محاولات تفكيك الشرعية
الاربعاء, 12 يوليو, 2017 - 04:24 مساءً

منذُ اليوم الأول للأزمة الخليجية، ونحن ندرك أن اليمن سيكون له النصيب الأكبر من الآثار السلبية، فالاسرة الخليجية كانت كتلة متجانسة في إطار التحالف العربي لاستعادة الشرعية، والدولة المسلوبة والمنهكة من قبضة المليشيات، ومصير هذه البلد مرهون ببقاء التحالف متماسكا، فاليمن هي العمق الاستراتيجي للخليج وللسعودية على وجه الخصوص.
 
 النتائج السلبية للأزمة الخليجية على اليمن كثيرة، ومتعددة الأوجه، فقد توقفت العمليات العسكرية على امتداد خارطة المعارك، إلا مناوشات هنا وهناك، ودخلت الحرب  في حالة ركود ومتاهة الحرب المنسية، لا حرب ولا سلام، بعد أن خطفت الأزمة الخليجية أولويات الاهتمامات الإقليمية والدولية.
 
كما أنها فتحت الأبواب أمام الأبواق المستأجرة المرتبطة بأجهزة مخابراتية لبعض الدول التي تسعى  لإحداث انقسام داخل مكون الشرعية، من خلال بث الشائعات، والتهم الكيدية، ضد أكبر مكون سياسي وعسكري داخل الشرعية، ألا وهو حزب "الإصلاح"
 
لعلنا شاهدنا الحملة التي قام بها، ووكلاء وزارة الاعلام، وصحفيين، وناشطين  من محل اقامتهم بالرياض وعبر وسائل إعلامية ممولة من الامارات، عقب انفجار الأزمة الخليجية، ضد الإصلاح واتهامه بأنه يعمل لصالح المعسكر القطري، وكيل سيل من التهم والافتراءات التي لا يصدقها ولا يروجها إنسان سوي..
 
 كيف يمكن أن نصدق هذه الماكينات ، ونحن ندرك أن الإصلاح هو العمود الذي ترتكز عليه الشرعية، وبقياداته وافراده شكلت المقاومة وقدموا التضحيات الجسام، في الوقت الذي كانوا هؤلاء المتاجرين بالمواقف يرقصون على زوامل الحوثيين ، في حين قيادته في السعودية، وأعلنوا أن موقف الحزب من الازمة الخليجية مرتبط بموقف الشرعية..
 
وليس هذا فحسب، وإنما بدأوا يسوقون لحزب المؤتمر على أنه حزب وطنى، وحزب دولة وما شابه من هذه التوصيفات التي يطلقها الذباب الإلكتروني، الذي يرتع ويتغذى على موائد الحكومة الشرعية في الرياض، وكأنهم يتحدثون عن حزب مؤتمر غير الذي سلم الدولة للمليشيات وأعلن الحرب على الشعب..
 
استغلت مطابخ الإشاعات، ومحترفي البروبجندا" الأزمة الخليجية لبث تسريبات محبطة، وابرزها واشدها خطرا، ما نشرتها نشرة"انتليجنس" التابعة للمخابرات الفرنسية والتي أوردت ما اسمته اتفاق اماراتي سعودي على الاطاحة بهادي وعودة نجل المخلوع لتشكيل حكومة جديدة وسردت تفاصيل أخرى، واستقبلها "المبكعين" بفرح وبدأوا في ترويجها على أنها واقع، ورافقها حملة الكترونية "أوقفوا الحرب "صدرت من ذات المطبخ وتقبلها المتساقطين، و المهزومين بسذاجة، ولكن سرعان ما جاء النفي من قبل التحالف، واخمد الرغوة ..
 
هل من المعقول أن السعودية قادت هذه الحرب من اجل اعادة ابن المخلوع الذي سلم اليمن لإيران إلى الحكم ?
 
كان الغرض من هذه الإشاعات ضرب ثقة اليمنيين بالسعودية، وخلق حالة من السخط، والصخب تجاهها، وارباك الجيش الوطني في الجبهات الشمالية، بالتزامن مع التصعيد في عدن ومحافظات الجنوب، وكل هذه الخطوات تدار بشكل منظم بغية تفكيك منظومة الشرعية، واضعافها حتى تتمكن دولة الأبراج من تنفيذ أجندتها الخاصة شمالا وجنوبا.
 
هناك محاولات حثيثة، لإفشال التحالف العربي، من خلال فتح معارك سياسية مع الشرعية والمكونات  الداعمة لها، والانحراف عن مسار الأهداف التي قامت لأجلها عاصفة الحزم، إطالة أمد الحرب خلقت للشرعية مشاكل جانبية، وجاءت الأزمة الخليجية لتزيد الطين بلة ..
 
اي استهداف لشرعية الرئيس هادي  هو استهداف للملكة السعودية، كونها اطلقت العمليات العسكرية لهدف إعادة الشرعية بطلب من الرئيس ، السعودية تدرك أن استقرارها من استقرار اليمن، ولا يمكن أن تفرط باهدافها وسمعتها من اجل رغبات الإمارات التي لن يصيبها شيء في حال حدث انقسام وظلت الشمال في قبضة المليشيات، فمعركتها باليمن مصيرية وحرب بقاء أو موت..
 
نخشى ان تطول الأزمة الخليجية بنفس الحدة ،وتشغل السعودية، وتلهيها عن حربها في اليمن، لان ذلك سيتيح المجال للامارات التي تشتغل على الأرض، وقد تدفع مجلس عيدروس إلى إعلان الانفصال، والتصعيد مع الشرعية، وحينها من الصعب إعادة الأمور إلى الوضع الطبيعي، وستجد السعودية نفسها أمام واقع قد يضعها في موقف اخلاقي محرج، ونتمنى أن تنجح الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها دولة الكويت بدعم اقليمي ودولي في رأب الصدع، وردم الهوة وإعادة المياه إلى مجاريها ..
 

التعليقات