جدل بعد تعرض وزير منشق عن الحوثيين للقذف بحذاء في الرياض
- خاص الأحد, 11 نوفمبر, 2018 - 07:48 مساءً
جدل بعد تعرض وزير منشق عن الحوثيين للقذف بحذاء في الرياض

[ رشق وزير الإعلام الحوثي المنشق عن الجماعة بالحذاء في الرياض ]

أثار تعرض وزير الإعلام المنشق عن الحوثيين، عبدالسلام جابر، لتهجم من أحد المشاركين في المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم الأحد في الرياض، موجة ردود متباينة في أوساط اليمنيين على شبكات التواصل الاجتماعي.
 
ويظهر فيديو تداولته مواقع التواصل الاجتماعي أحد الحاضرين بالمؤتمر الصحفي ويدعى ناصر صالح السقاف -أحد العاملين في السفارة اليمنية بالرياض- وهو يرشق وزير الإعلام المنشق عن حكومة الحوثيين بالحذاء ويُوجه إليه سبابا، مما أثار الفوضى في المؤتمر.
 
وانتشر مقطع رمي الوزير المنشق على مواقع التواصل المهتمة بالشأن اليمني، في حين انقسم المتابعون بين مؤيد ومعارض لذلك الفعل.
 
واعترف الوزير المنشق عن الحوثيين بممارسته حملة التضليل الإعلامي مجبرا، كما أفصح عن وجود آلة إعلامية ضخمة لدى الحوثيين وجيش إلكتروني يمتد على مستوى المنطقة.
 
وفي أعقاب ذلك، كتب ناصر صالح السقاف أنه رشق الوزير المنشق -الذي وصفه بالإرهابي الحوثي- بالحذاء "بسبب مشاركته مع الحوثيين في سفك دماء الشعب اليمني لمدة أربعة أعوام".
 
إهانة للسعودية والشرعية
 
الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، اعتبرت صفع الوزير المنشق عن الحوثيين إهانة للسعودية والحكومة الشرعية المقيمة في الرياض.
 
وقالت كرمان: "الحذاء صفع به وجه السعودية وسفلة الشرعية وليس عبدالسلام جابر، بالمحصلة والنتيجة هذا ما ستحصلون عليه من شعبنا".
 
ويتفق مع ما ذهبت إليه كرمان الصحفي عدنان هاشم، واعتبر "قذف وزير إعلام الحوثيين بالحذاء ليس ازدراء له فقط وإهانة لشخصه، وانما هو ازدراء لمن رحب به واحتفى به في المقام الأول".
 
وقال هاشم "انشقاق هذا الرجل، ما القيمة التي سيضيفها للحرب والسلم في البلاد، حتى يتم الاحتفاء به بهذه الطريقة". وأضاف "ليس شيخاً قبلياً سيسحب أبناء القبيلة من الجبهات ولا قائد عسكري سيسحب ألوية عسكرية من القتال مع الحوثيين".
 
وتابع: "أحياناً يبحث التحالف والحكومة عن انتصار حتى صوري وشكلي بلا أهمية يواجه بالأحذية، لم يكن لأحد أن يفرح أن يقذف شخص بالحذاء لكنه يظهر أمرين مهمين، الأول -حسب قوله - حجم السخط ممن يبررون للحوثيين أفعالهم ثم يبحثون عن انضمام شكلي لخصومهم من أجل المال، والثاني "حجم السخط من التحالف والحكومة التي تبحث عن انتصارات تافهة تشكك في عدالة قضية المؤيدين للشرعية".
 
مجد زائف
 
وزير الدولة في الحكومة الشرعية المستقيل صلاح السقلدي، قال "كان الأولى بالأخ عبدالسلام جابر أن يهرب الى بين أهله وناسه في الجنوب، ويستأنف نضاله وانتصاره لقضيته الوطنية -إن كان لا يزال يؤمن بها أصلاً".
 
وأضاف السقلدي "ليس الهروب إلى حضن شرعية الأحذية، ولكن حين تغيب البصيرة فلا حاجة للبصر، فالمرء حيث يضع نفسه على كل حال".
 
وتساءل الوزير المستقيل: بماذا كان يتوقع جابر أن يستقبلوه هناك؟ فالكل ينفق مما يملك، ولا عزاء للغباء وللباحثين عن المجد الزائف بأي ثمن وبأي مكان" وفق تعبيره.
 
تلميع الانقلابيين
 
وكيل وزارة الرياضة شفيع العبد، اكتفى بالقول "لا تلمعوا المنشقين عن الانقلاب، ولا تصنعوا من انشقاقهم نصر وبطولة، هم شركاء أصيلون في ما حل بنا من خراب ودمار، وسيظلون كذلك مهما أبدوا من أسف وندم".
 
