المخلافي: من الغباء منح صالح فرصة أخرى لأنه أهدر جميع الفرص السابقة (حوار)
- شوقي محمود (السياسة) الثلاثاء, 29 ديسمبر, 2015 - 10:20 مساءً
المخلافي: من الغباء منح صالح فرصة أخرى لأنه أهدر جميع الفرص السابقة (حوار)

قال نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، عبد الملك المخلافي، إن مليشيات الحوثي وصالح لم يكونوا مستعدين في مشاورات سويسرا، وإنما جاؤوها  لكسب نقطتين هما وقف إطلاق النار والعودة إلى العملية السياسية دون تقديم أي ثمن للسلام ومنه تنفيذ القرار الاممي 2216.
 
وأضاف في حوار مطول مع صحيفة "السياسة" الكويتية، أن الطرف الآخر "الحوثيون وصالح"، أدركوا أن أوهام الانفراد والغزو واستخدام القوة المسلحة لكسب السلطة لم تعد ممكنة ، مشيرا إلى أنه أصبح لديهم الآن استعداد أفضل من أي وقت مضى للقبول ولو نظريا بمتطلبات هذا القرار، وهذا ما يشكل تقدما قياسا بفترة مضت.
 
وأضاف المخلافي، أن وفد صالح ، طلبوا إلغاء العقوبات الأممية المفروضة على المخلوع علي عبدالله صالح وابنه ومجموعته، والذهاب إلى حوار سياسي مع مشاركة في الحكومة، إلا أن وفد الحكومة الشرعية أوضح بأن هذه العقوبات أممية، مشيرا إلى أن الوفد الحكومي اشترط للمشاركة في الحكومة تسليم الأسلحة والتراجع عن الانقلاب والانسحاب من المدن .
 
وشدد المخلافي على "أنه من الغباء إعطاء صالح فرصة أخرى لأنه أهدر الفرص السابقة التي لم تعط لغيره من الرؤساء الذين انتفضت وثارت عليهم شعوبهم، كما أن محاولات أعوان صالح فشلت لإنقاذ ديكتاتور دمر شعبه، ولم تعد هذه المحاولات إلا بمثابة الحرث في البحر".
 
 
وطالب المخلافي ايران بالعودة إلى الصواب واقامة علاقاتها مع شعوب الأمة العربية وليس مع الاقليات وان تراعى سيادة الاقطار العربية والا فعلى الامة العربية توجيه رسالة الى طهران بانها لن تسمح لها باستمرار هذا العبث في النسيج العربي. مشيرا الى كشف محاولات ايرانية لاستمرار تقديم الاسلحة الى المتمردين.
 
نص الحوار:
 
نبدأ حوارنا بالحديث عن زيارتكم الحالية للكويت، فماذا تقول؟
 
كان من الطبيعي ان نكون في الكويت بمجرد تعييني، وبعد محطة هامة في العمل الدولي الخاص باليمن وهي المشاورات التي تمت برعاية الامم المتحدة في سويسرا، وبالتالي كان يجب وضع الاشقاء في الكويت في صورة هذه المشاورات وبحث دعم الكويت لليمن في اطار التحالف العربي، وكذلك في اطار الاغاثة والقضايا الانسانية التي اعطت فيها الكويت بسخاء في هذا الجانب.
وايضا بحث امكانية انعقاد الدورة المقبلة للمشاورات الخاصة باليمن في الكويت، فهذا أمر مطروح ونبحثه مع الاخوة في الكويت الذين رحبوا بذلك، كما ان للامم المتحدة توجها لانعقاد هذه المشاورات في الكويت أو مصر أو الأردن، حيث تم الاتفاق على عودة المشاورات إلى المنطقة.
والحكومة اليمنية ترحب بهذا الجانب ونحن نبحث هذه المسألة قبل الاستقرار على البلد المضيف لهذه المشاورات.
 
ماذا كانت ردود القيادة الكويتية على استضافة الكويت لهذه المشاورات؟
القيادة الكويتية مرحبة بتقديم اي شيء يدعم اليمن والوفاق فيه ودعم استعادة الدولة والشرعية وفقا للاسس التي اعلنتها الحكومة الكويتية انها تتمسك بها في اليمن وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وتنفيذ القرار الاممي 2216 والقرارات ذات الصلة.
 
عفوا معالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية قبل انعقاد الجولة الأولى من المشاورات كنا نتكلم عن استضافتها من قبل جنيف أو مسقط ولكن الان يتم الحديث عن 3 دول عربية فقط، هل هذا ما تم الاتفاق عليه؟
نعم هذا صحيح، والكويت على رأس هذه الدول، ومصر والاردن.
 
