كلمة المخلوع في الوقت الضائع!
الإثنين, 28 ديسمبر, 2015 - 02:55 مساءً

الحق أقول لكم أن خطاب المخلوع يوم الاحد ٢٧ ديسمبر ٢٠١٥ هو حقيقة خطاب مودع و في الوقت الضائع !
و لكن لماذا أقول ذلك و قد ظهر المخلوع قويا في الكلام و تكلم بلهجة تحدي كما نقول باللهجة اليمنية "هنجم" و اعلن انه لم يحارب  بعد و تهجم على وفد الشرعية و قال انهم لم يكونوا يعرفوا ما يريدون و تهجم على الرئيس هادي و انتقص منه و انكر شرعيته و لم يعف السعودية من الهجوم و التهديد و التحدي و طالبهم بالحوار المباشر؟
 للرد على السؤال اعلاه   لابد من تحليل الكلمة  شكلا و موضوعا
اولا تحليل شكل الكلمة :
١. مكان الخطاب غرفة تحت الارض و ليست قاعة كبيرة من قاعات الاجتماعات المعهودة  احتمال كبير تكون تحت جامع الصالح
٢. لم يكن هناك اي نظام للصوت
٣. بدى المخلوع مشذب اللحية و انيق ببدلة جديدة و قميص و كرفتة جديدتان ايضا مما يؤكد ان الظهور مخطط له بعناية فائقة
٤. الحضور كانوا يبدو عليهم الخوف و الارتباك و اغلبهم لم يلبسوا ملابسهم المعتادة مثل فائقة السيد و محمد ناصر العامري و غيرهما و لم يكونوا مستعدين لهذا اللقاء.
٥. الخطاب قصيرا و على غير العادة.
ثانيا التحليل الموضوعي للكلمة :
اولا دعونا ندرس وضع المخلوع  و قواته ميدانيا و هل يسمح له ذلك بالتهديد و وضع الشروط ثم سوف نحلل مواضيع الكلمة جميعها، من المعروف ان قواته و قوات حلفاءه تعرضت و ما زالت تتعرض لضربات عسكرية جوية و برية و بحرية و بشكل شبه يومي منذ تسعة اشهر و هو ما اعلنه صراحة في الخطاب لكن المؤكد ان خسائره في السلاح النوعي و في الافراد كان كبيرا  جدا و مؤثرا و يكفي ان نعرف ان المعارك كانت تدور في عدن و احياءها و العند و الضالع و اليوم في صرواح و فرضة نهم و ارحب و حجة و تهامة و عمق صعدة و الجوف و بحسبة بسيطة فان ٧٠٪ من الاراضي اليمنية خرجت عن سيطرته تماما و ٢٠٪ بشكل جزئي و لم تبقى له الا منطقتان خارج ازال تستنزفانه مدينتي البيضاء و تعز و هما ثقبان اسودان يلتهمان متمرسي المليشيات و و محترفي الحرس و الكثير من المعدات الثقيلة  و الذخائر الذي يتسبب به صواريخ المقاومة الحرارية و صواريخ الاف ١٦ الجوية.
لا يمكن ان يمر هدا القصف شبه اليومي و لمدة تسع اشهر مرور الكرام لقد دمر في اقل تقدير ٧٠٪ من مخزون الاسلحة النوعية و الصواريخ و الباقي غير فعال نتيجة اضرار  القصف او سؤ التخزين و مقتل او هروب الكوادر المؤهلة و عزوفها عن القتال المخالف لعقيدتها العسكرية التي تربت عليها و هي الوحيدة القادرة على  العمل على هذه الاسلحة النوعية خصوصا الصواريخ و قد ظهرت النتائج واضحة فالكثير منها لم يكن يستطيع مغادرة محيط صنعاء.
 
أذن نحن امام رجل مهزوم عسكريا و قد وضحنا ذلك في آنف الكلام  و مهزوم سياسيا و قد اتضح ذلك جليا في انقسام وفد الانقلابيين و تخلي الحوثيين عنهم و وصل الحال للتهديد الذي اشار له بيان مجلس الامن و ايضا مهزوم اخلاقيا بسبب الاستنزاف الاخلاقي لعفاش من قبل تعز و ما يجري فيها من حصار على يده و جنوده و قصف الاحياء السكنية و ما نتج عنه من قتل للاطفال و النساء و المدنيين و كذا الاستخدام الكثيف للقناصة الذين بدأوا يتوحشوا و يقنصون الاطفال بجانب ابائهم  و مما عمّق هذا المأزق الاخلاقي للمخلوع كثيرا  و جعل الناس تشير اليه في كل مكان هو التصريحات الغبية للدكتور القربي رئيس وفد المخلوع الى جنيف الذي انكر حصار تعز من الاساس ،  بل ان مطالبة وفد الحكومة برفع الحصار و اطلاق المختطفين اولا جعل المخلوع يجن و يقول  ان المطالبة بايصال الطعام الى تعز هو طائفية و مناطقية و هو اسقط ما فيه من طائفية و مناطقية على الحكومة الشرعية كما اسقط حالة وفده البائس المنقسم الذي ليس لديه شيء يقدمه على وفد الشرعية الذي ظهر قويا متماسكا و يعرف ماذا يريد و عنده الصلاحيات الكاملة لابرام اي اتفاق كوفد يرأسه نائب  رئيس الوزراء، حين قال ان وفد الشرعية ذهب لا يعرف ما يريد.
 
