استهجان وإدانة لهدم مقاتلين سلفيين جامعا أثريا بالحديدة
- وئام الصوفي الثلاثاء, 23 أكتوبر, 2018 - 08:28 مساءً
استهجان وإدانة لهدم مقاتلين سلفيين جامعا أثريا بالحديدة

[ مقاتلون سلفيون ضمن ألوية العمالقة يفجرونة مسجد الفازة الأثري بالحديدة ]

لاقت حادثة تفجير مسجد الفازة التاريخي في مديرية التحيتا بمحافظة الحديدة، من قبل عناصر متشددة من الفصيل السلفي التابع لألوية العمالقة، إدانات واسعة من قبل نشطاء وحقوقيين على مواقع التواصل الاجتماعي.
 
واعتبروا تفجير مسجد أحمد الفاز التاريخي والذي يعود تاريخ بنائه إلى كثر من 1200 عام، جريمة بحق المعالم الدينية والتاريخ التراثي الإنساني التهامي.
 
ويعد مسجد الفازة أحد أقدم المساجد في اليمن، ويقع في قرية الفازة، على ساحل البحر الأحمر، ويتبع مديرية التحيتا 10 كم إلى الغرب عن مدينة زبيد.
 
ومسجد الفازة مسجد أثري قديم أسسه الصحابي الجليل معاذ بن جبل عند قدومه لليمن كما تذكر كثير من المصادر التاريخية وجدده الوزير الحسين بن سلامة في عهد الدولة الزيادية، ويطل على البحر مباشرة ولـه ثلاث قباب كبيرة رائعة تغطي مقدمته.
 
ويعتبر مسجد الفازة معلما من المعالم الإسلامية في اليمن، وتذكر مصادر التاريخ بأن ملوك دولة بني رسول عندما يأتون من تعز للاحتفال بعيد سبوت النخيل في الفازة.
 
 وكما تقول مصادر التاريخ بأن الفازة كانت ميناء افتتحه الملك الناصر أحمد الرسولي سنة 822 هـ عندما استقبل سفراء الصين والسفن المحملة بالبضائع، وهو الآن ميناء صغير للصيد، ويعتبر من الشواطئ السياحية الجميلة، ويمتاز بهدوء ونقاء وعذوبة مياهه والتربة فيه صالحة للزراعة.
 
وكانت جماعة من المسلحين المتشددين أقدمت على تفجير مسجد وضريح العلامة التهامي "أحمد الفاز" في منطقة “الفازة”  بعدد من العبوات الناسفة ومواد أخرى شديدة الانفجار.
 
تهامة تفقد شواهدها الروحانية
 
وتعليقاً على تفجير مسجد الفازة فقد كتب الباحث والشاعر التهامي علوان الجيلاني قائلاً: بتدمير مسجد الفازة وتسويته بالأرض تفقد تهامة وزبيد واليمن كلها واحداً من أهم شواهدها الروحانية على مدار 1200 عام، هنا كان سلاطين الدولة الرسولية يحتفلون بختم القرآن وليلة البهجة وليلة المحيا وهنا كان يختلي العلماء والصالحون .
 
وأضاف: من هنا مرت عشرات الدول وجحافل كثيرة من الجيوش عبر التاريخ، لم تفكر في إيذاء المسجد ولا تربصت للنيل منه، ليس من الممكن أن تطلق أيدي المتطرفين لتدممر التراث الديني والإنساني بهذا الشكل، هذه جريمة نكراء يجب الوقوف في وجهها نحن نناشد اليونسكو ونناشد منظمات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني وكل هيئات حقوق الإنسان في العالم من أجل إيقاف هذا العبث .
 
هدم الحضارة وقتل الانسان
 
ومن جانبه قال عبد القادر الجنيد: السلفيون عندهم هوس ورهاب من القبور تحت القباب، ويفجرون تراث ⁧‫اليمن⁩، لافتاً إلى ‫أن تفجير مسجد الفازة في سواحل تابعة ‫لمدينة زبيد، على البحر الأحمر، يعد جريمة تاريخية بحق المعالم الدينية والتاريخ الإسلامي والتراثي.
 
وأضاف الجنيد أن السلفيين في مدينة تعز في شهر يوليو من عام 2016 قاموا بتفجير مسجد عبدالهادي السودي في المدينة القديمة.
 
