فبراير.. نحن الغد وهم الامس والامس مضى والغد قادم
السبت, 11 فبراير, 2017 - 07:40 مساءً

تابعت وتابع اليمانيون جميعاً وكل المهتمين بالثورة اليمنية العظيمة (11فبراير) على مدى الأسبوع الفائت العديد من الخطابات والمقالات والتحليلات السياسية والقراءات المختلفة عن ثورة الشعب السلمية الثورة التي قرر اليمانيون فيها ان يلتحقوا بركب التاريخ والحضارة ان يثبتوا للعالم اجمع انهم شعب عريق شعب له ماض وينبغي ان يكون له حاضر ومستقبل يفاخرون به الأمم يصنعونه بأيديهم .
 
 كانت الكثير من الكتابات منصفة وأخرى فيها لغة حديثة لم نعهدها من قبل وهو ما يؤكد أن الثورة تتجدد عام بعد عام ومحطة تلو أخرى فيما كانت بعضها لاتزال تعيش أوهام الماضي والبعض الاخر تعبر عن ردة بغيضه .
 
في 11 فبراير خرج اليمانيون وقد تحولت نبضات قلوبهم هتافاً يقض مضاجع الطغاة بأبيات أبي القاسم الشابي ( إذا الشعب يوماً أراد الحياة * فلا بد أن يستجيب القدر) (ولابد للظلم ان ينجلي * ولابد للقيد ان ينكسر ) (ومن يتهيب صعود الجبال * يعش أبد الدهر بين الحفر  ) وهذا الشعب العظيم أراد الحياة فاستجاب له القدر .
 
 نعم لقد خرجنا وكنا متمردين على نظام القهر والبؤس على نظام حاولت العائلة ومراكز القوى النافذة ان يختزلوا الوطن في ذواتهم، و أن يورثوا تضحيات اسلافنا من اجل دولة جمهورية ديمقراطية قائمة على الحق والعدل والمواطنة المتساوية ، خرجنا وكنا متمردين بنظرهم، وبنظر القوانين التي فصلوها على مقاسات مصالحهم، وبما يمكنهم من استعبادنا واذلالنا وقهرنا والاستحواذ على مستقبلنا .
 
قرر جيل ثورة فبراير أن يكونوا احراراً، وان ينقذوا مستقبلهم ومستقبل الأجيال القادمة، وان يعيدوا الحق لأهله من مغتصبية، قرروا ان يكونوا مواطنين لا عبيد.
 
إن أهم قرار اتخذه ثوار فبراير بنظري هو قرار ان يكونوا مواطنين، فهذا القرار التاريخي ناضل اليمانيون من أجله، وخاضوا ثورات وانتفاضات كبرى، في مسيرة الشعب النضالية، من أجل تحقيق يمن المواطنة المتساوية الذي نكون فيه مواطنين، لا تُمييز بيننا لصالح جهةٍ او قبيلة او منطقة أو مذهب بل نكون يمانيين جميعا متساوين أمام القانون.
 
 مرت الثورة بمحطات عديدة والتحق بها الكثيرون، البعض منهم آمن باهداف الثورة ونبلها وقيمها، ودافع عنها، ولم يكن يفكر بالمكاسب، والبعض شاركنا الساحات وهتف معنا بإسقاط النظام، والبعض عارض الثورة وناصبها العداء في بعض محطاتها، ولكن إرادة التغيير انتصرت، ووصل اليمانيون الى مؤتمر الحوار الوطني ليصيغوا مشروع الدولة، المتمثل بوثيقة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والذي يمثل الخلاصة الفكرية لمشروع ثورة الحادي عشر من فبراير.
 
 لم تعجب هذه الخلاصة بعض رفاق الساحات، كما راقت مخرجات الحوار لبعض من كان لديهم توجسا من الثورة التي دخلت في محطة أخرى من محطات فرز القوى، فأنطلق العابثون ومن يشكل مشروع فبراير بعدالته خطراً على مصالحهم الغير مشروعة بالتخطيط والتدبير للإنقلاب عليها مستغلين في ذلك ما تمكنوا منه من مقدرات الوطن التي استولوا عليها طيلة عقودٍ مضت، إضافة إلى اخطاء  البعض ممن تعاملوا مع الثورة كغنيمة  ومكاسب ضيقة وتصرفوا معها كرماة أحد.
 
لم يكن دور رماة احد عادياً بل كان دوراً رئيسياً ومدمراً يجب ان نعترف به، وان نقر بان جبهة قوى الثورة وانقساماتها وتهافت البعض على الغنيمة، واقصاء بعض الشركاء، قد وفر فرصة لتأخير تنفيذ بعض وعود الثورة التي انتظرها المواطن، ووفرت مدخلاً للقوى المضادة للثورة والتي سهلت انقلاب 21 سبتمبر الاسود .
 
ختاماً أنني اشعر بالفخر أنني سأحكي لأبنائي ذات يوم أنني كنت من شباب فبراير الذين قرروا أن يكونوا مواطنين، والذين أداروا عجلة قطار الثورة، ذلك القطار الذي التحق به الكثيرون في محطاته المختلفة، وواصلوا السير معنا في بعض محطاته ثم تخلفوا عن السير في مسيرة الشعب التي تنادي بالحياة للجميع، والتحقوا بمسيرة الموت التي ترى في قتل اليمانيين غاية ترجى، وانني على ثقة ان مسيرة قطار الثورة سيستمر في السير في محطات قادمة، وسيلتحق بها  آخرون من أبناء شعبنا، كما ستتناقض مستقبلا مع من هم معنا بنفس الدرب سائرون، كما فعلت من قبل مع من التحقوا بالانقلاب فالثورة ستواصل السير وستحقق اهدافها وانها لثورة حتى النصر.
 
 وعاش اليمانيون أحراراً أباه ....
 
--------------------

مانع المطري - عضو اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية
 
عضو مؤتمر الحوار الوطني

المقال خاص بالموقع بوست

التعليقات