بن دغر ينقل المعركة إلى صنعاء
الاربعاء, 25 يناير, 2017 - 09:36 مساءً

حالة انتحار تعيشها قيادات الانقلاب في صنعاء منذ وصول ورقة الألف ريال مذيلة بتوقيع منصر القعيطي محافظ البنك المركزي بعدن، وتاليا منظر طوابير الموظفين وهم يستلمون رواتبهم من فروع مصرف الكريمي وغيره، بعد عامين من طغيان الصورة المشوهة وعودة الصورة الطبيعية لحكومة تحتضن شعبها من جديد، ودون وسيط انقلابي..
 
باعتقادي أن رئيس الحكومة أحمد بن دغر استطاع اللعب بالأوراق الحكومية بمهارة عالية، رغم تشكيك البعض بشكلية القرارات التي كان يصدرها، فيما كنت وغيري من المتفائلين ننظر إلى خطواته بإعجاب بالغ، وقد ساهم بنصف هزيمة الانقلابيين، وهاهو يلعب الآن في ملعبهم وفي محور ارتكازهم داخل العاصمة، يناور ويفرض ما يريد هو، كحكومة مسئولة عن شعبها وحريصة أيضا على حياته ورفاهيته.
 
لو كانت المسألة مجرد رواتب فقط لكانت الحكومة أوصلتها حتى عبر عقال الحارات أو بالبيجوت إلى كشك الأمانات بباب اليمن، كلا باسمه وصفته.. وباعتقادي أن الموضوع أيضا ليس موضوع كشوفات راتب وقواعد بيانات فالحكومة لديها كل شيء.. كما أن الموضوع ليس موضوع ضغط على المليشيات لإحراجهم وتعريتهم، دون مراعاة وضع المواطنين الذين حرموا من رواتبهم منذ أربعة أشهر..
 
يا جماعة حتى لو كان ما سبق كله صحيح، إلا أن محور الارتكاز كله يعود على المواطن اليمني الذي يجب عليه أن يدرك مهما كانت الظروف حوله، أن عليه حفر الصخر من أجل لقمة عيشه وحريته وكرامته، إذ التحرر والانعتاق من الظلم والبأس والانقلاب له طرفان، أحدهما: المواطن نفسه، ولنا تجارب كبيرة وكثيرة في الملاحم التي كان أبطالها أشخاص وقيادات عظيمة لم تكن حاضنتها الشعبية تدور حولها، ولم تصدر ذات رجع الصدى الذي يوزاي ثورتها الموارة.
 
ما تزال لعنة الثلايا أحمد بن يحي عام 55م تلاحق شعبا أراد له الموت، بينما كان الثلايا يحني عنقه للسياف بعزة وشموخ من أجل حياة شعبه. وقبله شاهد أبو الأحرار الزبيري مصرع الابتسامة عام 48م، وأدان في ثلاثة أبيات قوية، ردة فعل شعبه الذي أراد الثوار قيامه، فأراه الشعب أهوال القيامة.
 
على الجميع أن يدرك أن حاجة الحكومة إلى المواطنين لدعم تحركها باتجاه التحرير الشامل من سطوة الانقلابيين ومشروعهم طويل المدى، أكثر من حاجتها لمن يقترح لها الحلول الآنية لتوفير هذه الخدمة أو تلك، إذ لا تعاني من ضبابية في الرؤية، بقدر معاناتها من تثبيط شركائها وتشكيكهم بقدرتها على المضي في خطين متوازيين لتحقيق النصر وإعادة بناء الدولة من جديد.
 

التعليقات