اذا و الحال كما هو ما هو الهدف من الكلمة و لماذا التحدي؟
هدف الكلمة هو المحافظة على تماسك انصاره و استمرارهم في الجبهات حتى يستطيع الحصول على اي اتفاق او الافلات و الهروب خارج اليمن و ايضا هو محاولة تهديد للتحالف انه لو دخلتم صنعاء سنقاوم حتى بعد سقوط صنعاء و ذلك  عندما خاطب القبائل التي تستلم السلاح بالاسقاط الجوي و الاموال من التحالف بانه لا بأس من استلام الاسلحة و الاموال و لكن احتفظوا بها الى ما بعد السقوط لنقوم بالمقاومة و هو يتشبه باخر خطابات صدام و شتان بين الرجلين و الخطابين و المعركتين و هو بهذا الخطاب   اعلن بوعي او دون وعي ان عملية شراء ذمم القبائل المحيطة بصنعاء قد اكتمل و ان مسألة سقوط صنعاء اصبحت قريبة جدا.
 
اما اعلانه عدم الذهاب الى جنيف او اديس ابابا مرة اخرى فهو  ناتج من امرين:
- الاول ان اي ذهاب في ضوء التطورات الميدانية و انتصارات المقاومة التي حصلت و التي تحصل يوميا و في خلال الايام القادمة لن يكون الا استسلاما و كذلك اظهر ذلك استياءً شديد  من شكل وفد المؤتمر الذي بدا ان ليس له من الامر شيء و ان المؤتمر مجرد تابع ذليل للحوثيين و هو ما فجر خلافات  بين المؤتمريين و الحوثيين من اعضاء وفد جنيف و تبادل التهديدات التي اشار لها بيان مجلس الامن.
 
لقد اعلن وقف اجتماعات جنيف بشكلها الحالي مما يعني انه يقول للحوثة اذهبوا للاستسلام اما انا فلا.
و حاول المخلوغ ضرب التحالف ملمحا الى دعم اماراتي من تحت الطاولة  و هو يعرف اكثر من غيره انه حتى اذا حصل ذلك  فعلا فهو مجرد توزيع ادوار بين الامارات و السعودية لا أكثر.
 
 الغريب انه يعلم ان كل ذلك لعب في الوقت الضائع مع ذلك مستمر.
من ضمن رسائل المخلوع  هي محاولة تطمين الحوثيين الى انه سوف يحارب معهم  حتى النهاية محملا "ال سعود" كما يسمي السعودية   مسؤولية انهاء الحرب و هنا يبدو ان اجندة الشرعية الاعلامية بالترويج ان المخلوع سوف سوف يبيع الحوثة قد أتت أكلها. 
 
لقد بدا المخلوع كمهرج خرف يهدد و هو لا يملك اي ادوات لتنفيد تهديده ففي الوقت التي يتلقى الضربات و يقبع تحت الحصار و تفتش طائراته المدنية عند خروجها و دخولها على اراضي عدوه فهو يطلب ايقاف الحرب ما لم ستبدأ الحرب التي بدأت من تسعة اشهر.
 
لقد بدأ المخلوع الحرب باعلانها في خيمته في داره الخاصة الواقعة في حدة و امام  امام انصاره القادمين من تعز في شهر اغسطس ٢٠١٤ و حدد منفذ الهروب لهادي و بدا لكل ذي بصيرة أنه الحاكم الفعلي للبلد حينها  و تلك الايام كان يجهز الحوثيين و الحرس الجمهوري    لدخول صنعاء و كان كل شيء جاهز لكن الحوثيون اختاروا وقت الدخول قبيل ذكرى ٢٦ سبتمبر بايام في رمزية كبيرة لمحاولة  دفن الثورة الخالدة و اعادة الاعتبار للامامة المأفونة و المؤلم انه وافق في خيانة حقيرة للثورة و الجمهورية التي طالما تغنى بها و و لكنه محاها  من خطابه السياسي  ذلك اليوم و اليوم.
ملاحظة طريفة:
اليوم لاحظت انه تغلب على نفسه و عرف الفرق بين لم و لن و استخدم لم استخداما صحيحا و ذلك بعد ٣٨ سنة من المحاولات و اخيرا نجح و لكن في الوقت الضائع.

التعليقات