هل من تغيير في الموعد المحدد وهو 14 يناير المقبل؟
نعم في هذا التاريخ، وكما ذكرت نحن نتحدث عن المكان مع الامم المتحدة والدول المعنية ومع الطرف الآخر من قبل المبعوث الاممي، والكويت مطروحة ضمن هذه الخيارات.
 
مشاورات سويسرا
 
في الجولة الأولى من المشاورات التي عقدت في سويسرا هل شعرتم بجدية الطرف الآخر في المفاوضات أم انه جاء لكسب وقت وهدنة ومساحة على الأرض اليمنية؟
في حقيقة الامر دعنا نعترف بأمرين، هو ان الطرف الآخر جاء الى هذه المباحثات وهو غير مستعد، وربما كان يعتقد انه سيحقق مكاسب في نقطتين هما وقف اطلاق النار والعودة الى العملية السياسية، دون ان يكون مستعداً لتقديم ثمن السلام، لان للسلام ثمناً ومنه تنفيذه للقرار 2216 الذي لم نذهب إلى جنيف الا بعد ان حصلنا من الأمم المتحدة على تأكيد بان الطرف الآخر قد التزم بتنفيذه وكانت هناك مسودة نهائية في هذا الجانب.
وبالرغم من عدم وجود الاستعداد لدى الطرف الآخر، الا انه ادرك ان اوهام الانفراد واوهام الغزو واوهام استخدام القوة المسلحة لكسب السلطة لم تعد ممكنة، وهذه الاوهام انكسرت ومن ثم لديه استعداد افضل من اي وقت مضى للقبول ولو نظريا بمتطلبات القرار 2216.
وهذا يمكن ان يشكل تقدما قياسيا بفترة مضت،مالا زالت هناك مناورة ومحاولة للهروب من تنفيذ هذا القرار.
وفي جنيف 2 وضعوا امام امر واقع والمجتمع الدولي كله قال لهم انه ليس امامهم الا تنفيذ القرار 2216، واتفقت على مجموعة من الخطوات، لم ينفذوها في بناء الثقة لكنها اصبحت ملزمة، وهناك ضمانات دولية بان ينفذوها بالنسبة لموضوعي الاغاثة والمعتقلين، كما تم الاتفاق على موعد الجولة المقبلة من المشاورات وان تكون بناء على اوراق في كيفية تنفيذ القرار 2216، كل هذه الامور تجعلنا نشعر بالتفاؤل الى حد ما لعلنا نصل الى السلام المنشود.
 
وفود إيران وحزب الله
 
 ترددت معلومات عن مشاركة شخصيات ايرانية ومن حزب الله مع الطرف الآخر اثناء المشاورات الماضية، ما مدى صحة ذلك؟
- لا.. لا، المفاوضات جرت بين وفدين، وفد حكومة الجمهورية اليمنية، ووفد المتمردين «حوثي – صالح» في مكان ما بشكل مستقل، وربما كانت هناك وفود اخرى خارج هذا المكان او اتصالات تدعم الطرف الآخر، وهذا معروف ومتوقع.
 
هل لديكم اي علم بهذه الوفود المساندة للطرف الآخر؟
- لا، ولكن سمعنا ولسنا مهتمين بهذه المسألة.
 
 هل من ايران ام حزب الله؟
- سمعنا، وكما قلت لسنا مهتمين بهذه المسألة، ومهتمون فقط بما يدور في المشاورات بيننا وبين الطرف الآخر، اما من يحضر آو يغيب، فأمر لا يشكل لنا اي قلق.
 
يقال ان الطرف الاخر طلب منكم اثناء هذه المشاورات خروجا آمنا لعلي عبدالله صالح؟
- طلبوا إلغاء العقوبات المفروضة عليه وعلى مجموعته التي فرضت عليهم بموجب قرارات الامم المتحدة بما فيها القرار 2216 الخاصة بصالح وابنه ومجموعته وان نذهب الى حوار سياسي ويريدون ان يشاركوا فيه في الحكومة.
 
 وماذا كان ردكم؟
- ذكرنا ان موضوعات العقوبات قرار اممي، اما بالنسبة للمشاركة، فنحن مع مشاركة كل اليمنيين في السلطة السياسية ولكن دون سلاح ودون استقواء ودون انقلاب او تمرد، فإذا سلموا سلاحهم وتراجعوا عن الانقلاب وانسحبوا من المدن، فأهلا وسهلا بكل يمني بمن فيهم هم.
 
