرية في البلاد.
 
وكذلك احتفل أفراد الجيش الوطني بإيقاد الشعلة وإطلاق الألعاب النارية في جبال محافظة صعدة، وتعهدوا بالمضي قدماً نحو تحقيق أهداف ثورة 26 سبتمبر ومواصلة تحرير التراب الوطن من الإماميين الجدد.
 
وأشعلت وحدات الجيش الوطني في جبهة صرواح 10 شعلات في قمم الجبال المرتفعة، كما أطلقوا عددا كبيرا من الألعاب النارية والقنابل الضوئية.
 
وغابت الاحتفالات بهذه المناسبة عن العاصمة المؤقتة عدن، التي تسيطر عليها دولة الإمارات العربية المتحدة.
 
وكان الحوثيون قد ردوا على تلك الاحتفالات بإطلاق 7 صواريخ باليستية على منطقة صحن الوطن بمأرب، التي يقام فيها العرض العسكري، وتصدت لها منظومة الباتريوت التابعة للتحالف دون وقوع ضحايا.
 
الحفاظ على مكتسبات الثورة
 
وكان نائب رئيس الجمهورية علي محسن الأحمر، قد أكد أن جبهات الساحل الغربي وحرض وحيران ستلتقي جميعها في حجة والحديدة، وجبهات صنعاء ومأرب ستخلص العاصمة صنعاء من ظلم وعبث الحوثي، وجبهات الجوف ستطر المليشيات من عمرات، وجبهات باقم وعلب والملاحيظ ستعيد صعدة إلى حضن الجمهورية، وستستكمل لحج والضالع لحظة الانتصار، وستعود تعز عاصمة ثقافية وحضارية، وستنتشر الدولة على الأرض اليمنية الطاهرة التي لا تقبل دوما بأن يحكمها عنصري طائفي يدعي الاصطفاء والتمييز.
 
من جانبه اعتبر رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن طاهر العقيلي، أن الجيش أصبح قوة ضاربة وقادر على تحقيق النصر وردع كل من تسول له نفسه العودة بالشعب اليمني إلى ما قبل 26 سبتمبر 1962.
 
وأضاف اللواء العقيلي "سنشهد يوما قريبا يضيء فجره كيوم السادس والعشرين من سبتمبر يعيد الأمل للشعب ويؤسس لنهضته الحقيقية ويدفن أحلام الإمامة إلى الأبد".
 
حُراس الجمهورية
 
وكان لافتا قيام اليمنيين بتغيير صور حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، للتعبير عن مكانة هذه المناسبة في قلوبهم، خاصة أنها تأتي والبلاد تعيش في ظل انقلاب الحوثيين الذين يحاولون إعادة الإمامة إلى البلاد.
 
الناشط الشبابي وليد الجعور، اعتبر ذلك التفاعل الكبير من قِبل اليمنيين مع الثورة، كتظاهرة مجتمعية  تحرس الجمهورية و تحتفي بنضال الآباء والأجداد الذين أنهوا للأبد حقبة مظلمة في تاريخ البلاد، ومرحلة حكم استبدادية أسرية كهنوتية ظلامية متخلفة .
 
وفي حديث سابق لـ"الموقع بوست" عدَّ تفاعل المجتمع مع ذكرى ثورة 26 سبتمبر من مختلف الأطياف والانتماءات، بأنه مؤشر إيجابي لمستوى الوعي المتنامي لدى المجتمع، وشعوره بالأخطار المتنامية  التي تواجهها الجمهورية اليوم.
 
ولعل حالة التفاعل الشعبي  الكبير والمتنوع، نتاج شعور المجتمع اليوم أنهم يواجهون  ذات المشروع الإمامي الكهنوتي، وأن انقلاب صالح والحوثي ما هو إلا امتداد لتلك الحقبة الكهنوتية، يردف الجعور.
 
واستدرك أن حجم تفاعل المجتمع، يأتي كتجديد للعهد لسبتمبر الثورة والجمهورية، وتأكيد على أن لا عودة للوراء.
 
 وكان لافتا للجعور أنه وبالرغم من الأوضاع الاقتصادية  الصعبة التي يعيشها اليمنيون، فإن ذلك لم  يمنع المجتمع اليمني من الاحتفاء بالذكرى السادسة والخمسين لثورة سبتمبر المجيدة، والدعوة للاحتفال الشعبي بها على أوسع نطاق ممكن.
 
