لماذا لم تصنف جماعة الحوثي كإرهابية ؟ ( تقرير خاص)
- وئام عبدالملك الأحد, 06 مارس, 2016 - 09:22 مساءً
لماذا لم تصنف جماعة الحوثي كإرهابية ؟ ( تقرير خاص)

[ متظاهرون ضد مليشيا الحوثي ]

بات مصطلح" الإرهاب" الوسيلة الأنجع لتحقيق المكاسب، وهو من أكثر المصطلحات التي تثير جدلا، إذ أصبح لكل دولة تعريف خاص بها له، بل حتى لكل جماعة.
 
وهو المسمى الذي تستخدمه أكثر الدول، وتطلقه على أي جماعة تشكل خطرا على الدولة، وتهدد أمنها واستقرارها.
 
وبعد تصنيف دول مجلس التعاون الخليجي لـ" حزب الله" كمنظمة إرهابية، أصبح بالإمكان التساؤل عن إمكانية تصنيف جماعة الحوثي المرتبطة بحزب الله وإيران كجماعة إرهابية.
 
فهناك ممن يسعون لبناء دولة تقوم على الهوية اليمنية الموحدة، يطالبون بتجريم الحركة الحوثية، التي بدأت نشاطها منذ أواخر التسعينات.
 
موقف دول التحالف
 
في 2014 أعلنت دولة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة جماعة الحوثي كجماعة إرهابية، إلا أن دول التحالف العربي والرئيس هادي منذ بدء الحرب في اليمن في مارس العام الماضي، لم تتخذ موقفا يصنف تلك الجماعة كجماعة إرهابية على غرار ما حدث لحزب الله.
 
الباحث في الشئون الإيرانية عدنان هاشم قال لـ( الموقع):" الواضح أن هناك اختلافاً داخل التحالف العربي، حول أن تكون جماعة الحوثي" إرهابية"".
 
وأضاف:" يعتقد التحالف بما فيه " أبوظبي" و " الرياض" أن الحوثيين سيكونون ضمن أي مرحلة انتقالية قادمة في البلاد، إذا ما طبقوا قرار مجلس الأمن الدولي، وفي حال فشل تطبيق القرار فستكون الحكومة اليمنية قد حررت العاصمة، وسيكون عليها وضع التنظيم في لوائح الإرهاب، من جانب آخر الحوثيون ينتمون ومتداخلون في معظم أجهزة الدولة، ويمتلكون نفوذاً لدى الدبلوماسية الغربية عبر ناشطيهم، ونشاط حزب الله وإيران، لذلك يضغط الغرب باتجاه بقاء الجماعة كعامل مؤثر في أي مرحلة سياسية قادمة في اليمن".
 
ويتفق الناشط الإعلامي تميم القحطاني مع رأي عدنان هاشم إذ ذكر لـ( الموقع):" أن إعلان جماعة الحوثي جماعة إرهابية، يعني انتهاء أمل أي حل سياسي قادم، وهذا ما يرفضه المجتمع الدولي، الذي يرفض تدخل التحالف العربي بشكل معلن وغير معلن".
 
الموقف الأمريكي
 
المحلل السياسي عبدالملك شمسان يرى أن:" الحاسم دوليا في تصنيف الجماعات هو الموقف الأمريكي بدرجة أساسية".
 
وفي حديثه لـ( الموقع) أوضح أن:" الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر جماعة الحوثي رأس الحربة، في مشروع تقسيم دول وشعوب الجزيرة العربية طائفيا، ومن لوازم أو توابع علاقة التخادم بينها وبين إيران، ولهذا لم يتوقف الأمر عند عدم إدراجها في قائمة الجماعات الارهابية، بل تعدى ذلك إلى ممارسة أشكال الضغط على السعودية لإيقاف الحرب في اليمن، وبالتالي انقاذ الحوثيين".
 
ويستدرك:" وبالطبع أقصد إنقاذ الحوثي كجماعة عنف مسلحة منظمة، أما الحوثيون كأفراد فهم جزء من المجتمع اليمني، ولا أحد يريد اجتثاثهم أو يطالب به".
 
الرئيس عبد ربه منصور هادي كان قد أشار في مقابلة معه نشرتها قبل أيام صحيفة" عكاظ" السعودية، إلى دعم فرنسي وبريطاني لجماعة الحوثي، وهم من ضغطوا وأدخلوهم بالحوار الوطني، على الرغم من عدم اعتراف الجماعة بالمبادرة الخليجية أو الحوار الوطني.
 
وبريطانيا وفرنسا من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، ولهن تأثير كبير على مجريات الأحداث حول العالم، ما دعم من موقف تلك الجماعة كثيرا.
 
المستفيد من تجريم الحوثيين
 
رئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات د. نجيب غلاب يرى أن تجريم الحركة الحوثية كعقائد سياسية كهنوتية وكمليشيا، سيؤدي إلى تغيير مجريات الصراع، وتغيير معادلات كثيرة شمالا وجنوبا، وتجريم تلك الحركة التي تشكل خطرا على مستقبل اليمن، له علاقة وجودية باستمرار اليمن كوطن حر وطبيعي، قابل للتقدم وبناء السلام.
 
وبحسب غلاب فالمستفيد من تجريم الحركة الحوثية والتعامل معها كـ" إرهابية هم مناصرو الحركة، من تم جرّهم إلى بنيتها الأيدولوجية، وحولتهم إلى مقاتلين بلا هدف ولا غاية نافعة لمستقبلهم،  اضافة الى أبناء القبائل اليمنية في الهضبة الشمالية ، التي تعاملت الحوثية معهم كمعسكر مغلق لإدارة حروبها الداخلية والخارجية؛ لتحقيق أهداف لا علاقة لها بمصالح أبناء القبائل ولا بتأمين متطلباتهم وحاجاتهم، وإنما التعامل معهم كعكفة، وظيفتهم حماية حكم من يدعي السيادة عليهم ويتعامل معهم كمزرعة خاصة.
 
ويرى ان المستفيد الآخر هي الدولة بمؤسساتها المختلفة، وفي القلب منها مؤسسة الأمن والعسكر، فالحوثية ذات نزعة استحواذية، وتعمل على تصفية المؤسسات لصالح حكم أقلية أيدولوجية، تديرها مصالح إيران ولديها طموحات تتناقض جذريا مع عقائد هذه المؤسسة، كما أنها تتعامل مع مؤسسات الحكم كأدوات، لا لخدمة المواطن، وإنما لترسيخ الكهنوت السياسي.
 
واردف غلاب وهناك مستفيدون آخرون وهم مختلف القوى الحزبية ومنظمات المجتمع المدني ورجال المال والأعمال، و مختلف التكوينات الشمالية والجنوبية أيا كان انتماؤها ومصالحها وخياراتها، ااضافة الى الشعب اليمني دولة ومجتمع بكافة فئاته.
 


التعليقات