تشاؤم تجاه نجاح مشاورات السويد.. ناشطون يسردون الأسباب
- خاص السبت, 08 ديسمبر, 2018 - 11:04 مساءً
تشاؤم تجاه نجاح مشاورات السويد.. ناشطون يسردون الأسباب

[ أطراف صراع الأزمة اليمنية في مشاروات السويد ]

تسود حالة من التوجس وتوقع الفشل لمشاورات السويد بين الحكومة اليمنية والحوثيين التي انطلقت الخميس الماضي في مدينة ريمبو برعاية أممية.
 
وانطلقت محادثات سلام بعد عامين من التوقف في وقت تهدد فيه المجاعة ملايين اليمنيين ويتضاءل دعم الحلفاء الغربيين للحملة العسكرية التي تقودها السعودية.
 
وتوالت ردود فعل نشطاء يمنيين حول توقعاتهم بفشل تلك المشاورات التي أكملت يومها الثالث، انطلاقا من التواطؤ الدولي والأممي تجاه ما تمارسه جماعة الحوثي، وتعنتها في كل المشاورات السابقة، وكذا تخبط الحكومة اليمنية وتراخيها.
 
تعنت مستمر
 
الباحث اليمني ومدير مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية عبدالسلام محمد توقع فشل مشاورات السويد، مشيرا إلى تعنت جماعة الحوثي في كل المفاوضات السابقة ونقضها للكل الاتفاقيات.
 
وقال عبدالسلام في منشور له على فيسبوك "لو خصصت مشاورات السويد للألغام فقط من أجل تسليم الخرائط لإنقاذ اليمنيين وجبر الضرر الذي أحدثته ألغام الحوثيين لاحتجنا سنوات مفاوضات وربما لفشلت دون تحقيق نتائج".
 
نفاق العالم
 
الإعلامي أحمد الزرقة قال إن مشاورات السويد بين أطراف الأزمة اليمنية سيكتب لها الفشل، مستشهدا بالمثل الشعبي "لو كانت شمس كانت أمس"، في إشارة منه إلى مراوغة الحوثيين وعدم انصياعهم إلى أي حلول.
 
 وقال "لن يشبع الحوثي من الحرب، ولن يحاول الفطام منها، فهي الشيء الوحيد الذي يتقنه، وهي من قدمته للعالم كطرف وسلطة أمر واقع كما يسميه المبعوث الأممي ومنظمات الأمم المتحدة"، مشيرا إلى أنه بالحرب وحدها يعيش المشروع الحوثي ويزدهر، ويثرى أمراء حربه على حساب حياة وجوع ملايين اليمنيين.
 
وأضاف "الانقلاب والحرب التي شنتها مليشيا الحوثي وتوظيفه للكتائب الناعمة والأدوات والمنظمات المائعة وأصحاب المواقف الملتبسة ومنظومة الفساد المحلية والإقليمية والدولية أسباب في استمرار كذبة الحوثي وتحولها لمظلومية كما يراد تسويق ذلك".
 
وتابع الزرقة الذي يعمل مديرا لقناة بلقس الفضائية قائلا: "الحوثي يسعى للتفاوض على ما في الآخرين وليس على مبدأ الإقرار بالخطأ أو من أجل إحلال سلام فذلك آخر ما يتمناه".
 
وأشار إلى أن العالم الذي قبل أن تجلس مليشيا على طاولة الحوار يستمر في النفاق والمغالطة وفق مصالحه ووفق ما يمكن الاستفادة منه من خلال الإبقاء على فزاعة المليشيا التي لا تفكر سوى في ضمان استمرار الحرب والمماطلة والتلاعب بالمفاهيم والمصطلحات.
 
واعتبر الزرقة بقاء الحوثي متحكما في مصير ملايين اليمنيين وفي مستقبل اليمن يتحمل التحالف جزءا كبيرا من المسؤولية لإضعافه موقف الشرعية وتحويلها لأداة عرجاء ممتلئة بالتشوهات، نظرا لامتلاكه أطماعا وأجندات لا تنسجم مع استعادة الدولة في اليمن وانتهاء الانقلاب.
 
تجاهل السجون
 
الكاتب الصحفي عبدالرقيب الهدياني، انتقد اتفاق الأطراف في مشاورات السويد خصوصا الإفراج عن المعتقلين والأسرى بين الحكومة والحوثيين في حين لم يشيروا إلى المعتقلين والمخفيين في سجون سرية تشرف عليها الإمارات في جنوب اليمن.
 
وقال "أم مختطف في سجن الإمارات بعدن تتساءل عن تبادل الأسرى بين الجانبين: عن الأسرى أو المختطفين المعتقلين في سجون التحالف لم يذكرهم أي أحد ولا شملهم أي اتفاق، لأنهم خارج الطرفين".
 
وأضاف: "في سجن بئر أحمد الآن 70 معتقلا حوثيا من الذي قاتلونا بعدن أيام الحرب بيشملهم الاتفاق وسيخرجوا وعيالنا الأبرياء في نفس السجن معتقلين، بالله من يرضيه هذا الكلام".
 
معضلة السلاح
 
الصحفي محمد الجرادي هو أيضا أشار إلى فشل المشاورات وتساءل قائلا: هل سيسلم الحوثي سلاحه في حال اتفقوا في مشاورات السويد؟ مضيفا: "لن يسلم قطعة واحدة من السلاح الذي بحوزته لأي حكومة مهما كان حجم تمثيله فيها، إنه قوته وعصب حياته".
 
أما الصحفي حسن الفقيه فقال إن "التراخي و‏التنازل قيد أنملة عن المرجعيات الثلاث، والسلام العادل هو بيع اليمن لـ 1000 عام قادمة لهذه الجماعة السلالية".
 
فيما الصحفي جمال الغراب قال إن "مفاوضات السويد ليست من أجل إيقاف الحرب كما يوهمونكم، بل من أجل إطلاق الأسرى لرفد جبهات القتال، وإطلاق المعتقلين السياسيين بهدف تأجيج الصراع، والاتفاق على فتح المطارات لتوريد مزيدا من الذخائر والأسلحة التي أوشكت على الانتهاء، وإطلاق الصحفيين لنقل مجريات هذه المعارك".
 
بيع الوهم
 
الباحث ثابت الأحمدي قال إن "استكهولم السويدية ستنتهي كما بدأت بكل تأكيد، ولن تغير في موازين القضية شيئا يذكر"، وأضاف ساخرا: لكن هل تتوقعون أن يتم إعلان البيان الختامي بهذه الصراحة؟
 
وأضاف: "سيضيفون عليه من الألفاظ والتعبيرات والإضافات ما يجعله بداية لفصل جديد مبشر بالخلاص، لن يصدموا الناس بالحقيقة المرة، بل سيبيعون لهم الوهم، كما باعوه من قبل في مشاورات جنيف 1 وجنيف2، والكويت".
 
وتابع : "الأسرى.. الميناء.. الرواتب.. ال.... هذه جزئيات من جزئيات الحوار، لا التفاوض ولا التشاور، وإن القضية الرئيسية والجوهرية هي إنهاء الانقلاب وتسليم الدولة كاملة"، وأضاف "غير هذا سنطحن الطحين، ونعجن العجين".


التعليقات