لماذا يستهدف الطيران الأمريكي المقاومة الشعبية في البيضاء؟ (تقرير خاص)
- وئام عبدالملك - خاص الأحد, 12 يونيو, 2016 - 11:41 مساءً
لماذا يستهدف الطيران الأمريكي المقاومة الشعبية في البيضاء؟ (تقرير خاص)

[ طائرة أمريكية دون طيار - إرشيف ]

تشن طائرات أمريكية دون طيار، غارات جوية على عناصر تنظيم القاعدة في اليمن، في إطار الاتفاقية الأمنية، الموقعة بين الحكومة اليمنية وواشنطن.
 
إلا أن اللافت في الأمر، هو استهداف طائرات الدرونز الأمريكية لمواقع تابعة للمقاومة الشعبية في محافظة البيضاء وسط اليمن أكثر من مرة، ومؤخرا وتحت مسمى" القصف الخطأ"، قضى في التاسع من يونيو/ حزيران 2016، اثنان من رجال المقاومة الشعبية في المحافظة.
 
وغالبا ما تتزامن الغارات الجوية التي تستهدف المقاومة في" البيضاء"، مع إحرازها تقدما على الأرض، فأثار ذلك التساؤلات حول الدور الأمريكي الذي تقوم به الولايات المتحدة في اليمن.
 
وبحسب محللين استطلع (الموقع بوست) آراءهم، فإن الولايات المتحدة التي تدعم الانقلابيين، تواصل دعمها لهم تحت مبرر مكافحة الإرهاب، ليمنحوا الانقلابيين الشرعية السياسية والعسكرية على الأرض، وعن استهداف مقاومة البيضاء تحديدا، يشيروا إلى أن المحافظة، هي إحدى بوابات الحسم المتبقية لدى التحالف العربي، للضغط على صنعاء، الخاضعة لسيطرة الانقلابيين.
 
ولفتوا إلى أن الطيران الأمريكي ما يزال يعتمد على عمار صالح المقرب من الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في توجيه ضرباته لقصف أماكن تمركز القاعدة، ولم تقدم الحكومة اليمنية بديلا لجهاز المخابرات، ما جعل المقاومة عرضة للاستهداف.
 
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية في 20 مايو/أيار، أدرجت على لائحة ممولي الإرهاب، محافظ محافظة البيضاء نايف القيسي، المُعين من قِبل الرئيس عبدربه منصور هادي، وفي أواخر 2013 أدرج كذلك على عين اللائحة أمين عام حزب الرشاد "السلفي" الشيخ عبد الوهاب الحميقاني الذي ينتمي كذلك إلى محافظة البيضاء.
 
كما تزايد السخط على تلك الغارات التي يشنها الطيران الأمريكي، بعد أن راح ضحيتها طوال السنوات الماضية بعض المدنيين.
 
الحوثية ورقة أمريكا
 
في السياق قال المحلل السياسي محمد الغابري أن:" السياسة الأمريكية تجاه اليمن لها محددات، ودوافع وأهداف، ثم خطط وإدارة، والمرحلة الراهنة تعدُّ الحالة اليمنية مثالية لها، وذلك بوجود جماعة الحوثي؛ إذ تدرك الإدارة الأمريكية أن الحوثية، من أهم العوامل لتعطيل عناصر القوة اليمنية، وتبقى اليمن معها في حالة صراع وحروب، ولا يمكّن من الاستقرار الذي يؤدي إلى استثمار عناصر القوة اليمنية، وهي عناصر يدركها الأمريكيون، ومؤهلة لدولة قوية، يجعلها قائدا إقليميا وفاعلا في السياسة الدولية".
 
من هذا المنظور أوضح الغابري لـ(الموقع بوست) إن:" الإدارة الأمريكية حريصة على أن تبقى الحوثية قوة مؤثرة، وتسعى للتوصل إلى حلول، أهم ما فيها عدم الحسم عسكريا، كما تسوق للحوثية كوكيل في محاربة القاعدة، ومن ثم لا تريد للمقاومة والجيش والشرعية أن تنتصر، فتتدخل عسكريا لضرب المقاومة تحت لافتة القاعدة".
 
وأكد "أن الحوثية ورقة رابحة لأمريكا، لأنها لن تسمح بقيام نظام وطني في اليمن".
 
كسب الموقف الغربي
 
من جهته قال الباحث في شئون الجماعات المسلحة والمحلل العسكري علي الذهب:" مثلت البيضاء الورقة الأولى التي زايد بها الحوثيون في كل معتركاتهم السياسية والعسكرية، وما زالوا، إلى الآن، يزايدون بها باسم محاربة القاعدة، بقصد كسب موقف الغرب، وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية، وتماهوا جميعا في مشروع مكافحة الإرهاب هذا، للدرجة التي قاتل الحوثيون في هذه المحافظة تحت غطاء الطيران الأمريكي طيلة العامين الماضيين".
 
ووصف الذهب لـ(الموقع بوست) ما يجري اليوم امتدادا للأمس، واجتهاد أمريكي لتعزيز وجود الحوثيين وتقوية سلطتهم، وقمع أي قوة تقف في طريقهم في عملية تخادم متبادل.
 
كما لا يستبعد" الذهب" أن تتكرر الهجمات لتطال فصائل المقاومة الأخرى في عدد من المحافظات، على طريق التخادم غير المعلن بين الحوثيين والأمريكيين، وتحت ذريعة محاربة القاعدة".
 


التعليقات