ما وراء تحركات الانقلابيين في باب المندب؟ (تقرير)
- وئام عبدالملك - خاص الاربعاء, 20 يوليو, 2016 - 05:54 مساءً
ما وراء تحركات الانقلابيين في باب المندب؟ (تقرير)

[ يكثف الحوثيون تحركاتهم قرب باب المندب لتخفيف الضغط على الجبهات الأخرى ]

بعد أن بدأت الشرعية في اليمن والتحالف العربي بالتحرك لتوجيه ضربة قاسية تكسر شوكة الانقلابيين، كثف الانقلابيون من هجماتهم وتحركاتهم في باب المندب، بهدف الضغط على الشرعية لعرقلة معركة الحسم في صنعاء، كون تحركاتهم في باب المندب، تعني أن أحد أهم خطوط الملاحة في العالم أصبح في خطر.
 
وتشهد أماكن قريبة من محيط باب المندب منذ أيام، معارك عنيفة، تنذر بسقوط مضيق باب المندب للمرة الثانية، بيد المليشيا الانقلابية، اشتدت وتيرتها بالتزامن مع عودة وفدي المشاورات إلى التفاوض في دولة الكويت.
 
وشهدت منطقتا كهبوب وذو باب المحيطتان بباب المندب معارك شرسة، تمكنت المليشيا خلالها من التقدم والسيطرة ثانية على سلسة جبال في كهبوب، وطوال الأسابيع الماضية دارت أيضا معارك في حيفان بتعز والقبيطة بلحج، اللتين تشكلان خطرا على الشريط الساحلي للبلاد، وكذا باب المندب.
 
أطماع إيران
 
ولأن الحروب تشعلها المصالح الاقتصادية، سعت إيران للسيطرة على" باب المندب" عن طريق وكلائها في اليمن(الحوثيين)، لأهمية ذلك الممر الحيوي، الذي كانت إيران، تسعى من خلاله تهديد الملاحة البحرية، لكن عودة المعارك إلى محيطه، شكلت خطرا للمرة الثانية على المضيق، وما يقلل من خطورة سقوطه ثانية، هو وجود ما يشبه الاتفاق الدولي على أن لا يقع المضيق الذي حرره التحالف في أكتوبر/تشرين الأول خلال أربع ساعات، تحت سيطرة المليشيا الانقلابية، وهو ما يعني أن 3.4 مليون برميل نفط يوميا أي(30% من إجمالي تجارة النفط العالمية) سيكون في خطر، بالإضافة إلى 12% من إجمالي التجارة الدولية، التي تمر عبر قناة السويس، التي يعد  المضيق مدخلا جنوبيا لها.
 
ويتوقع خبراء استطلع (الموقع بوست) آراءهم، أن سقوط باب المندب فيما لو حدث، سيتم استعادته فورا بالقوة، خاصة من قبل التحالف العربي الذي يمر عبر المضيق، ما نسبته 57% من النفط الذي تصدره الدول العربية، وأبرزها دول الخليج الغنية بالنفط.
 
التحرك الإيراني بحرا
 
يقول باحثون أن الإستراتيجية الإيرانية ومنذ عهد الإمبراطورية الشاهنشاهية، مرورا بعهد الإمام الخميني، تقوم على إيجاد دور متميز لها في أمن المنطقة، لا يتيح المجال لقوى خارجية بالتواجد في الإقليم قدر المستطاع، لذلك تسعى لتأمين الملاحة في الممرات الدولية في الخليج، على أن تكون مسئولية دول الإقليم، وهو ما يعني رفضها للوجود الأجنبي في مياه الخليج، ورفض للاستراتيجية الأمريكية التي تعتبر منطقة الخليج ضمن الاستراتيجية الأمنية الأمريكية.
 
وكالة "أنباء فارس" الإيرانية ذكرت، أن قطعا عسكرية تابعة للأسطول 42، التابع للجيش الإيراني، انطلقت، صباح يوم أمس الإثنين 18 يوليو/تموز، في مهمة تدريبية، وأنها ستعبر المياه الحرة الدولية لتصل إلى خليج عدن، ومضيق باب المندب.
 
