النجومية في وطن بائس
الأحد, 26 فبراير, 2017 - 09:17 مساءً

في أي بلد من بلدان العالم ينظر لمن يقتحم مجالات الفن والرياضة والإبداع كمحظوظ ، كون هذه المجالات في معظم دول العالم أشبه بأكاديميات لإنتاج النجوم على شاكلة الأفراد والمؤسسات.

في اليمن ، البلد الذي يعيش الحروب والفقر والانقسام الاجتماعي وغياب دولة المؤسسات، يصبح الانتماء لهذه المجالات شاهداً على احتراف الفقر والفاقة،خلافاً لدول العالم التي تصبح فيه النجومية متلازمه للشهرة والثراء.

يلجأ المواطن في اليمن لمجالات الشهرة والنجومية والفن والوظيفة للحصول على حد أدنى من متطلبات العيش الكريم وتأمين الجانب الاقتصادي.

في بلد حافظ على عدمية الحضور منذ عقود طويلة في شتى مجالات الإبداع وفي مجتمع لم يستظل يوماً تحت كنف دولة ولم يجد أي حكومة من الحكومات المتعاقبة أن دعمت وبذلت جهوداً لتنمية الإبداع، يٌصبح من المستحيلات بروز شخصيات في سماء لإبداع والنجومية، وإن حدث وبرزت نجوماُ في المجتمع واستطاعت تجاوز العوائق وتحدي الصعاب، فذلك أمر نادر وظاهرة فريدة تعود اسباب النجاح لذات الشخصية فحسب.

في هذا الجانب لا يمكن إغفال تفاعل الجمهور اليمني مع الفنان عمار العزكي خلال مسابقاته في برنامج أرب ايدول والتصويت له املاً في تتويجه بقلب محبوب العرب ، عكس تعطش الشعب اليمني لسماع خبر مفرح يدخل السعادة عليهم في ظل أوضاع الحروب واللادولة التي يعيشونها.

العزكي الشاب العشريني استطاع أن يحصل على أكبر نسبه مشاهدة  في الوطن ، عزف الناس عن الاخبار والتقارير والنشرات  التي ضاقت بها القنوات الفضائية والتي تعبر عن الحرب والقتل والدمار و تتشابه يوميا في محتواها  وانتقلوا لمشاهدة برنامج قلما كان يجد رواجاً في أوساط المجتمع من ذي قبل.

تحمس غالبية الشعب اليمني لمشاهدة البرنامج بكل المراحل العمرية حتى كبار السن الذين يعتقدون أن مشاهدة برنامج مسابقات غنائية ليس إلا مضيعة للوقت. 

تعطشت غالبية الجماهير بمختلف توجهاتهم السياسية وانتمائهم الأيدلوجي، لنجاح عمار، توحدوا بعد أن طحنتهم أخبار الحروب والقتل والدمار.
 

التعليقات