الرئيس هادي في ذكرى انتخابه الرابعة ... التحديات والنجاحات (تقرير خاص)
- وئام عبدالملك - خاص الأحد, 21 فبراير, 2016 - 05:05 مساءً
الرئيس هادي في ذكرى انتخابه الرابعة ... التحديات والنجاحات (تقرير خاص)

في مثل هذا اليوم ٢١ فبراير ٢٠١٢ تولى الرئيس عبد ربه منصور هادي سدة الحكم في اليمن، إذ خرج أكثر من سبعة ملايين ناخب يمني لترشيحه، رغبة منهم في طي صفحة الماضي، وبدء بناء اليمن الجديد، الذي خرجوا لأجله في ثورة فبراير ٢٠١١، وذلك في انتخابات توافقيه جاءت كنتيجة للمبادرة الخليجية التي اعتبرت كخارطة طريق لليمن عقب الثورة الشعبية التي اطاحت بالمخلوع صالح.
 
التحديات
 
منذ توليه الحكم، واجه الرئيس هادي العديد من التحديات أبرزها:
 
 المخلوع صالح
 
 في ٢٧ فبراير ٢٠١٢ نطق صالح متلعثما جملة" فخامة الأخ رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، الأخ المشير عبد ربه منصور هادي، وصفق الجميع، وفي ذلك اليوم سلم المخلوع صالح السلطة للرئيس هادي، وظهر صالح الطرف الذي سيبقى مراقبا وناصحا أمينا، لكن كل ذلك لم يكن سوى كالجبل الذي يحمل في أحشائه نارا تتأهب للانفجار، فحرص الرئيس المخلوع صالح- الذي يفكر بالتوريث لابنه- على إفشال هادي، بإشعال الحروب، والتأليب ضده من قبل القيادات المحسوبة عليه، ما اضطر هادي لأن يعلن في أحد الاجتماعات" لم أستلم من علي عبدالله صالح سوى العلم"، وكان هادي أمام تركة ثقيلة خلفها له النظام السابق، ولم يكتفِ صالح بإشعال الحروب فقط، وبدا جليا حجم غضبه من هادي في خطابه الأخير هذا الشهر.
 
ضرب الشرعية بالحوثيين
 
 بعد انقلاب الحوثيين في 21 سبتمبر 2014، ظهر جليا تحالف صالح مع الحوثيين، لتقويض الشرعية في اليمن، إذ خاضت الشرعية حربا شرسة ضدهم، وحققت العديد من الإنجازات بعد تحرير المحافظات، التي كان الحوثيون وصالح يسيطرون عليها بمليشياتهم.
 
الإرهاب
 
عمل المخلوع صالح على محاربة هادي والتحالف العربي، بأكثر ورقة كان يراهن عليها" الإرهاب"، وقد استخدم هذه الورقة للتأليب ضد الشرعية في اليمن، وعمل على إغراق العاصمة المؤقتة" عدن"، لإفشال عودة الحكومة الشرعية، وليخبر العالم بأن المدن التي يتم إخراجهم منها، يسيطر عليها الإرهاب.
 
حصار هادي
 
تمت محاصرة القصر الرئاسي في 20 يناير 2015، وأعلن هادي استقالته في 22 يناير إلى مجلس النواب، بعد استقالة حكومة خالد بحاح، ولم يعقد البرلمان جلسة لقبول الاستقالة أو رفضها، وأعلن الحوثيين إثرها عن الإعلان الدستوري، الذي قضى بحل البرلمان، وبتولي اللجنة الثورية برئاسة محمد الحوثي، رئاسة البلاد، وظل هادي قيد الإقامة الجبرية التي فرضها مسلحون حوثيون منذ استقالته، إلى أن فر من صنعاء متجهاً إلى مسقط رأسه" عدن" في 21 فبراير 2015، وأعلن منها سحب استقالته، وبدأ منذ لحظتها العد التنازلي لجماعة الانقلاب التي أرادت الانقضاض على الدولة.
 
وما تزال العديد من التحديات تواجه هادي، الذي كان نائبا للمخلوع علي عبدالله صالح، منذ ١٩٩٤ وحتى ٢٠١١، وأهمها حسب مدير قناة" يمن شباب" بتعز عمار ياسر في حديثه لـ( الموقع):" إعادة الوحدة المجتمعية وجبر الكسر المجتمعي، بعد هذه الحرب العبثية التي أحدثت شرخا في وجدان كل يمني، وشرخا أكبر في مبدأ المواطنة المتساوية"، و " وكذلك إخراج البلاد من كونها ميدان صراع لقوى إقليمية ودولية، إلى دولة ذات سيادة، ترفض أي أجندة خارجية تتعارض مع مصلحة الوطن، والاستمرار في طريق استعادة مؤسسات الدولة وهيبتها، واستكمال هيكلة الجيش والأمن، وإعادة تنظيم وتوزيع الوحدات العسكرية والأمنية، وبناءها على أسس وطنية".
 
