معركة الحوثي وصالح .. لمن الغلبة اليوم ؟
الإثنين, 21 أغسطس, 2017 - 07:42 مساءً

دخل خلاف الحوثي مع صالح وحزبه خلال الأيام الاخيرة طوراُ جديدا من الصراع ومنحى خطيرا يهدد التحالف القائم بينهما،وينذر بإنفجار الوضع عسكرياً في أي لحظة، اتهمات وتراشقات إعلامية على كافة الصعد ، خطابات وردود من قبل قيادة الطرفين، وهذا يبدوا لأول مرة منذ تحالفهما خلال اقتحام الحوثي للعاصمة صنعاء في سبتمبر عام 2014م.

على أن هذا الاحتقان المتصاعد بين طرفي الإنقلاب في صنعاء،زادت حدته مع تداول وسائل إعلام أنباء حول تفاهمات سرية بين صالح والإمارات العضو الفاعل في التحالف العربي الذي يقود عملية عسكرية منذ أكثر من عامين لإعادة شرعية عبدربه منصور هادي في البلاد.

في حين أن دعوة حزب صالح جماهيره وأنصاره للتجمهر والحشد في ميدان السبعين في يوم 24 أغسطس للاحتفال بذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام، أصابت الحوثيين بالقلق من نتائج هذه الفعالية، حيث ينظرون بعين الريبة والشك إلى حليفهم صالح  الذي امتهن لعبة التحالفات والصفقات والتخلص منها متى يريد.

صحيفة الشرق القطرية نقلت اليوم الإثنين عن ما أسمتها مصادر سياسية مطلعة بأنالتحركات الأخيرة لصالح وحشده ليوم 24 أغسطس جاءت بتنسيق وتفاهمات سرية مع الإمارات العربية المتحدة، للتخلص من الحوثييين مقابل منحه نصيب من كعكة السلطة في البلاد.

وبالنظر إلى موازين القوى والأوراق التي يمتلكها الطرفان المتصارعان، سنجد أن صالح يلعب بين أرضه وجمهوره،حيث المزاج الشعبي في العاصمة ومناطق الطوق القبلي حول صنعاء يميل لكفة صالح، حتى في أمانة العاصمة نفسها لن نجد ثقل شعبي الحوثيين بحجم أنصار المؤتمر ،ولكن رغم ذلك فإن من يتربع على هرم المؤسسات بصنعاء هم من الحوثيين فرغم عدم ثقلهم شعبياً مقارنة بمؤيدي المؤتمر إلا أنهم مازالوا يستحوذون على القرار ومنابع الموارد المالية في المؤسسات الهامة والأكثر إيراداً للدخل بمثل ميناء الحديدة ومؤسسات الاتصالات ،وبالتالي يدرك أعضاء المؤتمر حجم حزبهم وتفوقهم على حلفائهم الحوثيين وهم يرون مدى الهيمنه للحوثيين في المؤسسات المدنية والعسكرية واستحواذهم على أهم المناصب واقصاءهم لحلفاءهم، كل ذلك ولدّ وعلى مدى العاميين الماضيين نوعا من السخط والشعور بالغبن تجاه الحوثيين،الاحتقان واتساع الهوة يتزايد  بين الطرفين مع مرور الوقت أكثر وأكثر.

لاتجد شخصاً من مؤيدي صالح تستمع إليه إلا وتدرك حجم الغضب المكبوت في صدورهم تجاه عجرفة الجوثيين،لكن مايمنع من انفجار الخلاف بينهم وإطالة أمد التحالف هو مركزية القرار بالنسبه للمؤتمريين وتركيزها بيد صالح، فهو من يقرر متى يتحرك المؤتمر ومتي يخضع لاستقزازات الحوثيين لهم المستمرة.

من الجانب العسكري يبدو من السابق لأوانه معرفة لمن ترجح الكفة عسكريا،فكون أن الحوثيين هم يمسكون زمام القرار في جميع المؤسسات العسكرية وفي جميع أجهزة الداخلية وأقسام الشرطة،فذلك لا يعطي انطباع للمتابع بأن الحوثيين هم الاقوى عسكريا، فالجميع يعرف كيف أن صالح سلم المعسكرات والأجهزه الأمنية لهم بكل سهولة في سبتمبر 2014م.

  صالح رجل ماكر ويريد أن يعطي انطباع للمجتمع الدولي ولخصومه بأنه لا يملك من السلطة والقوة، شئ، هكذا يريد صالح إيهام الجميع ،حتى تكون الفرصة مواتية للإنقضاض على السلطة والتخلص من خصومه ، وهذا مادأب عليه منذ صعوده إلى السلطة نهاية السبعينات.

على مدى 33 عاما ظل صالح يمسك بزمام السلطة في البلد ويعقد صفقات السلاح الضخمة من أموال اليمنيين وقوت أطفالهم ، حتى استطاع أن يبني ترسانة ضخمة من الأسلحة، ويستحدث المخازن السرية في الجبال المحيطة بالعاصمة، فهناك مخازن تحوي على كميات نوعية من السلاح لا يعرف عنها الحوثيين شئ، وهذه أحد الأسباب التي جعلت الحوثيين يطيلون أمد التحالف معه رغم رغبتهم في إنهاء - تحالف الضرورة -  إن جاز التعبير اليوم قبل الغد.

التعليقات