في اليوم العالمي للصحافة: الاعلام اليمني انتكاسة وانهيار تحت حكم المليشا (تقرير)
- وئام عبدالملك - خاص الثلاثاء, 03 مايو, 2016 - 08:50 مساءً
في اليوم العالمي للصحافة: الاعلام اليمني انتكاسة وانهيار تحت حكم المليشا (تقرير)

يحل اليوم العالمي للصحافة في اليمن في ظل ظروف بائسة تعيشها الصحافة اليمنية منذ أكثر من عامين، جراء الانقلاب الذي نفذته مليشيا الحوثي والمخلوع صالح على النظام الحاكم في البلاد.
 
ويحتفل الصحفيون في مختلف دول العالم، في الثالث من مايو/ أيار، باليوم العالمي الصحافة، للمطالبة برفع سقف الحريات، والتنديد بأي محاولات لقمعها.
 
لكن في اليمن، ومنذ سقوط صنعاء بيد الانقلابيين في سبتمبر/ أيلول 2014، واجهت الصحافة أكبر التحديات، التي هددت بتغييبها تماما، بعد استخدام القوة المفرطة، ضد الصحفيين من قبل سلطات الانقلاب، وهو ما جعل من هذه الفترة، الأسوأ في تاريخ الصحافة اليمنية.
 
فمنذ ذلك الحين قتل 15 صحافيا، تم استهدافهم مباشرة برصاص قناصة تابعين للمليشيا، أو قتل عمد، وبعضهم قتلوا بغارات لطيران التحالف العربي، أثناء تواجدهم في مناطق تعرضت للقصف.
 
وعاش الصحفيون في اليمن، طيلة العامين الماضيين، ما بين مطارد، ومسافر خارج البلد، بينما تعرض العشرات منهم لاعتداءات جسدية ونفسية، في معتقلات المليشيا، كما تعرض آخرون للقتل، والتعذيب، وإيقاف المرتبات.
 
كما داهمت المليشيا التابعة للمخلوع صالح والحوثيين، مكاتب القنوات الإعلامية المحلية والخارجية في اليمن، وكذا مكاتب المواقع الإلكترونية، وصادرت العديد من الصحف.
 
بدورها، دانت العديد من المنظمات تلك الممارسات بحق الصحفيين من قبل سلطات الإنقلاب، في حين ناشدت قبل أيام أسر عشرة صحفيين مختطفين التدخل لإنقاذهم، بعد أن منعتهم المليشيا، من زيارتهم أو إدخال الدواء لهم، إلى جانب تعرضهم للتعذيب النفسي والجسدي في زنازينهم الانفرادية.
 
وتعد الجرائم الموجهة ضد الصحفيين جرائم حرب، بناء على اتفاقية روما 1998، كما يلزم قرار مجلس الأمن رقم(1738) الذي صدر عام 2006، جميع الأطراف في النزاعات المسلحة حول العالم بتنفيذ التزاماتهم، إزاء الصحفيين وفق القانون الدولي.
 
إحصائيات
 
مؤخرا صدر تقرير عن مركز الإعلام الاقتصادي، ذكر فيه أن الربع الأول من العام الجاري، شهد 107 حالة انتهاك للحريات الإعلامية في البلاد.
 
وتوزعت الانتهاكات - بحسب التقرير- بين حالات قتل واختطاف وإصابة وتهديد، ومحاولة قتل واقتحام ونهب منازل ومؤسسات إعلامية، واعتداء بالضرب وإيقاف ومصادرة الصحف، إلى جانب حجب واختراق مواقع إلكترونية، بالإضافة إلى الانتهاكات التي طالت ناشطي وسائل التواصل الاجتماعي.
 
وتوزعت الانتهاكات التي رصدها مركز الإعلام الاقتصادي بين 33 حالة اختطاف، و 15 حالة إصابة، و 13 حالة تهديد، و 13 حالة حجب مواقع إخبارية، و 12 حالة اعتداء، و6 حالات قتل، و 4 حالات محاولة قتل، و 3 حالات اختراق صفحات "الفيسبوك"، وحالتين تفجير واقتحام منازل، و4 حالات مصادرة واقتحام ومنع طباعة صحف، وإغلاق مؤسسة إعلامية، وحالة اعتقال واحدة، وحالة تحريض واحدة ضد صحفي.
 
وفي التقرير الصادر عن ذات المركز، فقد رصد العام الماضي 530 حالة انتهاك بحق الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية في اليمن، وذكر كذلك أن 630 من الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام اليمنية فقدوا أعمالهم، بعد تزايد الاعتداءات على مقرات الصحف، واقتحام المؤسسات الإعلامية المختلفة.
 
تضييق ومطاردة
 
بكثير من الحذر بات الصحفيون يتعاملون، ويستعدون في أي لحظة لاعتقالهم أو تفتيشهم، لأنهم يعلمون أنهم مستهدفون، وباتت توصف مدينة" تعز" وسط اليمن، أنها الملجأ الآمن الوحيد للصحفيين.
 