استمرار النضال
 
بدوره قال الكاتب الصحفي عبدالله دوبله، إن جيل السبعينات وما تلاه، لم يكونوا يعرفوا قيمة الجمهورية  وسوء الإمامة، لكن النسخة الجديدة منها التي صعدت مع الحوثية، أبدت للناس بشاعة هذه السلالية والعنصرية وقيمة ثورة 26 سبتمبر التي تخلصت منها، وأسست للمساواة والعدل في اليمن في ظل الجمهورية، برغم الاختلالات السياسية التي شابتها خاصة في فترة نظام حكم المخلوع صالح.
 
 وذكر لـ"الموقع بوست" في حديث سابق، أن الوعي بالجمهورية يعني استمرار النضال من أجل الجمهورية والثورة التي قضت على الإمامة.
 
ويرى أن اليمنيين يرفضون الوجود الحوثي الذي استمر حتى اليوم بالقوة، لكن ذلك لن يدوم مع وجود الوعي الوطني الذي يتم التعبير عنه بهذه الثورة عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، على حد تعبيره.
 
كفاح الشعب
 
وتشهد اليوم العديد من جبهات القتال معارك متقطعة، ضد محاولات الحوثيين إعادة الإمامة إلى البلاد والعمل لصالح أجندة إيران، خاصة بعد أن شاهدوا العنصرية التي تتعامل بها تلك الجماعة، وهو ما أدى إلى تدهور مختلف الأوضاع في البلاد.
 
وتمر علينا ذكرى ثورة سبتمبر المجيدة، واليمن والشعب يواجهون -كما يقول الكاتب مروان دماج- من رجعية متخلفة قادتها العناصر المعادية لثورة 26 سبتمبر من بقايا الإمامة المتخلفة وعمقها الاجتماعي والثقافي، المتمثل في الحركة الحوثية والعناصر التي أفرغت الجمهورية والثورة والوحدة من كل مضامينها، وأطاحت به انتفاضة الشعب المجيدة في ثورة الحادي عشر من فبراير 2011.
 
وتلتقي كل القوى المتخلفة والمعادية لشعبنا وحقه في الانعتاق والحرية والعدالة والمساواة في حلف متخلف ورجعي وطائفي وسلالي، قاد الانقلاب على دولة اليمنيين وعلى مشروعهم في الدولة الوطنية الاتحادية الديمقراطية ومخرجات حوارهم الوطني وتوافقهم العام والمرعي إقليميا ودوليا، مشعلا حربا كان من الممكن تجنبها في سبيل أوهامه الطائفية والسلالية ومن أجل الاستحواذ على دولة الشعب وثروته، واحتكار كل السلطة والنفوذ، على حد تعبيره.
 
ولم يستغرب دماج في مقال له، أن تهب جماهير الشعب اليمني في كل مكان لمقاومة انقلاب الحوثي وصالح، والتي أوشكت اليوم أن تسدد الضربات الأخيرة لهذا الانقلاب الذي ولد ميتا.
 
ويروج الحوثيون لما يسمى بـ"الولاية"، ليعلنوا بذلك عن هدفهم المتمثل بإعادة الإمامة إلي اليمن والتي تم القضاء عليها في ثورة 26 سبتمبر 1962.
 
التكالب على الثورة
 
الناشط السياسي خالد الآنسي أفاد بأن الرئيس السابق علي عبدالله صالح هو من خان ثورة 26 سبتمبر والجمهورية ثلاث مرات.
 
وأوضح "خانها في 1977 باغتيال الرئيس ابراهيم الحمدي لأجل إيقاف مشروع الحمدي في تحويل الجمهورية من شعارات و أهداف إلى دولة".
 
وتابع "خانها منذ 1978 و حتى خلعه في 2012 حين فرغ الجمهورية من مضمونها و الثورة من أهدافها و حولها من إنجاز وطني إلى مشروع شخصي و عائلي له و للعصابة التي كانت معه ، و بتمكينه الإمامة من حكم الجمهورية تحت مطلة المؤتمر الشعبي العام".
 
وكذلك في 2014 بتسليم الثورة والجمهورية تسليماً رسميا و علنياً للإمامة و ميليشياتها لكي تخلصه من الثورة التي خلعته و لكي تعيده و نجله و عصابته إلى السلطة مرة أخرى، وفق الآنسي.


التعليقات