عفوا.. هل الحكومة اليمنية توافق على خروج آمن لصالح وعدم محاكمته؟
- اعتقد انه يكون من الغباء اعطاؤه فرصة مرة اخرى، فهذا الرجل قد اعطي فرصة في المبادرة الخليجية واعطي حصانة خلافا لكل الرؤساء الذين انتفضت وثارت عليهم شعوبهم، واعتقد انه لم يكن هناك من هو اكرم من الشعب اليمني وقيادته الشرعية التوافقية التي جاءت بموجب المبادرة الخليجية للتعامل مع علي عبدالله صالح. لكن هذا الرجل خان، وضيع هذه الفرصة من ناحية وخان ما اعطي له من الشعب اليمني، وادخل البلد في حروب ومن ثم لا اعتقد ان احدا لا من اليمنيين ولا من الاشقاء الخليجيين ولا من المجتمع الدولي بوارد ان يعطي فرصة اخرى لصالح، والقرار الصادر ضده جاء بموجب الفصل السابع، ومازالت هناك لجنة مشكلة تبحث في اموال علي عبدالله صالح التي قدرتها في تقرير رسمي بـ60 مليار دولار في بلد فقير يفتقر الى ابسط مقومات التقدم.
وانا اقول لك ان هناك من عمل خلال الفترة الماضية ومن ضنمهم د.الارياني رحمه الله على ان يعطي صالح فرصة ثانية، ولكن هذا الرجل ابى الا ان يضيع الفرص، وبالتالي عليه ان يتخلى، ومثلما يجب عليه ان يتخلى عن وهم استعادة السلطة بعد ثورة بالدم والدبابات، وان يتخلى عن وهم انه سيحصل على النجاة مرة اخرى بعد ان دمر البلد وقتل الآلاف من اليمنيين.
 
هناك اعوان لعلي صالح قاموا بجولات عربية هل لديكم معلومات عنها وعن نتائجها؟
ـ كل المحاولات في هذا الجانب فاشلة وانقاذ ديكتاتور يدمر شعبه, لم تعد الا حرثا في البحر.
 
 تردد عن وجود وساطة عمانية حتى ان مسقط كانت مرشحة لاستضافة المباحثات السابقة, ما مدى صحة ذلك؟
ـ لا علم لدي باي وساطة عمانية ونحن لا نتحدث مع هؤلاء المتمردين الانقلابيين الا عبر الامم المتحدة.
 
إيران
 
وماذا عن ايران واترك هذا السؤال مفتوحا لكم لتقولوا ما تريدونه؟
ـ ايران بلد شقيق للعرب ومسلم ولكنه اختار ان يدعم اقليات الوطن العربي وان يتدخل في الشؤون العربية وان ينتهك سيادات الدول العربية ومن بينها اليمن, ونتمنى ان تعود الى الصواب وان تقيم علاقاتها مع شعوب الامة العربية وان تراعي سيادة اقطارها, والا فعلى الامة العربية ان توجه رسالة الى ايران بانها لن تسمح لها باستمرار العبث في النسيج العربي, واعتقد ان الرسالة في اليمن كانت واضحة.
 
 بالاضافة الى الدعم السياسي الايراني للمتمردين هل مازال الدعم العسكري مستمرا؟
ـ كشفنا محاولات ثم انه بسبب الاوضاع الموجودة هناك معلومات باستمرار هذه المحاولات لتقديم هذا الدعم.
 
على الرغم من الحصار الموجود على اليمن؟
ـ اليمن تمتد شواطئها الى 2500 كيلومتر وربما كان هذا الامر يحدث في وجود الدولة فيما قبل, فما بالك الان في حالة الانقلاب الموجودة فقد تحدث محاولات ولكن محدودة النتائج والنجاحات, وبالتأكيد لم نعد كما كانت من قبل وذلك في ظل الرقابة المفروضة بموجب القرار 2216 وهي رقابة واسعة على محاولات التسلل.
 
الوقائع على الارض
 
 اذا تحدثنا عن الواقع على الارض في اليمن, فماذا تقول؟
ـ ببساطة ان ذلك الطرف كان يتقدم الى ان اجتاح العاصمة الثانية عدن وخرجت الحكومة والان هو يتراجع.
 
ما مساحة الارض الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية الان؟
ـ بحسب الجغرافيا وليس عدد السكان فمن 70 الى 75 في المئة فلدينا الجنوب وهو يمثل ثلثي مساحة اليمن ولدينا الجوف ومأرب والجزء الغالب من تعز باستثناء اطراف المدينة, وكذلك لدينا اجزاء من البيضاء ومن صنعاء ومن ثم فان الحكومة على الارض تتواجد وتتقدم يوميا وهم في تراجع.
 
