ظروف قاسية يكابدها النازحون في حضرموت وسط غياب الاهتمام الحكومي  (تقرير)
- حضرموت - خاص السبت, 27 أكتوبر, 2018 - 04:57 مساءً
ظروف قاسية يكابدها النازحون في حضرموت وسط غياب الاهتمام الحكومي  (تقرير)

[ وضع بائس يعيشه النازحون في حضرموت ]

"في وقت ما بعد الظهيرة تفاجأت بطفلة صغيرة تطرق باب المنزل، وتطلب طعاما أو حتى بقايا طعام لأسرتها،وقالت إن أسرتها لم تتذوق الطعام منذ اليوم السابق "، هكذا يحكي أحد سكان مدينة سيئون وسط وادي حضرموت معاناة أسرة نازحة هربت من القتال الدائر والمشتعل بمحافظاتها.
 
وقال صاحب البيت، إن "الأسرة تستأجر شقة بالقرب من بيته لكن لعفتها لم يعرف عن مصيرها شيئا"، مضيفا "عند تحسسي عن معيشتها صدمت من أن رب الأسرة يأتي لهم بخبز يابس يبللونه بالماء ليسكتوا به جوع بطونهم لبقية يومهم".
 
وبسبب الحرب التي اندلعت منذ انطلاق عاصفة الحزم ،تعيش العديد من الأسر النازحة من تلك المحافظات إلى محافظة حضرموت أوضاعا مأساوية صعبة بين مطرقة جنونية أسعار الإيجارات و ظروف المعيشة الصعبة التي تسبب انهيار العملة الوطنية في مضاعفتها على المواطنين بشكل عام.
 
إحصائيات
 
وفي إحصائية حصل عليها "الموقع بوست" من منظمات تعمل في مجال الإغاثة، فإن عدد الأسر التي سكنت وادي حضرموت أكثر من ألف و 200 أسرة تتوزع ثلثين منها بسيئون والثلث الآخر بالقطن وتريم.
 
وتشير الإحصائيات إلى أن معظم هذه الأسر تنتمي لمحافظات الحديدة وأمانة العاصمة وحجة وعمران والمحويت .


 
فيما يتركز العدد الاكبر للنازحين بصحراء العبر وسط ظروف مناخية قاسية بحسب صور حصل عليها "الموقع بوست" حيث يبلغ عددهم قرابة 700 أسرة تتحصن منها 250 أسرة من أجواء الصحراء بصفائح حديدية،وبقايا أخشاب إلى جانب إطارات السيارات .
 
 أوضاع التعليم للنازحين
 
وشهد العامان الدراسيان الحالي والماضي ازدحاما لعدد من المدارس بالمدن الرئيسية بسبب الإقبال المتزايد لأبناء الأسر النازحة من محافظات الصراع .
 
وتسعى السلطات إلى الاستفادة من حصة المحافظة من مبيعات النفط في بناء صفوف دراسية إضافية لاستيعاب تلك الأعداد التي تم إدماجها مع أقرانهم من طلاب محافظة حضرموت.

واضطرت إدارة التربية إلى تجاوز معضلة الأوراق الرسمية الثبوتية للطلاب النازحين التي لم يستطع البعض حملها خلال فترة الهروب من محافظاتهم .
 
معاناة المنظمات المحلية
 
وتشتكي المنظمات المحلية من شبة غياب لدور المنظمات الدولية في تقديم يد العون والمساعدة للنازحين كون البعض تنفذ مشاريعها لفترة محددة من الزمن .


 
وفي هذا الشأن ومنذ منتصف العام الجاري أوقفت عدد من المنظمات المحلية " الممولة من رجال أعمال حضارم " تمويل عدد من البرامج والمشاريع  أرجعتها لعدم استقرار العملة الوطنية والذي انعكس في ارتفاع الكلفة المقررة والمخطط لها مسبقا مع بداية كل عام .
 
وفي أبريل الماضي خلال لقائها بمحافظ حضرموت استعرضت رئيسة منظمة إنترسوس الإيطالية باليمن السيدة إيفيلين ليرنورت تدخلات المنظمة بحضرموت منذ العام 2015م عبر تنفيذ مشاريع دعم حماية الطفل واللاجئين وانتهت مؤخراً بتنفيذ مشروع في القطاع الصحي في عدد من المديريات .
 
وأشارت إلى أنه تتم حالياً التهيئة لاستئناف تدخلات صحية مماثلة في مديرية حجر وأرياف مديرية غيل باوزير وبعض المديريات في وادي حضرموت.
 
وتعمل إنترسوس في اليمن منذ العام 2008م في مجالات دعم مشاريع الحماية والتغذية والصحة وتحسين مستوى المعيشة عبر مكتبيها في عدن وصنعاء.
 
وفي هذا السياق يقول أمين عام منظمات المجتمع المدني بوادي وصحراء حضرموت مبارك بن شهاب ، إن المنظمات المحلية ساهمت في تخفيف المعاناة عن إخوانهم النازحين من المحافظات الشمالية بالمساهمة بتوفير المواد الغذائية والإيوائية ومساعدات نقدية.


 
واعتبر بن شهاب ،المساعدات الإنسانية التي قدمتها وتقدمها منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال إغاثة النازحين بشكل عام جيدة.
 
وقال إن تقييم أوضاعهم المعيشية وخصوصا في هذه الأيام، تعتبر معاناه كبيرة إلى جانب الأسر الفقيرة من أبناء وادي حضرموت أرجعها لانهيار العملة المحلية وانعكست بشكل ملحوظ في غلاء المعيشة للمواطنين المحليين والنازحين يرثى له.
 
ودعا المنظمات الدولية والمحلية والخيرين من أبناء حضرموت إلى أن يقدموا يد العون والمساعدة لهذه الفئة المحتاجة.


التعليقات