تداعيات تعليق الجانب الحكومي مشاركته في مشاورات الكويت (تقرير)
- خاص - طلال الشبيبي الإثنين, 02 مايو, 2016 - 05:57 مساءً
تداعيات تعليق الجانب الحكومي مشاركته في مشاورات الكويت (تقرير)

وصلت المشاورات الجارية بالكويت، بين وفدي الحكومة الشرعية والإنقلابيين، إلى طريق مسدود، بعد قرار الوفد الحكومي، تعليق مشاركته في جلسات الحوار المباشرة، أمس الأحد، احتجاجا على التصعيد المستمر من قبل المليشيا الانقلابية، في مختلف الجبهات.
 
وجاء قرار تعليق المشاركة في المشاورات، من قبل الوفد الحكومي، بعد سيطرة مليشيا الحوثي على لواء العمالقة، بمحافظة عمران، فجر الأحد، وقيامها بنهب محتوياته بعد حصار دام عدة أشهر، وهي الخطوة التي وصفها رئيس وفد الحكومة الشرعية إلى المشاورات، وزير الخارجية عبد الملك المخلافي بأنها بمثابة "نسف لمحادثات السلام".
 
ويأتي هذا التطور، في الوقت الذي يعلق اليمنيون آمالهم على مشاورات الكويت، لانتشال البلد من حالة الحرب، وبما يضمن رضوخ مليشيا الحوثي والمخلوع الإنقلابية، واعترافها بالحكومة الشرعية، وتسليمها سلاح الدولة، ومؤسساتها، وانسحابها من جميع المناطق والمدن التي سيطرت عليها.
 
تعليق المشاورات المباشرة
 
حول هذا التطور الذي شهدته الكويت، أمس الأحد، قال الكاتب والمحلل السياسي محمد جميح في تصريح خاص لـ(الموقع) "، إن المشاورات لم تتوقف، وإنما تم تعليق المشاورات المباشرة فقط، لافتا إلى أن المشاورات ستظل منعقدة، بشكل غير مباشر.
 
ولفت جميح، معلقا على قرار الوفد الحكومي تعليق مشاركته في جلسات المشاورات المباشرة، إلى "أن هذا أقل موقف يجب اتخاذه أمام استمرار خروقات المتمردين لوقف إطلاق النار".
  
من جانبه قال مدير مكتب قناة الجزيرة باليمن، سعيد ثابت إن تعليق الوفد الحكومي للمشاورات، هو بمثابة "استراحة، بعد أن حقق الحوثي وصالح هدفا بنهب واجتياح معسكر العمالقة في عمران"، لافتا إلى أنهم سيعاودون المشاورات ليجتاحوا مدينة محاصرة.
 
واضاف سعيد في صفحته على موقع "فيسبوك": "لاحظوا المبعوث الأممي لم يعبر عن انزعاج فضلا عن ادانة أو استنكار لاجتياح المليشيا للمعسكر ونهب السلاح مراعاة لمشاعر بني كيري".
 
وتبذل الأمم المتحدة جهوداً لإنجاح المشاورات، غير أنها لم تتخذ أي موقف إزاء الخروقات المتكررة للمليشيات الانقلابية مختلف الجبهات، وهو ما طالب به وفد الحكومة.
 
وتُتهم الأمم المتحدة عبر مبعوثها ولد الشيخ بالانحياز للانقلابين، حيث لم تكن المنظمة الدولية، جادة في التعاطي مع ملف وقف إطلاق النار، منذ أول أيامه.
 
لواء العمالقة
    
وألقت عملية الاقتحام بظلالها على محادثات السلام اليمنية المنعقدة في دولة الكويت، بعد أن أعلن الوفد الحكومي، مساء الأحد، تعليق مشاركته في المشاورات المباشرة، مع وفد الإنقلابيين، الأمر الذي انتقده المبعوث الأممي، بشكل ضمني، مشيرا إلى أنه بالرغم من تفهم المنظمة الدولية لأسباب تعليق الجانب الحكومي لمشاركته في المشاورات، إلا أنه يجب أن يتعاطى الجميع بمسؤولية مع عملية السلام، حد قوله.
 
وعدت عملية اقتحام لواء العمالقة، تصعيدا خطيرا من جانب الميليشيا، يعكس التوجه الذي لديها، لنسف اتفاق الهدنة، بل وإجهاض محادثات السلام اليمنية في الكويت.
 
وهذا، ما جعل من رد الحكومة اليمنية، سريعا، من خلال تعليق مشاركة وفدها التفاوضي مشاركته في المشاورات المباشرة، بسبب خروقات المليشيا المستمرة، والتي كان آخرها، اقتحام لواء العمالقة.
 
وعلقت الناشطة اليمنية الفائزة بجائزة نوبل للسلام توكل كرمان على الواقعة قائلة: “"استيلاء ميليشيا الحوثي على لواء العمالقة بالتزامن مع ضجيج طاولات حوار الكويت يقدم دليل إضافي على كيفية رؤية الميليشيا للحوار، لم يكن يوماً سوى وسيلتها للاستيلاء على مزيد من الأرض وعلى المزيد من المؤسسات العامة".
 