الصحافي نبيل الشرعبي في رسالته التي وجهها إلى صحفيي العالم، ذكر أنه تعرض للاعتقال مرتين خلال الفترة ما بين 11 فبراير/ شباط 2015 و 30 يناير/ كانون الثاني 2016، كما تعرض خلال تلك الفترة للإيقاف والتفتيش لأكثر من 13 مرة، بالإضافة إلى تتبع كل تحركاته حتى الآن.
 
الصحفي صلاح عفيف هو الآخر ذكر لـ( الموقع):" أنه ومنذ انقلاب المليشيا وسيطرتها على الدولة، أصبح الصحافي اليمني يجد نفسه، وكأنه صيد ثمين، وبندقية الصياد تلاحقه أينما ذهب، ولم يعد بإمكانه التعبير عن آرائه بحرية كما في السابق".
 
كان الزميل" صلاح" الذي يعمل في الصحافة الإلكترونية، واحدا من الذين تعرضوا للاعتداء والضرب وتم مصادرة ما بحوزته، واضطر لترك كلية الإعلام بالعاصمة صنعاء التي كان يدرس فيها، والعودة إلى تعز لأنها باتت المتنفس الوحيد للتعبير عن آرائه، وروى لـ( الموقع):" كنا نتعرض لمضايقات شبه يومية، وخاصة إذا خرجنا بمسيرات طلابية ضد ملشنة الجامعة، وتحويلها إلى ثكنة عسكرية، وذات يوم قبل انطلاق عاصفة الحزم بحوالي شهر، أثناء ذهابي للدراسة في كلية الإعلام، وصلت إلى البوابة الرئيسية لجامعة صنعاء، اعتدى عليّ اثنين من المليشيا خلف كلية التربية بجامعة صنعاء، تم ضربي بقوة في مؤخرة رأسي وأفقدني ذلك الوعي، وتم مصادرة كل ما بحوزتي".
 
حرية الصحافة مُغيبة
 
عضو مجلس نقابة الصحفييين أحمد الجبر في تصريحه لـ( الموقع) قال:" يحتفل العالم اليوم بمناسبة" اليوم العالمي لحرية الصحافة" في الوقت الذي لم يعد للصحافة المستقلة والمعارضة في اليمن أي وجود".
 
وعدَّ الحديث عن حرية الصحافة في بلادنا، هو" حديث عن حالة مغيبة تماماً، لم يعد لها وجود في اليمن منذ عامين".
 
مضيفا:" ما يذكرنا بالصحافة وحرية الرأي والتعبير في اليمن، هي حالات الاختطاف، والاعتقال، والتهديد لكل من كان ينتسب للصحف الأهلية والمعارضة، وكذا من يكتب منشورا مناوئا للسلطة الانقلابية، فضلا عن جرائم التنكيل، والقمع، والملاحقة، والتهديد اليومي الذي يتعرض له الصحافيون، والكتاب على مواقع التواصل الاجتماعي".
 
مؤازرة الصحافيين
 
وجدد" الجبر" دعوته للمنظمات الدولية المعنية، إدانة هذه الجرائم ومؤازرة النقابة، في مساعيها لملاحقة مرتكبيها، وعدم افلاتهم من العقاب.
 
وفي هذه المناسبة وغيرها ذكر أن:" النقابة مواصلة جهودها في مواجهة آلة القمع والتنكيل، وفي الدفاع عن حق الصحافة والصحافيين، في ممارسة حرية الرأي والتعبير دون ترهيب أو قيود، وتؤكد أنها ستلاحق قضائيا كل من له صلة بالانتهاكات بحق الصحافة والصحافيين".
 
الصحافيون هم الشجعان
 
بدوره دعا رئيس لجنة التدريب والتأهيل في نقابة الصحفيين نبيل الأسيدي كافة المنظمات والهيئات الدولية المعنية بحرية التعبير، وحقوق الإنسان، النظر إلى معاناة الصحفيين في اليمن، فالصحفيون في اليمن يعملون في بيئة هي الأخطر في العالم، بعد أن قُتل 15 صحفيا".
 
ووصف الصحفيون في اليمن "بأنهم الشجعان، وهم يغامرون بحياتهم من أجل ايصال الحقيقة للرأي العام وللعالم".
 
كما أشار إلى " أن ما يحدث للصحافة والصحفيين في اليمن، يعد الأبشع منذ أن عرفت اليمن الصحافة، فالاعتداءات على الصحفيين لا تنتهي، والانتهاكات بحقهم ولحقوقهم مستمرة بشكل بشع، والصحفي اليمني يعمل في بيئة صعبة جدا، ويعمل في أدنى مستويات السلامة وفي أوضاع خطرة جدا".
 


التعليقات