قدره الحضور في الواجهة
 
حدثت العديد من التحولات والمنعطفات المهمة في اليمن، منذ تولي الرئيس هادي الحكم، الصحافي حسين الصوفي قال لـ( الموقع):" تقييم مرحلة إدارة الرئيس هادي لا يمكن أن يتم بمعزل عن الظروف والمناخ الوطني والإقليمي والدولي".
 
إذ أن الرئيس هادي- حد قوله- جزء من منظومة حضرت فيها التجاذبات والصراعات وتصفية الحسابات على المستويات المختلفة، وبالتالي فالمرحلة الانتقالية جاءت بعد توافق دولي، مثلما أن الانقلاب كاد أن ينجح برضى من أطراف دولية.
 
ويضيف:" اليمن مسرحا للتجاذبات الدولية، مثلها وأي دولة عقب الانقلابات على الربيع العربي، وبالتالي فالرئيس هادي جزء من منظومة، كان قدرهم الحضور في الواجهة في هكذا مرحلة، لكن ذلك لا يعفيهم من تحمل المسئولية".
 
الإنجازات
 
حقق الرئيس هادي العديد من النجاحات كان أكثرها أهمية، هو مؤتمر الحوار الوطني الذي انطلق في مارس 2013، والذي تم فيه تمثيل كل المكونات السياسية، وعملت فيه الفرق المشاركة، على مناقشة كل القضايا، وأوجدوا الحلول للمشكلات، التي شكلت خلافا على مدى سنوات طويلة، كقضية صعدة، والجنوب، كما أقروا تشكيل لجنة صياغة الدستور، وبناء الجيش والأمن، وبناء الدولة، والمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، وأعلن عن الوثيقة الختامية لمؤتمر الحوار، وكنا قد اقتربنا من آخر خطوات بناء الدولة، وهي مرحلة إعادة صياغة الدستور، إلى أن بدأ الحوثيون وصالح الحرب ضد كل الدولة، وعملوا على إجهاض كل ما تم بناؤه، متجاهلين وثيقة مخرجات الحوار الوطني التي كانوا هم مشاركين فيها.
 
هادي وشباب الثورة
 
الرئيس هادي الذي جاء كرئيس توافقي لإدارة المرحلة الانتقالية في البلاد، وذلك بعد أحداث ثورة فبراير التي أطاحت بالمخلوع صالح، وجه في الذكرى الخامسة للثورة الحكومة الشرعية لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، لاعتبار يوم الحادي عشر من فبراير عيدا وطنيا، وهذا القرار بالنسبة لشباب الثورة، اعترافا من الجميع بثورتهم.
 
الشباب الذين وقفوا إلى جانب الشرعية منذ اليوم الأول، وحتى اليوم بانضمامهم لصفوف المقاومة، يؤكدون دعمهم للشرعية حتى استعادة الدولة، عن ذلك قال لـ( الموقع) القيادي في ثورة الشباب" فبراير" محمد المقبلي:" ينبغي الحفاظ على الشرعية بكل سلبياتها، فالشرعية إحدى المخرجات السياسية لثورة فبراير، وجاءت بانتخابات، وما جاء بانتخابات يجب أن لا يذهب، إلا بانتخابات".
 
وأضاف:"  على المستوى السياسي قطع هادي شوطا جيدا، وبالذات وثيقة الحوار، كأهم وثيقة ورؤية، تحقق الحد الأدنى من أهداف الثورة وتم إشراك الشباب، والاعتراف بهم كمكون سياسي بنسبة 20% في كافة مؤسسات الدولة، وتم اعتماد ذلك في التشريعات التي انبثقت من مؤتمر الحوار".
 
وهي إنجازات كبيرة على مستوى التشريعات، وينتظر المقبلي وشباب فبراير تطبيقها.
 
أهم التحولات

شهدت البلاد العديد من التحولات منذ انتخاب هادي رئيسا توافقيا لليمن، ومن أهم تلك التحولات:
الاتفاق على شكل الدولة
 
حيث تم الاتفاق في عهد هادي على شكل الدولة، وكان من المقرر أن تكون دولة اتحادية" فدرالية" في اليمن، تلبية لطموحات الشعب.
 
هيكلة الجيش
 
عمل الرئيس هادي على إعادة بناء الجيش اليمني، على أسس وطنية، بما يكفل عدم دخوله في الصراعات السياسية، وعمل على إقالة العشرات من القادة العسكريين الموالين للمخلوع صالح، وأعاد تنظيم وتوزيع الوحدات العسكرية والأمنية، إلا أن قراراته تلك تم مواجهتها من قِبل بعض القيادات، برفض تنفيذها، ولم تفضِ تلك التغييرات إلى ما كان يؤمل منها.
 
تدخل التحالف

بعد سقوط العاصمة" صنعاء" بيد الحوثيين، تدخل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، في اليمن في مارس 2015م، وخاض التحالف الذي يساند المقاومة الشعبية ووحدات الجيش الوطني، المعارك ضد المليشيا التابعة لجماعة الحوثي وصالح، وهذا أبرز تحول حصل في اليمن، الذي ما زلنا حتى اللحظة نترقب ثماره، بعد تحرير حوالي 75% من الأراضي اليمنية من قبضة المليشيا المدعومة إيرانيا.


التعليقات