من جانبه، اعتبر الإعلامي اليمني أحمد الشلفي "اقتحام لواء العمالقة أو اللواء 29 بعمران من قبل الحوثي – صالح تعقيدا جديدا، فهذا اللواء كان يعول عليه أن يكون أحد الألوية التي تستلم السلاح".
 
وأضاف في تغريدة على حسابه بموقع تويتر: "سفراء الدول الغربية كانوا يعرفون أهمية لواء العمالقة بعمران ودوره في المرحلة القادمة كمعسكر وسط بإمكانه أن يكون له دور إذا ما حدث وفاق".
 
فيما علق وزير الثقافة السابق خالد الرويشان "يطالبونهم بتسليم سلاح الدولة المنهوب فيكون الجواب نهب معسكر العمالقة، ويطالبونهم بالتهدئة، فيكون الجواب ضرب حيّ المسبح في تعز".
 
وأضاف الرويشان بصفحته على موقع "فيسبوك": "يعلنون موافقتهم على قرار مجلس الأمن ٢٢١٦، ثم يعلنون عدم مرجعيته في نفس الوقت".
 
وقال وزير الثقافة السابق: "خبرة هائلة في اللف والدوران"، مشيرا إلى أن الكويتيين في حالة ذهول، "وبدأوا يشعرون بالدوار ..والدوخة!".
 
بدوره قال المحلل السياسي والناشط الحقوقي فيصل المجيدي "آخر العلاج الكي ... دعوها لجواس".
 
وأضاف المجيدي بصفحته على موقع" فيسبوك"، متحدثا عن الحوثيين: "يرفضون الحديث عن تسليم الأسلحة والانسحاب من المدن بل ويقولون انهم غير معنيين بالقرار 2216".
 
وتابع المجيدي: "يقولون عن أنفسهم انهم الشعب اليمني فيما يرون الشعب وكأنهم من موزمبيق أو الكونغو ..يتحدثون عن حكومة وحدة وطنية وعن شراكة  يشرعنون من خلالها الانقلاب ويحصلون على الاعتراف الإقليمي والدولي بهم ..ثم بعد ذلك سيسقطون هذه الشراكة بقوة السلاح أو ستكون في احسن الاحوال شراكة صورية.. وربما يشنون بعدها حروبهم على الجيران تحت لواء الدولة اليمنية وبدلا من أن يكونوا مليشيا سيصبحون دولة".
 
واشار إلى أن الانقلابين يعلمون أن قوة الحكومة ممثلة في الشرعية الشعبية والإقليمية والدولية والقرارات الـ 7 الصادرة من مجلس الأمن منها الـ 2 تحت الفصل السابع إضافة إلى 4 بيانات رئاسية كلها متكأة عليها، ولهذا يريدون إسقاطها بأية طريقة، حسب وصفه.
 
وختم المجيدي بالقول: "عقليتهم قائمة على العنف وامتلاك أدوات الدمار، الحوار معهم بيزنطي لن يسلموا السلاح ابدا إلا إذا تم دخول صنعاء وكهف السيد على أن يقود جواس معركة الكهف".
 
موقف الإنقلابيين من قرار الوفد الحكومي
 
 وردا على قرار الوفد الحكومي تعليق مشاركته في المشاورات المباشرة، اتهم المتحدث باسم جماعة الحوثي، وعضو وفدها التفاوضي، محمد عبد السلام، الجانب الحكومي، باختلاق الأعذار لتعطيل المشاورات.
 
وقال عبد السلام، في تصريحات صحفية: "إن من لا يريد السلام ومصلحته ومستقبله مرهون باستمرار الحرب على اليمن هو من يختلق مبررات وأعذار واهية لتعطيل المفاوضات ".
 
وأضاف المتحدث باسم الحوثيين: " قدمنا رؤية وطنية شاملة تجمع ولا تفرق تقرب ولا تبعد تحترم الشراكة والتوافق والتعايش وتلامس هموم الجميع بلا مزايدة أو تطبيل ".
 
تضليل
 
من جانبهم أوضح مراقبون أن تصريحات ناطق الحوثيين، محمد عبدالسلام، امتداد لسياسة الخداع والتضليل، الذي تنتهجه الجماعة، مشيرين إلى أن الإنقلابيين، هم من يعرقلون المفاوضات، بعدم موافقتهم بتسليم السلاح الثقيل للدولة والانسحاب من المدن التي يسيطرون عليها، إضافة إلى الخروقات المستمرة للهدنة، في كل جبهات القتال، كان أخرها قيامهم فجر أمس الأحد، باقتحام معسكر العمالقة ونهب معداته العسكرية.
المبعوث الأممي
 
من جانبه، قال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إنه بالرغم من الأجواء الإيجابية التي طغت على المشاورات خلال الأيام الماضية، فقد علق الوفد الحكومي، مشاركته في الجلسات المشتركة، بسبب ما حدث في محافظة عمران، في إشارةِ منه لسيطرة مليشيا الحوثي على لواء العمالقة فجر أمس.
 
وأضاف ولد الشيخ، معلقا على حادثة استيلاء المليشيا على معسكر العمالقة: " نحن لا نقلل من أهمية ما حدث ويحدث لكننا نكرر أن الطريق الوحيد للحل هو الحوار السلمي والالتزام الكامل بقرارات مجلس الأمن وخارطة الطريق التي رسمتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني".
 


التعليقات