الناشط الإعلامي، سياف الأحمد، قال "مسجد الفازة الذي يقدر عمره 1200، مشيرا إلى أنه أعجوبة أثرية ومعمارية يبعد عن شاطئ البحر أمتار قليلة، ولم يتآكل من الملوحة والزمن ولكن تم هدمه من قبل جماعة تدعي أنها من الجماعة السلفية".
 
وأضاف: أي لعنة نحن، في زمن كلهم اتفقوا فيه لهدم الحضارة والتراث والقيم وقتل الإنسان" بإشارة منه إلى جماعة الحوثي التي فجرت المساجد والتحالف العربي الذي تقوده السعودية وقصفه للمواقع الأثرية والتراث.
 
ومن جانبه قال الناشط السياسي سعيد القليصي، إن "هدم المساجد عمل جبان لا يبرر"، مشيراً إلى أن هدم مسجد الفازة جس نبض لأبناء تهامة وسلطتها المحلية.
 
وأشار إلى أن محافظ الحديدة الدكتور الحسن الطاهر، مطالب اليوم بإدانة هذا العمل وإلا سنرى هذا الفعل يتكرر في كل مكان في تهامة.
 
وقال إنه "تواصل مع منظمة اليونسكو، وسوف ترفع تقرير وسيقدم شكوى للأمم المتحدة، وسيتم مخاطبة كل المنظمات الدولية المهتمة بالآثار والتراث للوقوف بجانب أبناء تهامة"، مؤكداً أن أبناء تهامة لن يسكتوا.
 
هدم إرث تاريخي 
 
أما الإعلامي بسيم الجناني، فقال "سلفيو الساحل يهدمون المساجد الأثرية والقبب بحجة البدع والشرك"، مضيفاً أن "مسجد الفازة بمديرية التحيتا عمره أكثر من 1200 عام إرث تاريخي مرت عليه دويلات ومراحل تاريخية عديدة، ولم يمسسه أحد، واليوم تم هدمه وتسويته بالأرض من قبل سلف العمالقة".
 
الإمارات تهدم حضارتنا
 
الناشط جمال الأسمر، من جهته قال "الإمارات تفجر مسجد الفازة وتسويه بالأرض في الحديدة"، مشيراً إلى أن عمر هذا المسجد 1200 عام من عهد سلاطين الدولة الرسولية، من قبل أن توجد دولة الإمارات واصفاً إياها بالدولة الصهيونية، مؤكداً أن الإمارات تهدم حضارتنا والثمن سلل غذائية.
 
راشد مبخوت معروف هو الآخر قال "دخل مسجد الفازة الكثير من الغزاة العثمانيين والأحباش، ولا أحد منهم فكر في هدمه، حتى الحوثيين وهم تخصصهم هدم مساجد لم يفكروا في هدمه لمكانته الجغرافية الرائعة، وجماله التاريخي".
 
وأضاف ساخرا: "لذلك استهدفوا مكان الضريح الموجود فيه بقذيفة وتخلصنا من الضريح والبدع الصوفية وأصبح مسجدا خالٍ من الكالسيوم".
 
وتابع: بعد أن وصلت ألوية العمالقة لتحريره وإقامة ذكر الله فيه وتوعية المصلين من أخطاء وخزعبلات الصوفية، ونهيهم عن زيارة الأضرحة، إلا أنه جاء العكس واختصرت كل هذا بتفجير المسجد في حادثة لم يتوقعها أحد أن تحصل وللأسف حصلت".
 
وطالب معروف، ما يسمى القوات المشتركة ألا يدخلوا زبيد ولا يحرروها، لأن فيها عشرات المساجد التاريخية من هذا النوع وفاتورة هدم زبيد أكبر من فاتورة إعادة إعمار اليمن" وفق تعبيره.
 
 السلفيون والحوثيون خطرهم واحد
 
ولم تكن حادثة تفجير مسجد الفازة الأولى من نوعها فقد أقدمت جماعات متشددة تابعة للفصيل السلفي خلال فترات سابقة على هدم أضرحة ومزارات في عدد من المحافظات، ففي تعز، تم هدم ضريح الشيخ أبو إبراهيم بقرية الغرافي الأثري في مدينة المخا.
 
وتعرضت المواقع الأثرية والتاريخية أبرزها ضريح الشيخ عبدالهادي السودي وسط مديرية المظفر وكذا ضريح العلامة الرميمة في مديرية مشرعة وحدنان بجبل صبر للتخريب.


التعليقات