وماذا عن الاشتباكات على الحدود السعودية اليمنية واطلاق صواريخ بالستية من اليمن؟
ـ هذا امر طبيعي حيث تكون هناك بقايا سلاح والنزع الاخير منها بعد ان كدسها علي عبدالله صالح على مدى سنوات حكمه معسكرات واسلحة وكانت هي الانجاز الوحيد له في اليمن اذا جاز القول, ولكن هذا الطرف من خلال الاحتفاظ بكم صاروخ يطلقه من فترة الى اخرى يريد شيئا اساسياوهو القول بان الصراع هو يمني سعودي وليس بين الحكومة الشرعية والمتمردين حتى يتوهم ان العالم قد يتدخل ويقول ان المفاوضات يجب ان تكون بينهم وبين السعودية ولكن هذا امر لا يمتلك قراءة صحيحة للامور فالمشكلة يمنية اولا, والتحالف العربي بمن فيهم الاشقاء في السعودية جاء لدعم الحكومة الشرعية في اليمن ومن ثم فان الحل هو يمني اولا.
 
ننتقل إلى وجود قوات برية عربية في اليمن، فماذا تقول؟
- نعم وكل شيء معروف، وهؤلاء الاشقاء جاءوا لمساعدتنا، ولدينا من كل دول التحالف وخصوصا من دول الخليج الإمارات وطبعا السعودية والبحرين وغيرها، وهناك معركة اطرافها الحكومة الشرعية والتحالف العربي من جانب ومن الجانب الآخر المتمردون، وهذه المعركة لها متطلباتها، ولم تأت هذه القوات لتبقى في اليمن، ولكن من اجل مساعدة الشعب اليمني في مرحلة من المراحل.
 
 هناك من يتحدث عن وجود قوات مصرية في جزيرة يمنية خالية من السكان ولكن بهدف السيطرة على باب المندب، ما رأيكم؟
- ولا علم لي بالتفاصيل، ولكن الاشقاء في مصر جزء من التحالف العربي.
 
إعادة الأعمار
 
 هل من أرقام لخسائر هذه الحرب؟ وهل اليمن بحاجة إلى مؤتمر دولي للمانحين؟
- في الأصل كان اليمن بحاجة إلى مؤتمر دولي لاعادة البناء والاعمار من اثار دمار حكم صالح، اما الان فاليمن بحاجة الى مضاعفة في هذا الجانب والاشقاء في الخليج قالوا واعلنوا واخرها ما اعلنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في مؤتمر القمة الخليجية الذي عقد في الرياض قبل اسبوعين، واطلاق هذا الامر، واعتقد ان انتهاء الحرب يعني انطلاق حملة لاعادة اعمار اليمن من خلال مؤتمر دولي ودعم الاشقاء، ومع هذه الحملة ايضا اعادة دمج اليمن بصورة صحيحة وضرورية وملحة وعاجلة في منظومة مجلس التعاون الخليجي باعتبار ان هذا الدرس الذي حدث اكد للاشقاء في الخليج معنى اليمن بالنسبة لهم، واكد لليمنيين ايضا معنى الخليج بالنسبة لليمن.
 
 هل تم تحديد حجم الدمار والمبلغ المطلوب لاعادة بناء واعمار اليمن بعد الحرب؟
 ربما ما هو مطلوب الان ويتم العمل عليه.
 
وماذا عن الاغاثة العاجلة والمساعدات للشعب اليمني؟
 أعمال الاغاثة وتقديم المساعدات مستمرة.
 
هل من توقع بتاريخ تقريبي لانتهاء الحرب في اليمن؟ وهل يمكن ان يؤدي ذلك الى انفصال الجنوب؟
- لا اعتقد ذلك، والمشروع القائم هو اقامة يمن مستقر عادل اتحادي وفقا لمخرجات الحوار يشارك فيه كل ابنائه شماله وجنوبه وليس مشروع تقسيم ولا انفصال ولا استعلاء ولاهيمنة على أي جزء من اليمن وهذا ما اتفق عليه اليمنيون، وستنتهي الحرب عندما تنتهي اوهام المتمردين الانقلابيين بامكانية السيطرة، ويحقق الشعب اليمني السلم بإذن الله وتنفيذ الاسس التي ترتكز عليها الحكومة والمجتمع العربي والخليجي والدولي وتنفيذ القرار 2216.
 
 السؤال الاخير متروك لكم سؤالا وجوابا، فماذا تقول؟
- شكراً لك، ولم يتبق اي شيء لم تطرحه واسئلتك تدل على الحرفية والمهنية والخبرة، ولم تطرح من قبل ممن سبقوك خلال الحوارات التي اجريتها مع زملائك من الصحف الكويتية، وبالتالي سيكون حوارك مميزاً.


التعليقات