مطالب الحوثيين في السويد.. خطاب يسعى لشرعنة الانقلاب (تقرير)
- خاص السبت, 08 ديسمبر, 2018 - 08:50 مساءً
مطالب الحوثيين في السويد.. خطاب يسعى لشرعنة الانقلاب (تقرير)

[ الأطراف اليمنية في مفاوضات السويد ]

يوم أمس الجمعة (7ديسمبر/كانون الأول)، قال رئيس وفد الحوثيين في مشاورات السويد، محمد عبدالسلام، إنه لا بد من تشكيل دولة خلال المرحلة انتقالية في اليمن ثم يتم سحب السلاح من جميع الأطراف.
 
وذكر عبدالسلام في تصريحات لقناة "الجزيرة"، أن المرحلة الانتقالية ضرورة لمعالجة كل التفاصيل ويتحدث عنها المجتمع الدولي، مشيرا إلى أنها تعد لمرحلة جديدة تبدأ بالانتخابات وهي ضرورة، على حد قوله.
 
ولا تختلف تلك التصريحات عن وجهة نظر واشنطن، فخلال الشهر الماضي، قال السفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر إن الحل في اليمن يجب أن يكون مبنيا على ثلاثة أسس تتمثل في "وقف القتال، وعدم إعاقة إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة، ومرحلة انتقالية تمثل كل اليمنيين".
 
فهو يؤكد أن بلاده لا تعتقد بأن هناك حلاً عسكريا للصراع في اليمن الذي تسبب بمعاناة غير عادية للشعب اليمني على مدى ثلاثة أعوام.
 
في المقابل ترى الحكومة اليمنية أن هناك استغلالا للملف الإنساني من قِبل الحوثيين الذين يراهنون عليه والمجتمع الدولي، وذلك لخدمة الانقلابيين.
 
طموح الحوثيين
 
وتعليقا على ما طرحة عبدالسلام، قال المحلل السياسي ياسين التميمي إن تصريحاته تلك ليست بجديدة، فقد سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء ومعظم شمال البلاد وكل مقدرات الدولة، ولم يتبقَ سوى الاستيلاء على السلطة الشرعية.
 
واستطرد لـ"الموقع بوست" أنه من المؤسف أن هذا الطرح يلقى تأييدا من أعضاء دائمين في مجلس الأمن، الذين لا يظهرون أي حساسية تجاه إمكانية سيطرة فئة طائفية على الدولة اليمنية، إذ كانت تتبنى خصومة مع القاعدة ذلك التنظيم الذي لم يعد له تأثير في البلاد بعد أن رحل الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي كان أكبر مستخدميه.
 
وأضاف أن نقطة تفوق مناهضي الانقلاب أنهم لا يزالون يثقون بأن الشرعية المعترف بها دوليا لا تزال بحوزتهم، لذلك يعمل الحوثيون على الضغط باتجاه الذهاب إلى تعويم السلطة الشرعية، بحيث يكونوا أحد مكوناتها قبل الانتقال إلى موضوع نزع السلاح.
 
وتابع "إنهم يريدون تكرار انقلاب 2014، عندما استولوا على الدولة باسم الشراكة ووفقا لاتفاق شراكة لم يحترموه، على الرغم من أنه صمم لغرض تمكينهم من مفاصل الدولة".
 
وحذر التميمي من خطورة التسليم بتلك المطالب، لأن تحصين السلام في اليمن لا يمكن أن يتحقق إلا بتجريد المجموعات المسلحة الخارجة عن السلطة الشرعية من السلاح، وهو أمر يكفله القرار 2216 الصادر تحت البند السادس.
 
ولفت إلى رغبة الحوثيين بتجاوز ذلك القرار بأي طريقة، وهو ما جعلهم يتمسكون بمشروع القرار البريطاني الذي لم يرَ النور.
 
لا تقدم
 
تستمر لليوم الثالث على التوالي مشاورات السويد، لكنها لم تتوصل حتى اليوم لحلول واضحة بشأن إنهاء الصراع في اليمن.
 
ووفقا لتصريحات مسؤول في مكتب المبعوث الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، فإنه لا يوجد جدول أعمال محدد للمشاورات، وهناك صيغة واسعة ومختلفة لتمكين الطرفين من قدر كبير من التفاعل.
 
وأضاف أن مجموعات العمل المصغرة التابعة للشرعية والحوثيين، بدأت بمناقشة عديد من القضايا بينها وقف التصعيد ومحافظة تعز.
 
يذكر أن المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي، اتهم الحوثيين بعدم جديتهم بالتوجه نحو السلام، برغم موافقتهم على الذهاب إلى مشاورات السويد، مؤكدا أن ذلك هو ذات التكتيك والأسلوب الإيراني في المفاوضات.
 
وكان الحوثيون قد طالبوا بفتح مطار صنعاء، وتحييد ميناء الحديدة، إلا أن الحكومة اشترطت أن يتم تفتيش الطائرات في عدن وسيئون مقابل ذلك، وهو ما يرفضه الانقلابيون.


التعليقات