هل تريد الإمارات انسحابا هادئا من المشهد في اليمن؟ (تقرير خاص)
- عفاف الأباره - خاص الخميس, 16 يونيو, 2016 - 11:18 مساءً
هل تريد الإمارات انسحابا هادئا من المشهد في اليمن؟ (تقرير خاص)

[ لدى استقبال القوات الإماراتية العائدة من اليمن إلى الإمارات في وقت سابق ]

في خطوة يكتنفها الغموض أعلن وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، انتهاء مهام قوات بلاده في اليمن، خلال محاضرة ألقاها أمس الأول، بأبو ظبي.

وقال الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشئون الخارجية أن الحرب انتهت بالنسبة لقوات الإمارات المشاركة في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، معللاً ذلك الانسحاب بان التدخل العسكري أنجز كل المطلوب، وأنه تبقى الانفراج السياسي، وهو يقع على عاتق اليمنيين أنفسهم.
 
وبالرغم من محاولة الوزير الإماراتي التنصل من مسؤولية ما ورد على لسانه في محاضرته التي كان عنوانها: "الامارات والتحالف والأزمة اليمنية: القرار الضرورة"، بإشارته إلى أنه تم اجتزاء المحاضرة، وأن الإمارات مستمرة في الحرب لدعم الشرعية في اليمن، إلا أن متابعون أكدوا أن إعلانه لم يكن من فراغ، وليس كما أشار قرقاش، مجرد اجتزاء خاطئ.
 
قرقاش أكد أيضاً أن دور بلاده الأساسي، فيما يتعلق بعملية "عاصفة الحزم" في اليمن، صار يقتصر على تمكين اليمنيين في المناطق المحررة.
 
ومنذ انطلاق عاصفة الحزم في مارس من العام 2015، برزت الإمارات كثاني دولة إلى جانب السعودية خلال العمليات العسكرية.
 
ومثلت الإمارات ضلعا رئيسا في التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، وقد ظهر الدعم الإماراتي جلياً للعمليات المختلفة التي أعلنت عنها المملكة العربية السعودية، وتجسد هذا الدعم بمشاركتها بحوالي 30 طائرة مقاتلة في التحالف العربي.
 
وشاركت القوات الإماراتية في معارك تحرير مدينتي عدن ولحج، إضافة إلى السيطرة على مدينة المكلا بعد انسحاب مسلحي القاعدة منها بداية الشهر الماضي.
 
تقليص عدد القوات المتواجدة في اليمن
 
وما يمكن ملاحظته أن هذا إعلان الوزير الإماراتي، جاء بالتزامن مع تقليص أبو ظبي، لأعداد قواتها المتواجدة في اليمن، وخصوصا في عدن، حيث وصلت قوات سعودية إلى العاصمة المؤقتة لتولي مهمة تأمين القصر الرئاسي، في منطقة المعاشيق، وكذا عدد من المرافق الحيوية في عدن.
 
كما أن هذا القرار، يأتي بعد سقوط مروحيتين إماراتيتين، قبل يومين، في خليج عدن، في ظروف لا تزال غامضة.
 
ونتيجة لهذا الإعلان المفاجئ، برزت تساؤلات عده عما إن كان التحالف قرر الحسم سياسيا أم سيواصل عملياته العسكرية حتى النهاية.
 
دور فاعل في الجنوب
 
وفي السياق يرى الباحث السياسي "عبد الغني الماوري " أن دولة الإمارات لم تعد راغبة في مواصلة العمليات العسكرية ضمن التحالف.
 
وتوقع الماوري في تصريح لـ(الموقع بوست)، أن الإمارات ستظل تقوم بدور فاعل في الجنوب، وهو دور لا يبدو أنه محل إجماع محلي إلا أنه يلقى ترحيب من الحراك الانفصالي ومن بعض الشخصيات الغاضبة من قرارات الرئيس هادي التي أطاح بموجبها بنائبه ورئيس حكومته خالد بحاح.
 
المحرك الأساسي للتحالف العربي
 
 وعن تأثير ذلك القرار على قوات التحالف العربي يضيف الماوري: "منذ البداية كانت السعودية هي المحرك الأساسي للتحالف العربي لكن وجود دول أخرى ضمن التحالف كان يحميها من الانتقادات الموجهة لها، وبالتالي لن يكون لانسحاب الإمارات تأثيرات كبيرة على الصعيد العسكري، لكنه لا شك يفقد السعودية ما تقول إنه إجماع عربي للحرب ضد اليمن".
 
ضغوط على السعودية
 
وتوقع مراقبون أن قرار الإمارات بإنهاء حربها في اليمن يأتي كضغوط على السعودية تتوازى مع ضغوط أمميه على مفاوضات الكويت والهدف فرض حل سياسي معين.
 
وهو ما ذهب إليه الصحافي محمد ناصر المقبلي إذ يرى في تصريح خاص لـ(الموقع بوست)، "أن هذا القرار  له علاقة بارتباطات دولية واقليمية تريد ان تستخدم الامارات كورقة ضغط على السعودية تحديداً من اجل الرضوخ لمشروع الحل السياسي".
 
وهو الأمر الذي لا يلبي الحد الادنى من تنفيذ القرار الاممي 2216 وأهداف التحالف والمقاومة، حد قوله.
 
تحرير مناطق في شمال اليمن
 
بدورة يرى الصحافي "مصعب عفيف" أن الإمارات قررت على ما يبدو عدم المشاركة في أي عمليات عسكرية تهدف إلى تحرير مناطق في شمال اليمن، إذا ما فشلت مشاورات الكويت، واتخذ قرار الحسم العسكري، ومهما كانت خسائر الإمارات، إذا ما افترضنا أنها الدافع لهذا الإعلان فلا اعتقد أنها مبررة لمثل هكذا قرار، حسب قوله.
 
واعتبر في حديثه لـ(الموقع بوست)، أن هناك عدة رسائل تريد الإمارات إرسالها فهذه الرسالة موجهة إلى قائدة التحالف العربي "السعودية " قبل ان تكون موجهة للحكومة الشرعية ، كون السعودية صاحبة القرار الأول سياسيا وعسكريا وحليفة الإمارات الفعلي.
 
وتابع الصحفي عفيف: "لكن توقيت هذا الإعلان لم يكن موفقا كونه سيبدو متناغما مع الضغوط الدولية التي تمارس على السعودية و الحكومة اليمنية لمنع أي حسم عسكري للملف اليمني وتغاضي المجتمع الدولي عن تلاعب الحوثيين وحليفهم صالح على القرارات الدولية ومحاولاتهم الالتفاف على مشاورات الكويت وإطالة أمدها، وهو ما يمثل صفعة قوية لحليفتها السعودية من منظور إيران وحلفائها الحوثيين"، حسب قوله.
ويرى أن من شأن هذا الإعلان أن يفتح شهية الحوثيين وصالح على المزيد من التلاعب بملف المفاوضات ويجعلهم أكثر أريحية خلال مناوراتهم السياسية فقط، مضيفا: "أما بالنسبة لتأثيراته الفعلية على الميدان فاعتقد ألا شيء سيتغير، فقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المنتشرة على كل جبهات القتال باتت قادرة على الحسم عسكريا.
 
واستبعد "عفيف" أن تكون السعودية على غير دراية مسبقة بهذا الإعلان وربما تكشف الأيام القادمة، ما إذا كان قرار الإمارات تكتيكا ترضاه السعودية، أم انسحاب هادئ للإمارات من المشهد.
 


التعليقات