حركة بائخة
 
الصحفي فهد سلطان، اعتبر رمي حذاء بمؤتمر صحفي لشخص قدم من صنعاء، بعد أن حصل على الأمان، ليس موقفاً بطولياً خالصاً، وقال إن "رمي الوزير المنشق حركة سمجة وبائخة".
 
وأضاف: "سيكون هذا الموقف جيدٌ؛ لو حصل في صنعاء أو في أي دولة أخرى؛ قدم لها هذا الشخص بمحض إرادته".
 
يقول سلطان "بالنسبة لي، هذه الحذاء سيسجل صاحبه موقف حقيقي - هو أو غيره - لو كان عدد من الوزراء والعاملين فوق شاص الشرعية -الفاسدون - قد عرفوه منذ شهور بل سنوات طويلة".
 
مزاد حوثي
 
من جهته أعلن القيادي الحوثي، محمد علي العماد، استعداده شراء الحذاء الذي رمي به الوزير المنشق عن جماعته، جابر، بـمبلغ 10 ملايين ريال.
 
وقال العماد "أنا محمد علي العماد، مستعد اشتري الصندل الذي رجم في وجه عبد السلام جابر بعشرة ملايين ريال"، مشيرا إلى أنه سوف  يهدي الصندل لأبو مصطفى.
 
الكاتب الصحفي فتحي أبو النصر، علق قائلا: "بصراحة الذي اختار المرمي والرامي، وغد كبير اختارهما بعناية فائقة ".
 
سيناريو عادل
 
الكاتب الروائي مروان الغفوري، انتقد مواقف المسؤولين الذين عملوا في صف الحوثي واستبشروا وهللوا بقدومهم وبرروا إسقاطهم للدولة وفي آخر اللحظات يعلنوا براءتهم وينضموا إلى صف الشرعية.
 
وقال الغفوري ساخرا "النعل موقف سياسي وأخلاقي أيضاً، فإذا قال الرجل: الحوثي سيد هذه الأرض، ولا بد من خدمته، ثم خرج صباح اليوم التالي وقال: الحوثي مجرم، ولا بد من قتله".
 
وأضاف الغفوري: "فلا بد على أحدهم، على الأقل، أن ينعل سنسفيله، ويمكن للآخرين أن يعتذروا له على الذي جرا من مراسيلك، على الذي جرا". وقال "هذا السيناريو عادل وضروري".‏
 
دعوات لعزل المنشقين من صفوف الحوثي
 
الصحفي يوسف عجلان، دافع عن موقف رمي السقاف، وزير الإعلام الحوثي بالحذاء، وقال  "أصبح من رمى الحذاء حوثي متستر، والوزير الحوثي اصبح بنظرهم بطل".
 
واضاف: "بغض النظر عن طريقة رمي الحذاء لكن في نهاية المطاف، كيف حولوا هذا الشخص إلى حوثي خلال ساعات؟ وتحول الآخر الوزير الحوثي الذي ساهم في اعتقال الصحفيين والتحريض على كل شخص وقف ضد هذه الجماعة الانقلابية، بل وربما ساهم في قتل المدنيين (بطل)".
 
وكان نشطاء ممن انتقدوا السقاف الذي رمى الوزير المنشق بالحذاء، اتهموا السقاف بأنه حوثي ويعمل في الرياض لصالح الحوثي بحجة أنه ينتمي للسلالة الهاشمية.
 
وبحسب عجلان: فإن كان فقط اسم السقاف جريمة وادعوا أنه هاشمي حوثي، فكم يا سقاف مع الشرعية، اطردوهم يا حاذقين، أما إن كان مندس، فكيف سمحوا لحوثي أربع سنوات عايش بالسعودية ولا أحد انتبه أنه حوثي إلا لما رجم الحذاء".
 
من جانبه الناشط السياسي محمد المقبلي، قال "عندما يفر وزير من منصبه هذا شيء جيد يعكس شعوره بقرب زوال الجماعة التي عمل معها وفشلها". وأضاف: "ساعدوا الناس يفروا من بطش مليشيا الحوثي، وحق الندم مكفول للجميع، خصوصا من لم يتورط بجرائم حرب وانتهاكات".
 
مغردون آخرون دعوا لعزل أي مسؤولين عملوا في صف الحوثيين وانتقلوا إلى صف الشرعية وقالوا "من اشترك مع الميليشيا وعفاش في الجرم الأخير الذي حدث في اليمن، ثم انقلب عليهم وتاب، في رأيي أن يتم عزلهم تماما عن أي مشهد، يلزموا بيوتهم حتى الموت".
 
الصحفي ياسر عقيل، سخر ايضا وقال "هم فعلوا مؤتمر صحفي  للوزير المنشق عن الحوثيين، من أجل يرجموه بالحذاء". وأضاف "لماذا هكذا وقد الوزير معهم في الرياض، من أجل تطهيره من السنوات اللي قضاها مع الحوثيين"، وفق تعبيره.


- فيديو :


التعليقات