ما تبقى من دولة
الثلاثاء, 25 يوليو, 2017 - 08:54 مساءً

هو كان رئيس تسوية ووضع اتفاق بين الاطراف على شخص يرضى عنه الجميع.
 
تحاول فيما بعد استخدامه كرئيس نظام ثوري تعرض لانقلاب ثورة مضادة، فهذا هو ما يجعلك تتخبط بحثا عن مفتاح والمفتاح في يدك، تقول عنه انه مفتاحك وتبحث عن مقاس آخر يلائم حاجتك.
 
هو كان يصلح في صنعاء التسوية يبقي الآلة تشتغل بالكاد، لكنه استخدم لتفكيكها وراح من المنفى يلعب دور مفك قديم تم القاؤه بين تروس آلة هائلة مجمعة، فعلق بين التروس وأوقفها.
 
لو إن فبرار كانت قد وصلت لخط النهاية ووضعت شخصيتها على كرسي الحكم، لكانت انقلاب الثورة المضادة قد منح للمنفى قائدا من الربيع العربي يمثل الفكرة برمتها.
 
لكننا علقنا منذ ما بعد التسوية في استبدال الشخصية السياسية التي تلائم وجهنا، لم نجد ، ذلك اننا سمحنا لها بالتسرب عبر التسويات الزائفة بيننا وبين الحلم وبين الماضي وبين الشمال والجنوب وبين ما ادعينا اننا عليه وكلما أعلنا رفضه.
 
والآن وعندما احتجنا لتسوية حقيقية لم نجد، السبب ليس لكونها منعدمة تماما ، كلما هنالك اننا لم نعد موجودين نحن، الوجود بالصيغة التي يمكننا من خلالها التعبير عن كوننا يمنيين قضيتهم دولة جامعة وقوية يجب ان تعود، الغينا المسافة بوصفنا مناهضين للخراب بقدر ما اصبحنا شركاء فيه .
 
لا اعرف كم مضى علينا من الوقت ونحن في هذه الحالة من الانكار، ربما من قبل 2011، من ايام ما كنا في طريق تقويض الدولة بالفساد داخلها وبتعاظم قوة الحوثيين والحراك من الجانبين، فقط دفعناها لأيديهم وانسحبنا من ساحة حلم الربيع ومن ساحة واقع ما بعده.
 
وضعنا الأمين العام للمؤتمر الذي كان حاكما على كرسي الحكم وانسجمنا مع التسوية وتخلينا عنها ثم اخترنا رجال صالح قادة لمنفانا الموحش، ورحنا نرقب كيف يتغلب بعض صالح على بعضه لنحظى بالتشفي مقابل دولة، ولقد اخترنا اضعف ما في نظامه ممثلا لنا بوجه اقوى ما تبقى منه وهو هو شخصيته، ومن الخارج ولاستعادة اليمن استخدمنا أكثر اعداء اليمن شراسة وضغينة وقدرة على الحاق الأذى، بثأرية البدوي الذي يبيع اثني عشر مليون برميل نفط ولا يعتمد السياسة بغير الرشوة وعناد الجمل، وأمسى علينا الدفاع بعدها عن ماء وجوهنا وليس عن الدولة اليمنية.
 
ومن المنفى نبحث عن يد تفتح لنا باب البيت، مستخدمين بصمة الرجل المريض وهو يغط في غيبوبة احتضار بعد أن أردنا منه في شيخوخته ومنفاه مواجهة أضعاف ما تخلى عنه وهو في صنعاء وما هرب منه من عدن وهو لا يزال شابا
علي عبد الله صالح يدافع عن دولته هو ، ذلك ما يفعله ونعرفه، لكننا بالمقابل قد اخفقنا في تعريف دولتنا التي ندافع عنها، هل هي التي حاولنا انتزاعها منه بفسادها واخطائها وتضعضعها ويمنيتها ؟ ويحاول الان استعادتها من يد الحوثي الذي استقدمه الى صنعاء ، ام التي منحناها لتصور المنفى الذي كان علينا الهرب اليه بأجسادنا وليس بدولتنا ومنحه حق تقرير المصير، وربما هي دولتنا التي انتزعناها من اليوتوبيا واحلام المدينة الفاضلة ؟ أو انها ربما دولة اللاهضبة، او دولة كل واحد حر بإقليمه وتصوره الخاص والشخصي لدولته هوية وتضاريس .
 
لا نعرف وذلك ضعفنا ، هو يعرف وذلك مبعث قوته، او ان لا شيئ من هذا كله حدث وانها بيده لم تبارحها وهي يده وحده التي يثق بأمانتها تجاهه ونجح بقوة الاستحواذ في الاحتفاظ بنواة ما يعتقده حقه الشخصي فيما تخلينا نحن عن الذي نظن انه لا يخصنا ، وان الذي يحدث الان هو استعادة رجل لأسباب حكم يخصه كرئيس سابق من يد مليشيا استخدم طموحها في استعادة ملك ابدي، شكل من الاحتيال على مأزق الحق الشخصي بتهديدات الحق الالهي، وان البعض يراقب هذه اللعبة ومستويات المغالطة لتصل للنهاية حيث الوريث الوحيد : شعب تقع دولته في يده، مثلما يحدث للأيتام اخر المطاف وقد اندثرت بيوت الظالمين.

*نقلا من صفحة الكاتب
 

التعليقات