تزامن ذلك التحرك مع المواجهات بين قوات الشرعية اليمنية والتحالف من جهة، والمليشيا الانقلابية من جهة أخرى، قرب باب المندب.
 
وتقول القوات البحرية الإيرانية، إن تلك القطع التي من بينها مدمرة "الوند" البحرية، ستركز في مهمتها على مرافقة السفن والناقلات التجارية الإيرانية، وحمايتها من أي تهديدات، خلال تنقلها في المياه الحرة الدولية، إلا أن خبراء يؤكدوا أن تحركها ليس طبيعيا وإنما من باب استعراض القوة أمام التحالف العربي والشرعية، بموافقة مجلس الأمن والأمم المتحدة وبرعاية أمريكية خاصة، كما لا يستبعدوا إمكانية استخدام إيران لمثل تلك السفن في تهريب الأسلحة، للمليشيا الانقلابية، عبر قوارب الصيد.
 
في السياق استغرب الصحافي إبراهيم القديمي، من غض الغرب والولايات المتحدة الطرف، عن التحركات الإيرانية، وما تمثله من تهديد للأمن الإقليمي والدولي.
 
ويعتقد كما قال لـ(الموقع بوست) أن ذلك الصمت، يأتي في إطار الحلف الإيراني الأمريكي الغربي الصهيوني، للحرب على المسلمين السنة.
 
وأضاف: "من الواضح أن إيران تريد السيطرة على اليمن وبالذات الممر المائي المهم "باب المندب"، لتحقيق أبرز أهدافها، المتمثل بخنق دول الخليج والسعودية على وجه الخصوص، عبر ذراعها تحالف الحوثي صالح".
 
الخطر المحدق بإيران
 
كما نقلت وكالة "إسنا" الإيرانية، عن قائد القوات البرية التابعة للجيش، أحمد رضا بوردستان، أن القوات المسلحة في بلاده تعمل على رصد التحركات والتغييرات وكل التطورات في المنطقة، "بهدف الوقوف بوجه أي تهديد".
 
وحول ذلك يرى المحلل العسكري علي الذهب، أن نشاط السفن الإيرانية لا علاقة له بدرجة رئيسية، بما يجري بباب المندب، وأن الأمر مرتبط بنشاط روتيني للبحرية الإيرانية، في إطار استراتيجيتها الدفاعية الموسومة بـ"منع الوصول"، ودورها في مكافحة القرصنة البحرية في خليج عدن، وقبالة السواحل الصومالية، وفقا لقرار أصدره مجلس الأمن بهذا الشأن، يتيح لكافة الدول مواجهتها في هذه المنطقة، بما في ذلك الكيان الصهيوني.
 
وأوضح في حديثه لـ(الموقع بوست) أن "نشاط السفن الإيرانية المرصود، ربما قد يكون ذلك تحسبا لتداعيات محتملة للانقلاب الذي تعرضت له حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان".
 
"ثمة مخاوف من حدوث من تطور في الأحداث في تركيا، وخروجها عن السيطرة، واستغلال تنظيمات إرهابية كالقاعدة وداعش لهذا الوضع"، حسب الخبير الاستراتيجي" الذهب".
 
يُذكر أن باب المندب، هو المجرى المائي الأهم لتدفق النفط والتجارة إلى أوربا ومنها، ومجال تدفق القوة العسكرية بين كل من البحر الأبيض المتوسط، والبحر الأسود، والمحيط الأطلسي، وبين المحيط الهندي والهادي.
 
وما زاد من أهمية اليمن لدى العديد من دول العالم، هو امتلاكها لـ6 موانئ بحرية دولية، مجهزة للقيام بالعديد من المهام، منها استقبال السفن والبضائع، وكذا 3 موانئ نفطية كميناء المخاء الذي يعد الشريان الأساسي لتوريد نفط دول الخليج إلى أنحاء العالم، بالإضافة إلى امتلاك اليمن لـ8 موانئ محلية.
 


التعليقات